مقالات

محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة

محسن الجيلاوي : تبقى العاصمة بغداد، الخطوة المنشودة لابناء المحافظات الطامحين لتحقيق احلامهم التي لايمكن ان تتحقق بالاتساع مالم تحتظنها العاصمة وتمنحها بطاقات دخول وانتماء، هذا ماحدث مع معظم الذين قدموا احلامهم على اطباق الاماني فاصبحوا علامات يشار لها بالاهمية والاعجاب.
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
تلك المشكلة العلة، كانت وستبقى قائمة برغم وجود تجارب مسرحية لايستهان بها رغم اعتراضي الشديد على تسمية ثقافة المحافظات بثقافة الهامش، ذلك لان الهوامش هي الاكثر فعالية وايضاحاً وتقدماً من المركز المتشكل من مجموعة الهوامش، الذي اتحدث عنه اليوم خطاه قريبة من العاصمة.
بابلي الهوى والسلوك والانتماء، يحمل بين يدية كتاباً يعيد قراءته بنهم كلما شعر ان خطواته تعثرت هنا، او توقفت هناك، كتاب البابلي محسن الجيلاوي ،اماني تصاحبها جرأة اقتحام، مصحوباً بدراية ووعي اكاديمي قادراً على المنافسة وتحقيق النجاح، رأيته اول مرة على شاشة التلفاز وهو يجسد شخصية التاجر في مسلسل احلام السنين، شخصية مركبة تظهر غير ما تخفي، يحاول الوصول الى غاية حرم منها هي الانجاب، لكنه يعمد الى الخيانة.
ادى محسن الجيلاوي شخصيته باتقان وهدوء خال من الارباك حتى اني همست لنفسي في مرات كثيرة ان هذا الفنان لايمثل، ابعد محسن الجيلاوي بل اقصاه ليلبس كامل الشخصية المجسدة، معلناً القاعدة المعرفية التي اكدها استانسلافسكي (ليس هناك ممثل صغير واخر كبير بل هناك دور صغير واخر كبير).
تلك الفكرة التي تقترب من الفلسفة منحت محسن الجيلاوي قدرات تعبيرية مع استرخاء امام الكاميرا حتى في اصعب المواقف واقساها، كان يعلن لمتلقيه كل الانهيارات الروحية التي تعرضت لها الشخصية، مازجاً فشله النفسي الداخلي بخيبات امل.
بعد تخرجه من الدراسة المتوسطة للسنة الدراسية (1973-1974.) قدمت أوراق القبول الى أدارة معهد الفنون الجميلة.. أختار لي الفنان الراحل ياسين لطيف بربن (خطبة بروتس) لتكون مشهد ألأختبار أمام اللجنه التي كانت تتكون من الفنانين الراحلين ( قاسم محمد/ حامد ألأطرقجي /فاضل قزاز) وظهرت قوائم القبول وأذا بأسمه الثاني في القائمة ..
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
وخلال دراسته في المعهد وفي أول شهر تم أعتقاله باالامن العامة .. ولمدة ثمانية أيام وتم ألأفراج عنه بعد تعهد شخصي وبكفالة (أبي ومسلم حمزه عبود وكاظم محمد حسين الشهيب الله يرحمهم ) أختاره الراحل معلم ألأجيال الأستاذ قاسم محمد لأكون ضمن كادر مسرحية (شخوص وأحداث من مجالس التراث) التي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل عام 1976.
وتوالت المشاركات وخاصة في البرنامج الثقافي الذي كان يقدم من قبل تلفزيون العراق ومشاركته في العديد من المسلسلات ألأذاعيه ومع المخرجين (محسن العلي ..باسل علي عمران..حافظ مهدي ماجد..) وفي تلك الفترة أشترك في خماسية (المحلة ) سيناريو الراحل قاسم محمد ومن أخراج عمانوئيل رسام (ع.،ن.ر) وتمثيل الراحلين (خليل شوقي ..خليل الرفاعي.. ..طالب الفراتي حامد ألأطرقجي) ..الخ وعرضت من شاشة تلفزيون العراق.
عند تخصصه في درس السينما علي يد أساتذة أكفاء (كوركيس يوسف..كامل العزاوي..) و تلقى من استاذه عبد الوهاب الدايني كل الدعم ولتشجيع وكان محفزا ومفجرا لكل الطاقات المكنونه لديه وخلال دراسته في قسم السينما أشترك في العديد من أفلام ألتخرج.
وكذلك أعمالاً مسرحية ضمن فرقة المسرح الجماهيري مع زملائي (حافظ مهدي/ عمارعلوان/ ستارعلوان/م حمد العميدي /خضر الصالحي/ أحمدعباس / نصرحنون/ سليمة شهيد/ نضال خضر// والراحلين حامد خضر/ حسين عبد الائمة /صبيحه شاكر…وغيرهم ) مثل مسرحية (الدربونة/حجايات أمس/مسافر من الضفة الغربية ) وعندما تشكلت (فرقة بابل للتمثيل التابعه للمؤسسة العامة للسينما والمسرح) اشترك بمسرحية (أبو ألأمين ألخليع والجارية شموس/تأليف نواف أبو الهيجا أخراج د.سعدي يونس عام 1979 )
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
وتوالت المشاركات مثل مسرحية (شموكين / أخراج الراحل فيصل مبارك / مسرحية البستان اخرا ج حميد راضي /مسرحية أم المقاتلين أخراج فتحي زين العابدين) كذلك المشاركة في أوبريت ( أفتح يا سمسم وكان من ألحان عدي صاحب عبيد الحلي ومن أخراج الفنان فاضل شاكر .
وغيرها من الاعمال الفنية ضمن فرقة المسرح العمالي وباقي الفرق الفنية فرقة التربية /فرقة نقابة الفنانيين/ المسلة/ العمال وفرقة الشرطة وغيرها من الفرق التي كانت عاملة في تلك الفترة في محافظة بابل … مسرحية ( النحيف والبدين ) و(ورطه) و(هاملت) و(مدري وين شايفكم) و(سفر برلك) و (ولاية وديج) .
شارك محسن الجيلاوي في أول عمل درامي هو مسلسل (يوميات محلة) عام 1976 ولمتكون من خمس حلقات سيناريو الراحل قاسم محمد ومن أخراج (ع.ن.ر/ عما نوئيل رسام )عرض . وبسب ظروف معينة (سياسية) لم يستمر في الاعمال التلفزيونية والاذاعية .. مختصرا نشاطه الفني في داخل محافظتي.
في عام 2000 كانت المشاركة في الأعمال التلفزيونية .. فكان حصيلة المشاركات أكثر من (30 ) مسلسلا تلفازياً منها (طرقات الليل) (القضية238 ) (صمود الابطال ) (سعيد بس بالاسم ) (المتنبي) (كوبرا) (رياح الماضي) (الوان الرماد) (مناوي باشا ج 2) (هذا هو الحب) (أولاد الحاج) (قصة حي بغدادي) (الدهانة) (سنوات النار) (بيت الطين بأجزائه الأربعة ) (البنفسج ألأحمر) (ضياع في الحفر الباطن) (الهروب المستحيل).
شارك في عدد من الافلام السينمائية كممثل منها (نجم البقال) (بحيرة الوجع) و(الحصان) وهما من أنتاج وزارة الثقافة (الطائر الشهيد) (الطريق الى بغداد) ( متلازمة داون) وفلم (12) وهما من أنتاج قنوات كربلاء الفضائية و (المليونير) وهو فلم روائي أنتاج خاص وفلم (نينو ي ) من أنتاج مؤسسة سنتر فن.
أما في مجال الاخراج السينمائي فقد أخرج فلم (الحلة بين الماضي والحاضر) و (عروس الفرات) و (الحلة) و (نجمة) و(لاتقتلوا أولادكم) و(البديل) وكذلك اخراج لمسرحية (الحفر الظاهر) تلفازياً قدمت عام 2004.
في مجال الكتابة للتلفزيون كتاب سيناريو من خمسة عشر ساعة تلفزيونية بعنوان (تالي العمر) وقد ترجم الى اللغة الكردية وينتظر دوره في ألأنتاج وهي دراما أجتماعية .. ومسلسل (الوردية) وهو دراميا تلفازية أجتماعية تتحدث عن العلاقات داخل بيوتات المحلة.
في مجال الكتابة والتأليف كتب العديد من المواضيع صدرت جامعة بابل الجزاء ألأول من كتاب (حلقات حلية أخبار وأرقام من أيام زمان)عام 2011 و أعيد طبعه من قبل مؤسسة دار الصادق الثقافية عام2017 ويضمن الكتاب مواضيع تخص تاريخ الحلة وأهم الاحداث السياسية والاجتماعية والشخصيات التي لها منجز وتأثير بالوسط الحلي منذ التأسيس الحلة ولحد تأريخ الشروع بتأليف الكتاب..
كذلك نفس المؤسسة أصدرت له كتابه الثاني (الشعير وأحلام الحمير ومسرحيات أخر) ويتضمن العشرات من النصوص المسرحية التي قام بتأليفها خلال عمله في النشاط المدرسي مخصصة لرياض ألأطفال وتلاميذ المرحلة ألابتدائية وطلاب المرحلة الثانوية .. تلك الرحلة الجماليه المهمة،استطاعت اعلان وجود محسن الجيلاوي كفنان مفكر واع لدوره واهميته، حتى اوصله هذا التفاني ليكون نقيباً لفناني بابل، الذين استطاع النهوض بانشطتهم وفعالياتهم من جميع الاختصاصات لانه يؤمن ان الفن لايتجزأ ويرتبط بالروح الجمعية!!
……………………..
محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة !!

بقلم/ شوقي كريم حسن

 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights