الحب ليس مجرد عواطف ومشاعر تبقى عاجزة عن الوصول إلى الأبناء، فينمو الطفل معتقداً أنه غير محبوب ومرفوض من الوالدين.

يقول الدكتور جميل صبحى استشارى الأمراض النفسية والعصبية، إن مشاعر الحب رسالة يجب أن تصل إلى الطفل بأسلوب التعامل وطريقة الكلام والحوار مع الطفل، يجب أن يشعر الطفل أنه محبوب لشخصه ولذاته وليس لما يفعل أو لا يفعل.

والحب غير المشروط بسلوك الطفل يجعله يقبل نفسه والآخرين، وينمو على التضحية والعطاء، ويتخلص من الأنانية وحب الذات، فإذا أخطأ الطفل يجب أن يشعر أننا نكره الخطأ ولا نكرهه هو، وأننا نرفض الخطأ لأنه يضره شخصياً ويسبب له الأذى، وإذا عوقب الطفل فإن ذلك لكى يتذكر الخطأ ولا يكرره، ولكن العقاب ليس لأنه طفل غير محبوب.

وحذر "صبحى" من تكرار عبارات أنت سيىء، أنت تخطىء دائماً، نحن نكرهك ولا نحبك لأنك تخطىء، ولكن نشعره دائماً أننا نحبه رغم أخطائه، ونشجعه على عدم تكرار الخطأ لأنه ذكى ومحبوب، ولكن بعض الآباء عندما يخطىء الطفل أو يكرر الخطأ ينهالون عليه بالضرب والعنف والقول "أنت وحش، وأنت شرير، وإننا نكرهك لأخطائك"، وأحياناً إذا ما كان هناك خلاف دائماً بين الوالدين يردد أحدهما القول لأطفاله، أنتم السبب فى أننى مستمر فى هذه الحياة المؤلمة مع الطرف الآخر، فيعتقد الطفل أنه غير محبوب لأنه سبب فى عدم سعادته، وإذا حدث مقارنة بين ابنى وطفل آخر أو أخيه، وقيل له إن الطفل الآخر أحسن أو أفضل أو أذكى منك يعتقد أننا لا نحبه، لأنه ليس كفئا مثل الطفل الآخر، فالطفل يشعر ويفهم بطريقته، ولذلك يجب أن نقدر حدود فهمه ونتعامل على هذا الأساس.

وينصح "صبحى" الآباء والأمهات يجب أن ندعم الحب مع أطفالنا بالأحضان والتلامس واللعب معهم، وإعطائهم وقتاً للنزهة والتفاهم والمشاركة معهم فى ألعابهم، ونحذر من الانقلاب عليهم فى وقت الانفعال والغضب، ومن التدليل الزائد وإشباع كل رغبات واحتياجات الطفل فى كل وقت حتى لا يكبر الطفل على الأنانية وحب الذات.

ولابد عند الخطأ أن يعاقب بحساب كما ذكرنا، ولابد أن نرفض بعض طلبات الطفل التى يغالى فيها مهما بكى أو تمسك بها، ولكن دون إهانة له أو تجريح أو ضرب، ونشجعه على المشاركة والعطاء لأخوته أو أصدقائه مما يمتلك، حتى يتعود على العطاء، كما يجب أن نحذر من التقلب الشديد بين الحب والاهتمام عندما يحسن الطفل التصرف والانقلاب إلى العنف والإهانة عندما يخطىء الطفل.



أكثر...