فن

الشاعرة لميعة عباس عمارة

لميعة عباس عمارة هي إحدى أبرز الأصوات الشعرية في العراق والعالم العربي. ولدت في منطقة الشواكة بالعراق عام 1929، وترعرعت في مدينة العمارة التي لها جذورها وعشيرتها. لميعة عمارة هي امرأة رائدة في مجال التعليم والأدب، إذ كانت من أوائل النساء الخريجات من دار المعلمين العالية، ما يدل على تميزها ورغبتها القوية في النهوض بمجتمعها وثقافتها.
شهدت حياتها العديد من التحولات الجيوسياسية في العراق، بدءًا من العهد الملكي ومرورًا بالثورات والأنظمة المتعاقبة التي أثرت في النسيج الاجتماعي والثقافي للبلاد. في شعرها، تعكس لميعة تجربتها الشخصية وتجسد تنوع وغنى التراث الثقافي العراقي، وكثيرًا ما تصف الحنين والألم المرتبط بالنزوح والغربة.
الموت يغيب الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة
الشاعرة لميعة عباس

الشاعرة لميعة عباس عمارة

إنتقلت لميعة عمارة في مرحلة لاحقة من حياتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استمرت في رسم صورة ثقافتها من خلال الكلام, تحتل لميعة عباس عمارة موقعاً بارزاً في ذاكرة العراق الثقافية بفضل مساهمتها الأدبية والشعرية. تمكنت من خلال قصائدها أن تصور مشاعر الحب، الحنين، والألم، مستلهمة موضوعاتها من التجارب الشخصية والجماعية للشعب العراقي، وقد عُرفت بقدرتها على مزج الأصالة بالحداثة، معبرة عن رؤية عميقة للذات والوطن.
عبرت أعمالها الأدبية عن قضايا اجتماعية وسياسية مركبة، تنعكس فيها صورة العراق المعاصر بكل تجلياته. وعلى الرغم من مغادرتها للعراق واستقرارها في الولايات المتحدة الأمريكية، ظلت أعمالها تحمل نفس الحساسية تجاه مسقط رأسها، محتفظةً بخصوصية الصوت الشعري العراقي.

تشكل لميعة عباس عمارة جسراً ثقافياً بين الشرق والغرب، حيث أسهمت في نقل صورة الشعر العراقي والأدب العربي إلى العالمية، مما يجعلها أحد الأسماء البارزة في الذاكرة ال ثقافية والأدبية للعراق. لقد أثرت مسيرتها المهنية وأعمالها الأدبية في الأجيال القادمة والعديد من الكتاب والشعراء وحتى القراء العاديين الذين يبحثون عن الإلهام والفهم العميق للتجارب الإنسانية العابرة للحدود والثقافات. قصائدها ستظل شاهدة على عصرها، ومصدر إلهام لكثيرين يتأملون في معاني الهوية، الوطن والإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights