مقالات

الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة

الجندر في الآونة الأخيرة أصبحت تتردد مصطلحات وألفاظ وجدت من يتغنى وينادي بها بصخب دون أدنى علم، ولا يليق ذلك بأمة جعلها الله خير الأمم، فكان لا بد من تسليط الضوء على بعض تلك الألفاظ، ومعرفة سر حكايتها، فلم يأت على هذه الأمة هوان كهذا الهوان الذي تعيشه، وذلك مدعاة لأن نكون متبصرين وحذرين لما يراد بهذه الأمة، وما يراد بتلك الألفاظ، فكان لابد من فهم تلك الألفاظ، والمعنى منها، لذلك سنبدأ الحكاية من أولها، والتي ستكون عبارة عن محطات، نتنقل بينها حتى نصل لجوهر الموضوع..

اقرا ايضا : ماذا نقصد بمصطلح الجندر Gender

يحكى أن: مؤتمرا خبيثا أقيم في (بكين) سنة (سبتمبر1995)، زعم أنه يسعى لرفعة شأن المرأة خاصة والأسرة عامة، حيث جهز لهذه المزاعم بعضا من النصوص التي قدمها إثباتا لنواياه، فكان مما ذكر في هذا المؤتمر لفظ تكرر عددا من المرات، وهو: (الجـنـدر)!!
فما معنى كلمة جندر؟ ومتى ظهر هذا المصطلح؟ وما هي دلالته الحقيقية؟ وما الهدف من نشر هذا المفهوم؟ وما سبب ظهوره؟ وما أثره على الأسرة والمجتمع؟ وما أثره على الإسلام؟ وما واجبنا نحن تجاه هذا الأمر؟

الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة
الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة

الجندر: هو مصطلح غربي، لم يعرف حتى الآن تعريفا دقيقا وحاسما، وهو على خلاف الأعراف البحثية والعلمية، التي تواطأ العلماء على وضع التعريفات والبناء عليها، وسبب عدم وضع تعريف واضح لهذا المصطلح لما يحمل في داخله مضامين خطيرة، وفي هذا المقال سألقي الضوء على ما يقصد به هذا المصطلح وبعض من آثاره.
بداية: كلمة ( جندر) Gender كلمة إنجليزية مشتقة من أصل لاتيني، وتعني لغوياً Genus أي (الجنس من حيث الذكورة والأنوثة).

متى ظهر هذا المصطلح؟

إن هذا المصطلح أول ما ظهر في حقل الدراسات الاجتماعية على يد الباحثة الانجليزية ( آن أوكلي ) التي ألفت كتابا سنة 1972م اسمه ( الجنس والنوع والمجتمع)، حيث أعطت من خلاله المعنى الحرفي للجندر.
وأول ذكر له (مصطلح الجندر) كان في مؤتمر السكان في القاهرة عام (1994م)، حيث تكرر مصطلح الجندر لأول مرة (51) مرة، ثم بعد عام أقيم المؤتمر الرابع العالمي للسكان في بكين عام (1995م)، والذي تكرر فيه هذا اللفظ (254) مرة، حيث خرج هذا المؤتمر بوثيقة ميثاق بكين (معاهدة سيداو)، وهذا المصطلح حين ذكر لأول مرة اعترضت عليه الوفود المشاركة سواء الوفود الإسلامية أو الغير إسلامية، فذكر أنه مصطلح يراد به الجنس، فتمت المطالبة بتغيير هذا المصطلح إلى المصطلح المتفق عليه وهو الجنس (sex)، فتم رفض الطلب من اللجنة المنظمة، ثم تبين بعد ذلك أن لفظ الجندر يراد به أمرا آخر يخالف الفطرة البشرية السوية، قبل أن يكون فيه مخالفة للشريعة الإسلامية، لماذا؟؟

اقرا ايضا :جعل الأردن مركزًا إقليميًا لجراحات الذكورة وزراعة دعامة الإنتصاب: تعرَّف على الدكتور يمان التل استشاري جراحة أورام المسالك البولية والكلى وطب الصحة الجنسية

لأن مصطلح الجندر: يقصدون به النوع، أي إلغاء الفوارق بين الذكر والأنثى بحيث يكون رده إلى النوع الإنساني، أي أن الذكورة والأنوثة عبارة عن نوع واحد، بمعنى أن الإنسان يولد كإنسان فقط.
وقد عرفته منظمة الصحة العالمية: ( المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة على أنها صفات اجتماعية مركبة، أي لا علاقة لها بالاختلافات العضوية والتركيب البيولوجي).

وهذا بالتالي يقودنا لنتعرف على الدلالة الحقيقية لهذا المصطلح:

مصطلح الجندر: هو مصطلح مراوغ وفضفاض، وقد أثار الكثير من الجدل بشأن الأهداف الحقيقية من ورائه…!!
ويمكننا أن نقول بأن مصطلح الجندر: يشير لجنس ثالث ليس بالذكر وليس بالأنثى، وإنما هو جنس ثالث تحدده الأعراف الاجتماعية، والاختيارات الإنسانية، وليس هناك اعتبار لأعضائه الجنسية.
فالإنسان كونه ذكرا أو أنثى بالمعنى العضوي ليس له علاقة باختياره لأي نشاط جنسي قد يمارسه، فبحسب مصطلح (الجندر) يمكنه اختيار هويته الجنسية، الرجل الذكر قد يختار ليصير أنثى، والمرأة تصبح ذكرا بناء على الرغبة الذاتية والاختيار الشخصي، فالمرأة ليست امرأة إلا لأن المجتمع أعطاها ذلك الدور، والرجل ليس رجلا إلا لأن المجتمع أعطاه ذلك الدور، وهذا خلاف الأنوثة والذكورة كما جاءت في الخلق، والدين، والأعراف السوية، فالإنسان إما أنه ذكر أو أنه أنثى، وهذه إرادة إلاهية، فالله خلق الإنسان إما ذكرا أو أنثى، يقول تعالى: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى)، فالذكورة والأنوثة هي إرادة إلاهية، وهي من مستلزمات الفطرة.
وبالتالي فإنه من الطبيعي أن ينتج من هذا المصطلح رجل متأنث أو يتوهم أنه امرأة، أو امرأة ذكورية ترى نفسها ذكرا، وعليه فإن مفهوم الجندر هو أوضح صورة للحيوانية التي وصل إليها الغرب، وهو ليس إلاّ أداة لتمرير أهداف شديدة الخطورة على الأسرة.

الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة
الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة

تقول المفكرة الفرنسية (سيمون دي بوفوار) صاحبة كتاب (الجنس الآخر): ” الواحدة منا لا تولد أنثى، ولكن تصير أنثى”، بمعنى أن المجتمع والتنشئة الاجتماعية هي من جعلت منك أنثى وامرأة، وإنما تولدين جندر فقط، أي مجرد إنسان، وهي ومن على شاكلتها تدعو لطمس كل الفروق بين الذكر والأنثى، وتبادل الأدوار، ليس من باب التكامل، وإنما من باب التنافس، وإلغاء الزواج والرجل من حياة المرأة!

الهدف من نشر هذا المفهوم: يكمن في أمرين مهمين، وهما:

الأمر الأول: بما أن الجميع جندر، وبالتالي فإن العلاقة الجنسية الشاذة المحرمة بين النساء أو بين الرجال مجرد جندر مع جندر، إذا فلماذا الاعتراض على مثل هذا النوع من العلاقات؟!!!
الأمر الآخر: نشر المساواة التامة بين الرجال والنساء بحجة أن الجميع هم جندر، فلذلك طالبوا بأن يكون هناك جندرة سياسية، وجندرة اقتصادية، وجندرة اجتماعية، وغيرها من أنواع الجندر في مجالات الحياة.
حتى إنهم طالبوا بالمساواة حتى في الألفاظ ما بين الذكر والأنثى، وقاموا بإصدار نسخة منقحة للعهد الجديد من الكتاب المقدس، قاموا بإلغاء ضمائر التذكير والتأنيث فيه، كما أقاموا مؤتمرا في اليمن في عام (1997م) بعنوان: جندرة اللغة.
إذا فمصطلح الجندر: يحمل مضمونا تنويريا في نظر دعاته، وهو تحرير المرأة من كل القيود التي فرضها المجتمع عليها، وهذه الدعوة لا تنطق بالمساواة بين الرجل والمرأة فقط، بل تصل لحد التماثل الحقيقي.
كما أنه فلسفة ونظرية لإحداث تغيير في بناء الاسرة، وإلغاء الدور الأمومي للمرأة، وفي السماح بحرية الشواذ نساء وجالا، فيريدون أن تصبح كلمة “الجندر” بدلاً من الرجل والمرأة، وكلمة “الشريك” بدلاً من الزوج، وكلمة “الشراكة” و”الاقتران” بدلاً من الزواج والأسرة. وهذا سبب إبقاء هذا الكلمة بدون تعريف.

اقرا المزيد :سارة السويدية لم أمارس الجنس إطلاقاً وأنجبت أطفال

على مر التاريخ وتعاقب الأمم والحضارات كانت المرأة ممسوحة الهوية، فاقدة للأهلية، منزوعة الحرية، لا قيمة لها أو شأن، بل كانت تعتبر متاعا تباع وتشترى كسلعة خسيسة، وأنها خلقت لخدمة الرجل، تقاسي أنواع الظلم والقهر والذل، حتى جاء الإسلام، وكرم المرأة، فجعل لها مكانة كريمة علية، وجعلها شريكة للرجل، لها ما له، وعليها ما عليه، وقرر لها من الحقوق والميراث، والاهتمام، وأوصى بهن خيرا، وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره.
وما نراه الآن من مطالبة بالمساواة، وإلغاء للفروق ما هو إلا ترجمة للغضب الذي يجتاح نساء الغرب، ولمن ينعق بمثل نعيقهن من بني جلدتنا الخارجين على الدين الإسلامي، والمنتسبين إليه للأسف، فما لنا ولهم، ولكنه الهوان التي آلت إليه الأمة!!

 

من هو عمار الحكيم
الحكيم بعد جدل حول استخدامه كلمة جندر: ما قلته الفهم الصحيح للمفردة

الحكيم بعد جدل حول استخدامه كلمة جندر: ما قلته الفهم الصحيح للمفردة

تداول دوار مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، فيديو لرئيس تيار «الحكمة» عمار الحكيم يذكر فيه مفردة «جندر» ما أثار جدلاً استدعى، صدور بياناً عن مكتب الأخير.
وقال المكتب الإعلامي، «يردُ (الجندر) بتعريف الأمم المتحدة: أنهُ الدور الاجتماعي للفرد بصرف النظر عن كونه ذكراً أو أنثى. كما وقد صدرت مخاطبات وتوجيهات من أعلى المؤسسات الرسمية في الدولة تعضِّدُ هذا الفهم وتعزز العمل به».
وأضاف البيان، «ومن يُحسن الاستماع بموضوعية إلى كلمة الحكيم بمناسبة (اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة) سيجد تناولاً واعياً لعدد من المفاهيم التي تنتصر للمرأة في ظل الثقافة الاسلامية، بروح معاصرةٍ وبلغةٍ متصالحة بعيداً عن تحميل الأمور فوق ما تحتمل، ومن ذلك ذكر (الجندر) انطلاقاً من جذره اللغوي السليم، وبمفهومه الإيجابي المنسجم مع الدلالة الاصطلاحية الدقيقة، مع الإشارة إلى أن استخدام هذا المصطلح في خطاب الحكيم قد وردَ ضمن سياقهِ العام الدالِّ عليه بشكل واضح، ولا يصحُّ اجتزاء الأفكار والدلالات من سياقها العام الجامع وتوجيهها وفقاً لأمزجةٍ افتراضية مغلوطة».
وتابع، «كما أنَّ استخدام هذا المصطلح في حينه (قبل أكثر من سنتين) لا ينسحب إلى التأويلات والتفسيرات التي صرنا نسمعها اليوم (وإلا، ما الذي منع من التعليق عليه في حينه !؟) مما يؤكد أنهُ ليس بالمعنى الذي يدور في أذهان بعضهم مما تطرقت له تأويلاتٌ باهتة مقصودة، وطرحه المتصيدون الذين يتخذون من هذه الإساءات مهنةً لهم، محاولين توجيه السامع لإساءة الظن بمن يستعمله على النحو المعتدل الواعي، ولم يكلف هؤلاء المتصيدون -إذا حسنت نيتهم- مراجعة المصطلح مفهوماً وجذراً وتوظيفاً، فانساقوا خلف سلوك معروف».

اقرا المزيد : ممارسة الجنس ممثلة تركية شهيرة مع هذا الممثل تفاصيل صادمة

وأوضح «إن ما قصده الحكيم بالنقطة الأولى من خطابه ومهَّدَ له بكلمته، هو الفهم الصحيح لمفهوم الجندر (ويُقصَد به هنا الدور الاجتماعي للذكر والانثى معاً، في المسؤولية وبناء المجتمع) من دون استبعاد طرفٍ منهما وبما لا يتجاوز الطبيعة التي خصَّ الله تعالى بها كل طرف، وقد دعا من هذا المنطلق إلى (مناقشة الجندر بكل ما تنطوي عليه وظائفه البانية للمجتمع) مستدلاً بقيادة السيدة زينب عليها السلام وتبنيها المسؤولية في التثقيف بأبعاد القضية الحسينية، ورعاية عيال الحسين عليه السلام ومسيرها مع السبايا إلى الشام وغير ذلك».
وبين، «إذ إن مسؤولية القيادة في العقل الجمعي هي أحد الأدوار اللصيقة بالرجل وليس المرأة، ولكنها عليها السلام تبنت ذلك وتخطت دورها الذي رسمته التقاليد التي تقصي المرأة عن أداء بعض الأدوار عند الضرورة، ونجحت في ذلك بشكل مبهر، انطلاقا من شعورها بالمسؤولية وهي التي أسكتت الجميع بحديثها في مجالس الحكام بما يعجز عنه معظم الرجال (وهنا تكمن الدلالة المرجوّةُ من الخطاب).

الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة
الجندر بين المعنى التقليدي والافكار المنافية للفطرة

وأكمل البيان، «وما أرادهُ الحكيم في خطابه هو أن الخروج عن الدور الاجتماعي للمرأة ليس يعني التمرد على القيم الصحيحة بل يعني الوعي الخلّاق بأدوارها المتعددة، بدلالة ذكره لأعمال السيدة خديجة والسيدة آسيًا، وأُخريات وردنَ في حديثه. مؤكداً أن دورها لا ينحصر بمساحات محدودة، مما يوجِبُ العناية بها وتمكينها حتى تأخذ دورها الحقيقي، وحين ذكر (الجندر) فإنه أشار بثقةٍ وسلاسة إلى أهمية العناية بالدور الاجتماعي للمرأة وعدم حصره في السياق الذي يظلمها أو يحجِّمها ويكرس الصورة النمطية لها ولدورها في الحياة، فباستطاعة المرأة إضافةً لمهامها الأساسية أن تقوم بمهام وأدوارٍ أخرى».
واختتم البيان، «لذلك كان يطالب في خطابه بتعاملٍ يراعي حضورها وامكاناتها ومنحها مساحة أكبرَ في التمثيل الحكومي (ولايزال يتبنى ذلك) بمعنى تأكيد الانفتاح على أداء المرأة في مفاصل الحياة كافة، كما كانت في عصر صدر الاسلام وما قبله، تمارس انشطةً عديدةً تساند الرجل في أوقات السلم والتحديات».

فيديوهات مشابهة

مفهوم الجندر PDF
الجندر وحقوق المرأة
الفرق بين الجندر والجنس
مفهوم الجندر النوع الاجتماعي
اجمل ما قيل في الجندر
أمثلة على النوع الاجتماعي
معنى gender male
كتاب الجندر pdf

أسئلة أخرى

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights