(المستقلة)… / رويترز / تظهر في اللقطات غير الواضحة بالأبيض والأسود عربة عسكرية عبارة عن كتلة صغيرة داكنة في منتصف العدسة عند علامة تحديد الهدف بالطائرة الحربية الأميركية.. وبعدها بثوانٍ تنفجر الكتلة وسط كرة من اللهب. كانت نتيجة هذه الضربة، التي نفذتها طائرة أميركية يوم 16 أغسطس في شمال العراق وظهرت في لقطات فيديو نشرها الجيش الأميركي، القضاء على عدد غير معروف من مقاتلي “داعش” وتدمير عربة مدرعة أميركية الصنع يصل ثمنها إلى 300 ألف دولار. ومنذ بدأت إدارة الرئيس باراك أوباما توجيه الضربات لتنظيم “داعش” في 8 أغسطس الجاري، دمرت الطائرات المقاتلة والطائرات دون طيار من العربات العسكرية العراقية ما تتراوح قيمته بين ثلاثة ملايين وأربعة ملايين دولار. وكانت الولايات المتحدة زودت العراق بهذه العربات، ثم استولى عليها المقاتلون الإسلاميون الذين يسيطرون الآن على ثلث العراق. وتمثل الحصيلة المتنامية للسلاح الأميركي الصنع الذي دمرته الولايات المتحدة شهادة على مدى انحراف العراق عن المسار الذي توقعته إدارة أوباما عندما انسحبت القوات الأميركية عام 2011. وكان المسؤولون الأميركيون يأملون أن تضمن جهودهم لتدريب الجيش العراقي وتسليحه بكلفة تتجاوز 20 مليار دولار تحقيق الاستقرار. وفي هذا السياق، أقرّ ماثيو بيلاك، الذي أرسل للعراق عام 2004 عندما كان يعمل في مشاة الجيش الأميركي برتبة سارجنت، أنه “عندما ترى معداتك تنسفها طائرة أميركية، ينتابك شعور داخلي بالهزيمة، حتى لو لم يعد عليها علم أميركي”. وأضاف بيلاك، الذي انضم لقوات مكافحة الحرائق في نيويورك: “هذا مثبط للهمم بدرجة تفوق التصديق”. وعندما هرب جنود عراقيون من قواعدهم بأعداد كبيرة أمام تقدم قوات “داعش” في شمال العراق خلال يونيو، تركوا خلفهم أسلحة وعتادا حربيا متطورا. السلاح الأميركي في أيدي العدو وتدرس الإدارة الأميركية توسيع نطاق حملتها على مقاتلي “داعش”، بما قد يؤدي إلى تنفيذ أول عمل عسكري في سوريا، التي ساهمت حربها الأهلية في صعود نجم التنظيم. وفي هذا السياق، قال النائب الأميركي، دنكان هنتر، الذي خدم في العراق: “ثمة قدر كبير من الإحباط بل من الاشمئزاز في الواقع من رؤية السلاح الأميركي في أيد معادية. فهذه الموارد تمثل أرواحا أميركية وتضحيات الأميركيين”. يذكر أنه سقط أكثر من 4000 جندي أميركي قتلى في العراق. وقدر مسؤولون عسكريون أنه تم تدمير عتاد أميركي قيمته نحو ثلاثة ملايين دولار، في أكثر من 90 غارة جوية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة. ومن بين هذا العتاد ما لا يقل عن 20 عربة “همفي” أميركية الصنع، وعربة واحدة على الأقل من العربات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن “إم. راب”. ويتراوح ثمن السيارة “الهمفي”، التي اشتهرت في بداية الحرب العراقية عندما فشلت في حماية الجنود من القنابل المزروعة على جانبي الطريق، ما بين 200 ألف و300 ألف للجديد منها إذا كانت دروعها للاستخدامات العسكرية. أما العربة “إم. راب”، التي صممت لمواجهة قنابل الطريق في العراق وأفغانستان، فيتراوح ثمنها بين نصف مليون ومليون دولار، وفقا لسجلات المبيعات العسكرية. كما دمرت الضربات الأميركية عشرات العربات وغيرها من العربات المدرعة، التي لم يتم التعرف عليها وربما يكون بعضها أنتج في الولايات المتحدة. وقد قدمت الولايات المتحدة بعض العتاد للعراق في إطار مساعي إعادة بناء الجيش العراقي بعد حله عقب الغزو الأميركي عام 2003، وبعض العتاد اشتراه العراق، كما تركت القوات الأميركية بعض العتاد عندما انسحبت من العراق. (النهاية)

أكثر...