مقالات

نظام حكم “هربجي “

شبكة عراق الخير :

نشر الاستاذ ماجد الخياط على صفحته “فيسبوك” مقالا بعنوان ” نظام حكم (هربجي)” تابعته شبكة عراق الخير :

يظن البعض ان مفردة (هربجي) لربما تكون فارسية او كردية، لقربها من كلمة اشتهرت في اغنية احمد خليل

(هربجي كرد وعرب) التي كتبها الشاعر زاهد محمد زهدي والتي تعني (يعيش او يحيا)، وهي طبعا بعيدة كل

البعد من المعنى المستعمل في العراقية العامية، والذي يعني الشخص الفوضوي الذي لا يجيد اتقان اعماله،

والقريب جدا من المعنى الفصيح للفعل (هربج)، اذ تنص المعجمات العربية على معنى هَرْبَجَ العملَ: لم يُحْكِمْهُ،

والهَرْبَجَةُ: أن يُساءَ العَمَلُ ولا يُحْكَمَ. وبعيدا عن انظمة الحكم في العالم، وما يعلن عنه في العراق من نظام حكم،

من انظمة رئاسية وشبه رئاسية وبرلمانية وملكية وغيرها من الانظمة وتفرعاتها، وكذلك الانظمة الاقتصادية

الرأسمالية والاشتراكية وغيرها، فإن المعنى الحقيقي لنظام الحكم في العراق هو (هربجي)، وهو نظام جديد

هجين وليد الفوضى وتهالك الفكر السياسي الذي نشأ حديثا في العراق، فكل مافي العراق على المستويات

كافة هو هربجي، وكل ما هو فوضوي غير قانوني غير منظم، تدفع الانظمة السياسية في توطينه، وجعله هو

السائد على النظام العام، لان بقاء هذه الاحزاب والتنظيمات الفاشلة قائم عل الفوضى، وضرب كل القيم والثوابت،

 

كي يقفز الى المشهد من هو غير مستحق له وهو المطلوب، الفوضويون يحصلون على رضا الحكومات المتعاقبة

على العراق، ويعتبرون مصدر قوة لكل الانظمة السياسية التي تحكم، وما ضعف تطبيق القوانين الا طريقة لكسب

رضاهم، والقادم ادهى، اذ لا استغرب تماما بعد ان مجدنا بابي (التكتك) في التشرينيات السابقة، حتى شكلوا

اليوم اتحاد سائقي التكتك، وهم الان لديهم (نداء فزعة) لا يستطيع اي احد ان يقف بوجههم، والدليل ما حدث في

كربلاء قبل ايام من اعتداء على احد المواطنين امام انظار ممثلي القانون، واليوم ايضا احاط اكثر من 15 تكتكا

باحدى العجلات وقطعوا الطريق لانه طلب من احد سواق التكتك ان يسير على الجانب الايمن وطبعا (دكله هورن)

فما كان منه الا ان نادى زملاءه في المهنة ليقطعوا الطريق وسط سكوت الجميع ومن ضمنهم دورية الشرطة

القريبة، ومن حقهم الان ان يكون لهم ممثل في البرلمان القادم او في مجالس المحافظات فهم مواطنون ولديهم

 

حقوق مثل باقي المواطنين، ومحاربتهم بوضع علامة ترقيم او محاسبة القاصرين منهم او الزامهم بالاشارة

المرورية اجحاف بحقهم وقطع لارزاقهم، هذا من باب المثال، اما اذا اردنا مثلا ان نشير الى الحمار والجلال اجلكم

الله فمعروف جدا كيف سيبوا القوانين، كي يحصلوا على شهادات جامعية وعليا، ويسيطروا على الوظائف العامة،

وان يمثلوا الاقتتال فيما بينهم، وكل لديه ميليشا وينادي بحصر السلاح بيد الدولة وحل الميليشيات، الكل ينادي

بمحاربة الفاسدين، ولم نجد منهم من جاء بملف فساد الى النزاهة وطالب بمحاكمة الفاسدين، فاذا كان مستعدا

للتضحية من اجل البلد فما يخيفه من تقديم الادلة الى القضاء، سوى المساومات والتسقيط، ميزانية انفجارية ولم

نر منها سوى بعض الشوارع والكلوبات، في حين ان الميزانيات الانفجارية السابقة التي كانت قد سرقت رافقها

بناء العديد من المنشآت، فاصبحنا في حيرة من هربجتنا من منكم الحرامي، حتى المتظاهرين ينادون بالسلمية

 

وهو يرمون شرطي اعزل بقنبلة مولوتوف ويحرقونه، وكانه زائر من الفضاء ليس له عائلة او اهل او هو ليس

بعراقي، هذا يسمى الهربجي بعينه، ختاما الى جميع الهربجيين اننا كمدنيين في الوقت الذي نطالب به بالتغيير

فاننا لن نقبل ان نغير الى هربجي اخر، اما دولة مؤسسات يحكمها قانون عادل، والا فاننا لا نرغب بكم جميعا حتى

يظهر لنا شريف نقتنع بهم، وقد بانت بذرات لهم في الانتخابات السابقة وستقوى ان شاء الله في القادمة، شكلوا

حكومة الان لم يبق لكم الكثير من الوقت للرحيل.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights