فن

عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء

عزيز خيون .. ولد بهي جميل الروح جاء من النجف، بعد ان تنقل بين مدن وقصبات سومر منصتا الى اهات الحناجر، التي تأثر بها كثيراً حتى اصبحت سمه روحية من اجمل سماته التي اشاعها وتعلقت الارواح المنصتة بها، جاء مدفوعاً من صدقه النجفي مهدي سميسم،الذي شيد امام عينيه صروحاً من التصورات الجمالية التي لم يألفها من قبل.
هضمت روح عزيز خيون كل الممكنات النفسية والروحية لفن التمثيل، محملاً بامال التميز والاجادة،معاً اشتغلنا كثيراً لاحده الاحرص والادق في تعامله مع الشخوص التي يجسدها ، حذر يبحث عن الخصوصيات للشخصية المجسدة، ليكشف كل ما يخصها ويحيط بها، في الاذاعة غيره على خشبة المسرح او امام كاميرا التلفزيون وكاميرات السينما.
على المسرح رايته في خرابيط كيف يتعامل مع شخصية شربت كل اوجاع الازمنة بعوقها النفسي والجسدي مبتكراً النموذج الاسلم والادق حضوراً لديه،حتى جعل متلقيه يبصرونه بابهار واعجاب، عزيز خيون لايعرف العجلة ولا الاعتباطة كل شيء لديهمحسوب الخطى دقيق السير عارف الى اين يصل وماهي اهدافه ومقاصد وجوده، اشتغل كثيراً على طبقات صوته ونبراته الشديدة الوضوح والحادة والقادرة على التلون والابهار.
عزيز خيون ممثل ومخرج يعرف اغراض وجوده كفنان ملتزم قاريء محترف يجد في القراءة ملاذاً نفسياً مهماً، وهو يقف امام كاميرا التلفاز ينسى عشقه المسرحي متمسكاً بكليته بمحيطه التمثيلي الذي يتعامل معه كمؤثر وجداني يفيد منه ويوصله الى متلقيه كضرورة جمالية باعثه على التأمل التاثيري، ما رايته يهمل ذاك التعامل او بتناساه مذكراً ان الامكنة هي التي تظهر تاريخ الشخصية واصولها الفكرية والاجتماعية والسياسية.
يرى البعض ان في اداء عزيز خيون بعض المبالغة والزهو، وهما صفتان لااظن ان عزيز خيون يتقصدهما او يحاول جذب الانتباه من خلالهما، لانه لايعمل الى على مهمة واحدة هي فهمه للشخصية وكيفيات ايصالها مع حرص احسده عليه في تعامله مع الممثل او مجموعة الممثلين الذين يقابلونه،تقدم عزيز خيون عربياً حيث قدم مجموعة تجارب ثارت جزءاً من الارثية المسرحية العربية .
بدأت علاقة عزيز خيون بالمسرح منذ عام 1969 في مدينة النجف عن طريق صديقيه مهدي سميسم وحسين القيسي. واستمرت مسيرته المسرحية إلى الآن رُشّح في اختتام الدورة الحادية والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دار الأوبرا المصرية عام 2009 كواحد من عشرة من المسرحيين العرب والأجانب الذين أثروا الحركة المسرحية في بلدانهم وتركوا بصماتهم الواضحة عليها طيلة عقود من الزمن، اشتهر عربيا بدور «أبو الدرداء» في المسلسل السعودي المشترك غرابيب سود.
إنه ممثل يصنع الشخصية ثم يجسّدها بلون خاص به، وبكيفية تناسب الوسيط الذي يدخل مضماره.ففي التلفزيون اجتذاهر كثيرا، بما في ذلك التأريخية التي تناسبك كثيرا في تفكيره، وظهوره والصوتي والشكلي، وواجهات الحضور الواعي ضمن تقنيات منظومته في مسلسل (الاصمعي) مؤسسة (صانع السيوف)، ومسلسل (أبو الطيب المتنبي)، ومسلسل (الكبرياء تليق المتنبي)، مسلسل (أيام العرب)، و (حرب البسوس)، و (حواء نزلت بها الايات)، و (اشهى الموائد في بلاد القواعد)، و (احلى الكلام) وغيرها الكثير.
عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء
عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء
اما في الأعمال الشعبية فأن عزيز خيون اثبت بأنه يستطيع ان يلوي عنق الشخصية ويسحبها إلى منطقته الادائية الابداعية، اذ يقوم حينها باستحضار كل مصادره الذاتية مستعينا بذكاءه وقدرته على المحاكاة والتقمّص والابتعاد عن المبالغة في الاداء بالشكل الذي يجعله باقيا ضمن حدود الشخصية الشعبيّة، بعيدا عن الانفعالات الفائضة عن الحاجة.
في ذلك يعود مرّة أخرى ليعتمد على مناهج واساليب اثبتها وحلّلها النقاد والمنظرون ومنهم (مايرهولد), الذي يؤكد على ان اداء الممثل مرتبط بمرجعيات سايكولوجية، ويرجع جميع الجوانب التعبيرية التي يؤديها الممثل إلى تلك المرجعيات و (ان الناحيتين الداخلية والخارجية مرتبطتان دائما في الإنسان) من خلال التركيز على تقنية الجسد وايجاد طريقة اشتغال الممثل اعتمادا على ميكانيكية الجسم وانتاج حركات تعبيرية تساهم على فهم الحوار الداخلي الذي يتم طرحه في اللقطات القريبة، التي يبغي منها المخرج الكشف عن ردود الافعال، وأظهار مديات من الالم والفرح والرغبة والموافقة والرفض التي لم يجسّدها الحوار.
عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء
عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء
أنجز ثمانٍ وستين مسرحية على مستوى التمثيل، منها:
* سيدرا – إخراج فاضل خليل
* الملحمة الشعبية – أخرجها إبراهيم جلال وغيرها.
وعلى مستوى الإخراج فله تسع وعشرين مسرحية وأكثر من عشرين فيلما وثائقياً وعلى مستوى السينما أكثر من خمسة أفلام سينمائية منها (القادسية) و (اللعبة) و (الملك غازي) وغيرها، إضافة للكثير من المسلسلات على مستوى الإذاعة والتلفزيون.
هذا بعض من سيرة فنان متميز استطاع ان يثبت حضورا عراقياً وعربياً تفخر به الذاكرة الجمعية بوصفه تاريخاً مجيداً.
…………………………
عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء!!

بقلم/شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights