بدأ التوتر في قضاء سنجار صباح يوم الاثنين 2 ايار 2022، بعد ان اقدمت قوة من “اليبشة” باستهداف رتل للجيش .
وقال مصدر امني:ان “عناصر من اليبشة شنوا هجوما مسلحا على رتل للجيش كانوا يرومون اغتيال امر اللواء 72
في الجيش خلال تجواله في نحاية الشمال بقضاء سنجار”.
واشار المصدر الى ان “اليبشه وبعد اطلاق النار على موكب امر اللواء قطعوا طرقاً في ناحية الشمال بالسوات
الترابية لمنع قطعات الجيش من التحرك والتنقل هناك”.
وذكرت الخلية في بيان ان “ناحية سنوني في قضاء سنجار شهدت أحداثا أمنية خلال الليلة الماضية وصباح هذا
اليوم ولابد أن يطلع الرأي العام على تفاصيل تلك الأحداث”، مبينة أن “مجموعة من ما يسمى عناصر تنظيم
اليبشه قامت بقطع عدد من الطرق التي تربط ناحية سنوني وخانصور مع المجمعات والقرى المجاورة ونصب
حواجز على هذه الطرق ومنعت حركة المواطنين بين هذه المناطق”.
وأشارت إلى أنه “مع الضياء الأول لهذا اليوم شرعت القطعات العسكرية في قيادة عمليات غرب نينوى والوحدات
المتجحفلة معها بفتح الطرق الا أنها تعرضت الى رمي كثيف مع انتشار للقناصين على اسطح عدد من البنايات
وزرع الطرق بالعبوات الناسفة”، موضحة أن “قطعاتنا تعاملت مع تلك العناصر المغرر بها وفق قواعد الاشتباك
لفرض سلطة القانون والنظام وردت على مصادر هذه النيران بدقة وقامت بفتح الطرق أمام حركة المواطنين”.
ونوهت الى أن “التعاون الكبير من المواطنين ساعد القوات الأمنية والعسكرية في اعادة الامور الى وضعها الطبيعي ورفض كل التصرفات الخارجة على القانون“، مبينة أن “قيادة العمليات المشتركة أصدرت اوامرها بشكل
واضح للتعامل بحزم ووفق قواعد الاشتباك ضد اي تصرف او ممارسة من شأنها زعزعة الامن والنظام هناك”.
ويحذر المطلعون للشأن الأمني والاستراتيجي من محاولة رسم خارطة جديدة في قضاء سنجار بنينوى ذو الأهمية
الكبرى باعتباره يمثل مثلثا حدوديا للعراق مع دولتي تركيا وسوريا وبالتي يجذب الاطماع اليه. ويرى الباحث في
الشأن الاستراتيجي رياض الوحيلي، ان “الأهمية الاستراتيجية لقضاء سنجار بالموقع المهم الذي يربط العراق
بسوريا وحتى تركيا”.
وأضاف الوحيلي ان “مرور طريق الحرير مستقبلا من خلال سنجار بالإضافة مخزون كبير من النفط والغاز والمعادن
الأخرى التي لم تستكشف لحد الان يجعل الجميع مطمع فيه لذلك يراد ابعاد القوات العراقية عنها أو تصبح خارج
سيطرة الحكومية المركزية”.
وتابع ان “خارطة جديدة يراد رسمها في قضاء سنجار وهي أن تكون تحت سيطرة إقليم كردستان وبالتحديد الحزب الديموقراطي الكردستاني”، مبينا انه “سيتم إبعاد حزب العمال الكردستاني التركي من خلال الجيش العراقي وذلك باتفاق بين رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني”.
ولم تكن الصراعات الخارجية والإقليمية بعيدة عن الوضع في سنجار حيث دخول حزب العمال الكردستاني اليه جعلها منطقة مستهدفة من قبل الجيش التركي عبر غارات جوية وقصف مدفعي إضافة الى مشاكلها السابقة التي تتعلق باحتلال تنظيم داعش الإرهابي له في العام 2014.
ويؤكد المحلل السياسي فلاح الذهبي:: ان “الوضع في العراق لن يهدأ ما لم تصفر المشاكل التركية الايرانية والايرانية الامريكية”. وأضاف الذهبي ان “الاحداث في قضاء سنجار هي واحدة من المشاكل بين ايران وتركيا بعد مجيء حزب العمال الكردستاني الى القضاء”. ولفت الى ان “قبل عدة اشهر كان هناك خلافا بين السفيرين التركي والايراني في بغداد لكون قضاء سنجار تريده ايران ان يكون ممرا سككيا باتجاه سوريا ثم الى البحر المتوسط فيما ترغب تركيا بان تمر تلك الممرات من خلالها ثم الى دول الاتحاد الأوروبي”.
وتشهد المناطق الحدودية الشمالية في العراق عمليات عسكرية للجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني التركي حيث تدخل في العمق العراقي لمسافة عشرات الكيلومترات ما اثار استنكار العراق الذي استدعى السفير التركي وسلمه مذكرة احتجاج على تلك العمليات.
