دراسة أمريكية جديدة فى الطب النفسى تهدم الاعتقادات السائدة لدى معظم الأطباء النفسيين، عن أن مرض الاكتئاب ينجم عن نقص كمية مادة السيروتونين فى الدماغ، لذا تشكل الأدوية التى تعزز مستويات السيروتونين فى الدماغ جزءا مهما من روشتات الأطباء فى علاج الاكتئاب.

وفقا لما ذكرته فوكس نيوز، فإن فريقا طبيا من معهد البحوث بقيادة بروفيسور وليم والش مدير المعهد، قام بتحديد 5 أنواع من الاكتئاب وفقا لمستويات مواد كيميائية معينة، ويمكن تشخيص كل منها باختبارات دم وبول بسيطة.

قام الفريق بتحليل كيميائى لما يقرب من 300 ألف عينة من الدم والبول، و200 ألف عنصر من بيانات التاريخ الطبى المرضى لما يقرب من 2,800 مريض تم تشخيصهم بالاكتئاب، وخلصت الدراسة إلى وجود 5 أنواع كيميائية من الاكتئاب موجودة فى 95% من الحالات، وبالفحص الدقيق تبين أن 3 أنواع منها ليس لها علاقة بتذبذب مستويات السيروتونين.

يقول بروفيسور والش، إن أحد الأنواع الذى يوجد فى 38% من المرضى يحدث بسبب انخفاض نشاط مستقبلات السيروتونين، ويستجيب لمضادات الاكتئاب المعززة للسيروتونين.

ويضيف أن النوع الثانى والذى يشكل 17% من الحالات، يحدث بسبب اختلال مستويات إنتاج السيروتونين مقارنة بتكسيره، ويساعدهم أيضا الأدوية التقليدية المعززة للسيروتونين.

أما النوع الثالث الذى يشكل 15% من الحالات فيشمل مشاكل التمثيل الغذائى للمعادن وخاصة النحاس، الذى يؤثر فى مستويات ناقلات كيميائية فى الدماغ، وبهذا يصبح الغذاء الجيد وتعديل مستويات النحاس هم الحل، كما أضاف البروفيسور أن هذا النوع يوجد كثيرا فى النساء.

النوع الرابع الذى يشمل انخفاض مستويات حمض الفوليك، ويوجد فى 20% من الحالات، وهذا النوع من الممكن أن تساهم مضادات الاكتئاب من معززات السيروتونين فى تدهور الحالة، وقد يصل الأمر إلى دفعه للانتحار، لكن يأتى فيتامين ب12 وحمض الفوليك كأدوية جيدة فى العلاج.

أما النوع الخامس فيشمل تراكم المعادن السامة على مدى السنوات فى جسم الإنسان، ويشمل 5% من الحالات.

ويقول والش، إن برنامج تدريب الأطباء على إجراء مثل هذه التحاليل بدأ بالفعل، وشمل ما يقرب من 66 طبيبا فى أستراليا، وسيشمل 1000 طبيب من الولايات المتحدة فى غضون الـ5 سنوات القادمة.



أكثر...