مقالات

الخرافة والكذب لايصنعان مجدا حقيقيا

 

شبكة عراق الخير : بقلم رياض العبيدي
اكيد في ١٤ تموز من كل عام يتذكر العراقيون هذه الثورة التي يتغنى الكثير بامجاد الزعيم عبد الكريم قاسم كونه قائدها الذي لازال الشعب العراقي يقارن بينه وبين من حكم العراق من بعده، عبد الكريم قاسم الزعيم الذي تربع على قلوب الفقراء من الشعب العراقي والطبقة الكادحة واعتبره انموذجا للقائد الوطني، ومن شدة حبه اعتقد الكثير انه وصل إلى مكانه عالية من القدسية واللاهوتية ربما حتى ظن الكثير ان صورته ظهرت على القمر، نعم هو نوع من انواع صناعة الخرافة التي مر ذكر من على شاكلتها في التاريخ وعند امم وحضارات وعصور مختلفة وقديمة، فالتاريخ يحدثنا عن روما القديمة، فعندما قُتِل الإمبراطور الروماني نيرون عام 68 وهو في سن الـ31 كان لديه بعض الشعبية في أوساط المجتمع الروماني، ولذلك رفض هؤلاء الاعتراف بموته، وأشاعوا أنه لم يمت، بل رحل إلى مكان مجهول وأنه سيعود إلى روما ليتولى زمام الأمور ويستعيد امبراطوريته. ولا يقتصر هذا الاعتقاد على العصور القديمة، حيث أثبتت العصور الحديثة أن قابليتها على صناعة الخرافات واستعداد الكثيرين لتصديقها، أكبر من تلك القديمة بمراحل، ففي بريطانيا نجد حكاية «اللورد كتشنر» الشهير الذي كان وزير دفاع بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى وأحد أشهر القادة العسكريين في تاريخها، وأكثرهم شعبية على الإطلاق. وكان اللورد كتشنر أثناء تلك الحرب في طريقه بحرا إلى روسيا، عندما صدمت سفينته لغما بحريا ألمانيا، ما أدى إلى غرقها ووفاة اللورد كتشنر يوم الخامس من يونيو/حزيران عام 1916. وكانت وفاته صدمة في أوساط الشعب البريطاني بسبب حبهم له، ولذلك اعتقد بعض البريطانيين أن اللورد كتشنر لم يمت، وأنه سيعود يوما ما لإنقاذ بريطانيا في حالة تعرضها للخطر. وعبد الكريم قاسم بعد اغتيال وقتله أيضا تحدث الكثير عن رؤيته في شوارع بغداد،،
وقد سوق البعثيون لمثل هذه الخرافات والاكذوبات لقائدهم المفدى ، فبعد ان نال جزاءه العادل ونفذ بحقه حكم الإعدام طرحت فكرة البديل واكذوبة إعدام الشبيه وأنه لايزال حيا في محاولة لرفع معنويات البعض من ايتامه وبث روح الأمل بعودته للحكم ثانية،
.ولا تقتصر صناعة الخرافة على الاموات في وقتنا هذا بل تعدت اليوم لتكون من أولويات الأحياء الذين يصنعون الأوهام وليؤسسوا مدرسة جديدة للخرافة بعضهم من خلال التسويق الحزبي والمنافقين ، وبعض اخر من خلال القنوات الاعلامية المدفوعة الثمن وصفحات التواصل الاجتماعي والممولة من أموال وثروات الشعب الحالم بالتقدم والرفاهية والفضاء الفسيح من الحرية الحقيقية والأمان والاكتفاء لحاجات ومتطلبات حياته.
ليلة امس ذكرى ليلة ثورة ١٤ تموز خرجت اراقب القمر لعلي أجد صورة لبطل مرحلي يريد البعض ان يسوقه لنا وبصناعة جديدة فيها شيئا من الرومانسية والوطنية والهوليودية ليكون مادة دسمة للكتاب والأفلام السينمائية تتناسب والمرحلة التي تفرض على صناعة الخراف إضافة تفاصيل وحسب متطلبات عصرنا العجيب والغريب.
.سانتظر عامنا القادم من بدري ربما سيظهر في القمر، أو ربما نسمع صوتا له
، انتهى الليل ولم ارى شيئا في القمر، انتهى الليل ولاشيء سوى رنة جوالي ، إنه اخي الكبير…. الو عماد..الو عماد…
روح نام.. روح نام

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights