مقالات
21 آذار يوم واحد بعشرات الاعياد والمناسبات عبر التاريخ
شبكة عراق الخير:
تبدأ حكاية أعياد الربيع في أرض الرافدين منذ أزمنة بعيدة يقول بعض العلماء والمؤرخين أنها تقع بين
( الألف الرابع والخامس ق . م ) ، وبعض المصادر تقول أن السومريين والساميين إحتفلوا به منذ عصر
( أريدو -5300 ق. م ) وبالذات في جنوب بلاد ما بين النهرين وبإسم ( زاكموك Zag-mug ) .
وكان يُحتفل به مرتين في العام الواحد ، في الربيع والخريف .
أما الساميون الذين سكنوا العراق القديم قبل وأثناء وبعد السومريين فقد إختاروا له تسمية ( أكيتو ) وتعني :
( الحياة ) والمشتقة من تسمية أقدم هي :
( a-ki-ti-se-gur-ku ) .
وفي العراق يحتفل الكرد بعيد النوروز في الواحد والعشرين من آذار ويوافق رأس السنة وفق التقويم الكوردي
الشمسي، والنوروز عند أغلب الشعوب الآرية هو بداية سنة جديدة بحلول الربيع، يعتبر الشعب الكوردي أحد
الشعوب التي تحتفل به كاحتفالٍ قومي منذ أكثر من ألفي عام يتشارك به الكوردي من كل الاديان، وهو يرمز
لانتصار النور على الظلام والخلاص من العبودية بحسب ملحمة كاوا الحداد، الذي حرر الكُرد حسب الأسطورة
من سلطة ملك ظالم. ويتضمن الاحتفال به إشعال النيران أو الشموع ليلة 21 آذار وفي اليوم التالي يخرج
المحتفلون إلى الطبيعة ليقيموا حلقات الرقص والغناء والمسرح والنوروز كلمة مركبة (نو= جديد، روز = يوم)
وبالتالي تعني اليوم الجديد.
هذا العيد كان معروفاً منذ الأزمنة العتيقة لبلاد ما بين النهرين في مدن مثل ( أريدو ، أور ، لجش ، كيش ، أوروك )،
وكما ذكرنا كان واحداً من عيدين رئيسيين ( زاكموك وأكيتو ) . زاكموك هو عيد الإحتفال بحصاد الشعير ، كذلك هو عيد الإعتدال الخريفي المتزامن مع موسم قطف التمور ، وكان الإحتفال به يجري في الخامس عشر من شهر أيلول من كل عام ، ويرمز لقدسية نخلة بلاد الرافدين ولتجدد وخصب الأرض المتمثلة بشعائر الجنس في ( الزواج المقدس ) ورمزه الإله السومري ( دموزي ) وزوجته ( أنانا ) واللذين تم إقتباسهما في شخصية الإله ( تموز ) وزوجته ( عشتار ) عند البابليين ، ولاحقاً تم الإستعاضة عنهما في شخصية الإله ( مردوخ ) وزوجته ( صربانيتوم ) أثناء الإحتفال بعيد الأكيتو في بابل .
* أما اليونانيون القدماء فقد إحتفلوا بعيد الربيع من خلال أسطورة تقول بأنه كان للأرض ربة أو آلِهة حزنت لأن رب العالم الأسفل خطف إبنتها !، فلما حزنت أجدبت الأرض ومنعت الزرع والثمار ، فضج البشر مشتكين لآلِهة الأولمب التي حَكَمَت على رب العالم الأسفل بإعادة تلك الأبنة لمدة ستة أشهر من كل عام ! وصدف موعد عودتها في الربيع حيث تخضر أمها الأرض سعادةً بعودة إبنتها إليها !.
كما تقول بعض المعلومات المنشورة أن عيد شم النسيم المصري يرجع الإحتفال بهِ إلى نحو ( 2700 ق. م ) ، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة . وله تسمية أقدم هي عيد النيروز القبطي .
وترجع تسمية ( شم النسيم ) إلى الكلمة الفرعونية “شمو” وهو عيد كان يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة ، وكانوا يعتقدون أنه أول الزمان وبداية خلق العالم ] .
وايضا تشير مصادر انه كان يسمى بـ ” عيد الربيع ( أكيتو ) الآشوري ” لدى الاشوريين..