يتعجب كثير من الآباء عندما يذهبون بأطفالهم إلى العيادة النفسية، ويسمعون تشخيص المتخصص بأن صغيرهم مصاب بمرض نفسى، ويتساءلون كيف لهذا الطفل الذى يمتلئ حيوية وطاقة وإقبالًا على الحياة، أن يصاب بالاكتئاب أو تدهور نفسيته بهذا الشكل؟.

تطرق الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى، إلى مدى تأثير تصرفات الوالدين على نفسية الأطفال، مؤكدًا أن الأطفال دائما أذكياء جدا بدرجة أكبر مما نتصور نحن كآباء، وأنهم شديدو الحساسية لما نفعل نحن، ولما يتعرضون له من مواقف.

وأشار "هارون" أن كثيرًا من الآباء يتعاملون مع طفلهم وكأنه "ريبورت" يلقى إليه بالأوامر والتعليمات ليخزنها ذلك الكائن الآلى بشكل شديد المهارة، ثم يستطيع أن يستدعيها حين يتلقى الأمر، دون الانتباه إلى أنه يتعامل مع إنسان رقيق تتأثر نفسيته بأبسط الأمور.

وأكد "هارون"، أنه عندما يتم التعامل مع الطفل بهذا الشكل "الأتوماتيكى"، سواء كان من الوالدين أو من المدرسين فى المدرسة، إضافة إلى عدم تقديره فى المنزل بين أخواته الكبار مثلاً أو رفقائه، كل هذا كفيل بأن يسبب للطفل عدم التوافق النفسى، وبالتالى إصابته بالاكتئاب.

وتظهر أعراض الكتئاب لدى الأطفال بالقلق والتوتر، وتكرار مرات التبول اللا إرادى، أو مشاهدة التلفاز لساعات طويلة يوميًا دون تركيز، ولكن يظهر هذا الإدمان لمشاهدة التلفاز علامة على الانطوائية الشديدة، التى يتبعها زيادة الوزن وتدهور مستوى التحصيل الدراسى.



أكثر...