نجاحات عديدة ومتوالية يحققها النجم العالمى «الشاب خالد» ففى خلال سنوات مشواره الفنى، لعب دورا رائدا فى نشر موسيقى الراى والفن الجزائرى فى العالم، وأصبح خالد أيقونة لغناء «الراى» فى العالم وصار بحق «ملك الراى».

غاب الشاب خالد عن مصر لمدة 6 سنوات بسبب الأحداث السياسية المتلاحقة وقلة الحفلات الغنائية إلى أن عاد من جديد للجمهور خلال حفله الذى أقيم أمس الأول الخميس، فى «بورتو كايرو» وسط حضور جماهيرى كبير للغاية وذلك نظرا لتعطش الجمهور المصرى له وأيضا لشعبيته الجارفة فى مصر وجميع أنحاء الوطن العربى.

لم يكن الوصول للشاب خالد أثناء قضائه 48 ساعة فى مصر سهلا بالشكل الكافى بسبب ضيق وقته وعدم رغبة مدير أعماله إجراءه أى حوارات صحفية ولكن بمساعدة منظم الحفل وليد منصور تمكنت «اليوم السابع» من الانفراد بحوار مطول مع الشاب خالد، فتح فيه قلبه بطلاقة وتحدث فى الفن والسياسة، وعبر عن وجهة نظره فى الانتخابات الرئاسية التى أقيمت مؤخرا بالجزائر وكشف سر عودته لمصر فى الحوار التالى.

ما انطباعك بعد عودتك من جديد للحفلات الغنائية فى مصر بعد غياب 6 سنوات؟
- ضاحكا: «أنا كنت هنا امبارح»، ولم أشعر بطول المدة لأن مصر دائما فى قلبى، ومبسوط وسعيد بعودتى من جديد للحفلات فيها، وأتمنى أن يكون الجمهور قد رآنى على المستوى المطلوب، وأكون قد استطعت أن أعوضهم عن الغياب لـمدة 6 سنوات، لأن الأهم بالنسبة لى أن يكون الجمهور سعيدا، فمنذ اللحظة الأولى التى تحدث فيها معى منظم الحفل وليد منصور وافقت على الفور نظرا لثقتى فيه وتابعت عمله مع الكثير من النجوم خلال الآونة الأخيرة، إضافة إلى أنه نفذ جميع اتفاقاتى معه على مستوى تجهيزات الحفل وهو ما سيجعلنى أكرر التعاون معه من جديد خلال الفترة المقبلة.

هل شعرت بالفارق فور عودتك خاصة عقب ثورتى يناير ويونيو؟
- للأمانة الشديدة لم أشعر بالفارق، لأنه منذ تواجدى بالمطار وأنا أحظى باستقبال رائع من الجميع والشعب المصرى لم يتغير لأنه شعب طيب وهو حال جميع الشعوب العربية جميعا، ونحن فى الجزائر عشنا تلك الظروف من قبلكم وكان لدينا الكثير من الضحايا، ولكن الشباب الآن أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا للكثير من الأمور فى ظل التطورات التى توجد بالحياة ويجب أن يستغلوا ذلك فى صالح المنطقة العربية بأكملها.

هل أنت مؤيد لما يسمى بثورات الربيع العربى التى جاءت بالتيارات الإسلامية للحكم لفترة فى عدد من الدول منها مصر، خصوصا أنكم فى الجزائر عانيتم بشدة من الإسلاميين والإرهاب فى العشرية السوداء؟
- فى ظنى أن ما حدث ليس ربيعا عربيا، لكنه كان بمثابة إعلان عن وجود المتأسلمين، والإشهار بأنهم صاروا يملكون السلطة تماما مثل الحروب التى هى أيضا بالإشهار، ثم ما حدث هو ظهور المتأسلمين الذين ضحكوا على الجميع باسم الدين لكى يحصلوا على الكرسى فقط، وقد تكون مؤهلاتهم فقط هو حفظهم لآية الكرسى، خاصة وأنهم لا يعرفون شيئا عن الدين سوى مصالحهم الشخصية وأهدافهم التى يريدون أن يحققوها مهما كان الثمن، فالجيل الجديد يتقدم بالحضارة الجديدة وأصبح يضحى بنفسه من أجل أن يحصل على الحياة الكريمة، ثم يأتى له أحد المتأسلمين لم يتعب أو يبذل مجهودا فى شىء بالحياة سوى أنه استطاع أن يقعد على «الكرسى» ويقول «الفن حرام، والحب حرام.. إلخ» وأنا أقول له «يا ولد الحرام أنت حرام».
إذن ما رسالتك لكل شخص يستخدم الدين لتحقيق أهداف شخصية له؟
- أقول له إن الشعوب العربية كشفتكم على حقيقتكم وأنكم لا تموتون من أجل الدين ولكن تضحون بأنفسكم من أجل الحكم والسلطة، وأوجه رسالة للشباب وأطالبهم فيها بأن يكونوا على قدر كبير من الوعى للحفاظ على بلادهم وأن يحل الشعب بدلا من الشرطة والجيش فى السعى للمحافظة على بلاده ويموت من أجلها، ولابد أن نقضى على التخلف الذى تسبب فيه هؤلاء المتأسلمون خاصة وأن الدين يسر وليس عسرا وأسهل بكثير مما يحاولون توصيله للناس، وأدعو المصريين وكل الشعوب العربية لأن يضعوا تجربة الجزائر أمام أعينهم فنحن ما نزال نعانى من تجربة المتأسلمين وإرهابهم.

كيف رأيت مشهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وهو يفوز بالرئاسة الجزائرية رغم أنه قعيد ويمشى على كرسى متحرك بسبب مرضه؟
- ببساطة هو رئيس أحبه الجزائريون، وجاء لنا بالحرية والسلم وجعل الشعب الجزائرى مرفوع الرأس فى أى مكان، ونفذ ما وعده للشعب من الأمن والأمان وتوفير الحرية والديمقراطية، وحينما كنت فى فرنسا تم سؤالى كيف تتحملون رئيسا مريضا؟، فكان ردى عليهم واضحا وصريحا وهو أن «الراجل مريض فى كرشه وليس فى رأسه»، وهذا هو الأهم لأنه قادر على التفكير وقادر على اتخاذ القرارات الحاسمة، وأؤكد أنه حتى الآن نفذ كل الكلام الذى وعد به ولم يخلف مع الشعب الجزائرى لذلك نحن نحبه ونقدره، وكل ما أثير حول الرئيس من الدول الأجنبية لأنهم لا يريدون الخير أبدا لأى دولة عربية.

ولكنك اتهمت بالغناء لـ«بوتفليقة» مقابل الحصول على أموال.. فما صحة ذلك؟
- هذا غير صحيح، حيث قمت بعمل الأغنية بالكامل سواء من كلمات وتوزيع وغناء حبا ووفاء للرئيس بوتفليقة، على الرغم من أن الفنان لا يجب أن يتدخل بالسياسة ولكن الفنان ليس له حزب يعبر فيه عن آرائه ولكن رسالته تكون للشعب من خلال فنه وموهبته، وفخور بهذا الرئيس وفخور أيضا بالانتخابات لأنها أعطت درسا للعالم بأكمله عن مدى تعلق الشعب الجزائرى برئيسه وطالما صدق معهم ونفذ ما وعدهم به سيقوم الشعب باختياره دائما.

هل من الممكن أن تندم على الغناء له فى أحد الأيام؟
- على الإطلاق، لأنى فعلت ذلك بإرادتى وبحب شديد لهذا الرجل، كما أننى أحضر لأغنية أخرى سأهديها له خلال الفترة المقبلة وسأختص جريدتكم ببعض من كلماتها التى تقول «كلامك حلو يا عسل.. مثل السكر يا سلام.. تحضر لى ارتاح.. نسيت همى راح.. نحلم بيك الليالى وكلامك حلو كالعسل»، والهدف من الأغنية التكريم له ولعطائه الكبير وأن يكون التكريم على حياة عينه وفى حياته لأننى ضد تكريم أى شخص بعد وفاته، وأيضا هى «رسالة حب» وهى أحد أدوار الفنان مع جمهوره.

كيف ترى العلاقات المصرية ــ الجزائرية الآن.. وهل انتهى الخلاف تماما من وجهة نظرك؟
- العلاقات رائعة وعادت قوية مثلما كانت من قبل، وعلى سبيل المثال من علمنى اللغة العربية فى مدرستى بالجزائر هو مصرى ويدعى «إبراهيم» ومن شدة حبه فى الجزائر قرر أن يكمل حياته بها فى «وهران»، ولا ننسى أن من لحن النشيد الوطنى الجزائرى الفنان الكبير الراحل محمد فوزى، والحال نفسه حدث بوقوف الجزائريين مع مصر فى حرب أكتوبر، وهذا أمر طبيعى بين الشعوب العربية أن يكونوا دائما على اتصال ووحدة ببعضهم البعض ولا يتركوا فرصة لتدخل الأعداء أو جماعات الشر بينهم لإحداث وقيعة وفتنة.

كيف ترى المشهد السياسى فى مصر الآن؟
- مصر هى أم العرب، والحضارة كانت بدايتها من مصر، ولا أطيق أن يأتى أحد باسمها بالسوء فى أى مكان أتواجد فيه لأنها بالنسبة لى عشق كبير، وحاليا هى على الطريق الصحيح للاستقرار بوجود رئيس محايد يحبه الشعب ويكون خائفا على البلاد وليس لديه أى مصالح شخصية وأن يلتف حوله الشعب خاصة أن الظروف الحالية فى البلاد صعبة سواء على صعيد الاقتصاد أو الأمن بعض الشىء وهو ما سيحتاج لوقت والصبر أيضا من قبل الشعب، ويجب أن يعطى المصريون درسا آخر للعالم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وأتمنى أن تكون بداية الخير والمصالحة للشعب المصرى والاستقرار فى الوطن العربى بأكمله.

هل كنت تتوقع النجاح الكبير الذى حققته أغنية «C’est la vie»؟
- بالتأكيد سعيد للغاية بهذا النجاح الكبير خاصة أن هذه الأغنية شهدت تعاونى مع المنتج المغربى العالمى «ريدوان» الذى صنع نجاحات كبيرة لنجوم عالميين مثل ليدى جاجا، ومايكل جاكسون، وجينفر لوبيز، وآخرين، والدرس من الأغنية هو التعاون بين الجزائرى والمغربى، لأن فى النهاية يكون الفنان قادرا على توصيل رسائل عديدة بفنه الذى يأتى وبالحب والسعادة للناس.

متى ستطرح ألبومك الجديد؟
- حتى الآن مازالت أعمل على الانتهاء منه، خاصة وأننى أبحث عن أغنيات تعجب الجمهور على مستوى العالم وتكون على قدر من النجاح الكبير التى حققته أغنية «c’est la vie» وأكثر، لذلك فعملى الآن على الأغنيات يكون بعناية شديدة، وفى الغالب سأطرح ألبومى الجديد فى الصيف المقبل من عام 2015.

بعد أن وصلت للعالمية ولديك قاعدة جماهيرية كبيرة على مستوى العالم.. كيف ترى الخطوة التى قام بها تامر حسنى مؤخرا وبداية انطلاقاته العالمية؟
- سعيد به وبما يصل له لأنه فكر فى خطوات أخرى تحقق له انتشارا ونجاحا عن الآخرين، وبالنسبة لبدايته فى العالمية فهو شىء جيد ويعطيه ثقة نحو استمرارها بالمزيد من التفتح وألا يكون عنصريا ويغنى ويجلس فى بلده فقط لا غير، والفن ليس له نهاية وطالما أنه ينجح لابد أن يتوج نجاحاته بالتعاون مع الآخرين وأن يزيد من خطواته، واللى حبه شعبه حبه ربه، وأنا لست دارسا للمزيكا ولا أعرف كتابتها ولكن لدى الموهبة منحة من الله لى، لذلك كلما أعطاك الله لا بد أن تعطى للآخرين، ويجب أن تكون غيورا على لغتك العربية وتحرص على نشر موسيقاك فى أى مكان تتواجد فيه.

هل نجاح أغنيتك «شجع حلمك» مع نانسى عجرم شجعك على عمل دويتوهات خلال الفترة المقبلة؟
- بالنسبة لى فخور بنجاح تلك الأغنية لأن من نفذ الأغنية مصريان وهما المؤلف أمير طعيمة، والموزع الموسيقى حسن الشافعى، وهو نفس الحال بالنسبة لأغنيتى مع ديانا حداد «ماس ولولى» التى نفذها مصريون أيضا، وخلال الفترة المقبلة أحضر لأغنية جديدة مع فنان مصرى ستكون مفاجأة للجميع.
هل من الممكن أن تكون عضوا بإحدى لجان التحكيم فى برامج اكتشاف المواهب؟
- لا، لأننى أحب الغناء فقط ولا أريد أن يكون لدى مسؤولية فى أن أهدم حلم شباب طموح يسعى وراء ما يريد.

هل لقب أبوالبنات من أهم الألقاب لديك؟
- يرد ضاحكا ويقول لدى 4 بنات وولد، وأفضل هذه اللقب بشدة، خاصة وأن «اللى يحبه ربنا يديله بنات» والبنات يكونوا سببا فى دخولى الجنة بمشيئة الله.

ماذا تريد أن تقول فى النهاية؟
- أتمنى الاستقرار لمصر وأن تتمتعوا برئيس واعٍ ومتفهم للحريات وأن تعيشوا حياة كريمة مع الرئيس أيا كان من هو، كما أتمنى من أعماق قلبى أن تعى الشعوب العربية عنف المؤمرات التى تحاك ضدها فى الآونة الأخيرة.


الشاب خالد فى حوار : ما حدث من ثورات ليس ربيعا عربيا 1.jpg

الشاب خالد فى حوار : ما حدث من ثورات ليس ربيعا عربيا 2.jpg