العراق ربما يفقد ماء الشرب قريبا

العراق ربما يفقد ماء الشرب قريبا – يزداد الجفاف والتصحر في العراق بسبب تناقص مياه دجلة والفرات والتي قد تكون شبه منعدمة مع تكاثر سكان العراق بشكل مذهل على الرغم من الفقر و الحروب واعمال القتل والتدمير التي يمارسها أبنائها ضد بعضهم البعض.. اذا ماذا ينتظر العراق في المستقبل مع كل ما يحدث بها.. حيث يُعتقد ان العراق ربما تفقد ماء الشرب قريبا بالفعل.

واليوم من خلال هذا المقال سنتعرف على العوامل التي تهدد بفقدان ماء الشرب من خلال موقعنا شبكة عراق الخير.

لقد أصبحت البلد التي تسمى بـ ارض السواد وبلاد ما بين النهرين والهلال الخصيب اصبح سكان الريف يهاجرون الى المدن بحثا عن الحياة افضل بعد ان جدبت الأرض وتقلصت فيها المساحات الخضراء والأراضي القابلة للزراعة، حيث اصبح الريف عاجزاً عن توفير ظروف العيش اللازمة للسكان.

اصبح مؤشر ليغاتوم العالمي للازدهار يضع العراق في المرتبة الـ 40 بعد الـ 100 في سلم التطور العالمي، حيث يوجد 27 دولة فقط اقل ازدهاراً منها في العالم بينما تتفوق 139 دولة عليه.

وهناك 3 دول عربية اقل ازدهاراً من العراق وهم “ليبيا في المرتبة 146 وسوريا في الـ 159 واليمن في الـ 166” ولكن كل بلدان افريقيا شبه الصحراوية اكثر ازدهاراً من العراق بكثير ابتداء من موريشيوس في المرتبة 47.

على الرغم من ان المؤشر يوضح ان العراق قد ارتقت 5 مراتب منذ عام 2011 وهذا تحسن رائع الا انه ما زالت بين البلدان الأقل ازدهاراً رغم ثرواتها الطائلة الطبيعية منها والبشرية، واحتمالاتها الاقتصادية الهائلة والتي تحتاج الى قيادة مخلصة من قبل الدولة.

والجدير بالذكر ان الجفاف يضرب نهري دجلة والفرات في العراق منذ وقت كبير بسبب عدم تدفق المياه من دول المنبع، وعدم وجود سياسة مائية للحفاظ على هذه الثروة.

ولم يعد امام المزارعين في العراق سوى الانتقال الى المدن للعمل في مهن أخرى غير الزراعة فـ المياه أصبحت شحيحة تماما الي اقصى درجة، وتحولت المساحات الخضراء التي كانت تسر الناظرين الى صحاري جرداء بسبب ندرة المياه والجفاف.

كما ان العراق تعاني منذ القرن الماضي من تزايد مستوى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتراجع المسطحات المائة وتناقص الامطار وشح المياه بشكل عام، بالاضافة الى سوء إدارة الحكومات المتعاقبة لازمة المياه.

وعدم اتخاذ أي إجراءات تتصدى لـ دول المنبع “مثل تركيا وايران” بسبب إنشائها سدوداً اثرت بشكل واضح وكبير علي الخزن المائي، ومن ثم في الخطة الزراعية التي تعتمد جذريا على الوفرة المائية.

حيث اعلن وزير الموارد المائية الأسبق حسن الجنابي ان: “هناك خطر حقيقي يهدد المياه العراقي حيث أن حصص العراق من المياه انخفضت طوال السنوات الماضية.. والآن لا يحصل العراق سوى على ثلث حصته من مياه نهر الفرات ولا يوجد ضمان لاستمرار هذه الحصة أيضا”.

وبالفعل من الممكن ان يفقد العراق ماء الشرب قريبا.

حيث أضاف أيضا ان: ” العراق كان يعتبر بلداً زراعياً ونسبة سكان الريف في السابق تجاوزت الـ 70 في المئة، أما الآن انخفضت النسبة إلى نحو 30 في المئة أو أقل بسبب الهجرة الكبيرة و المتواصلة من الريف إلى المدينة نتيجة الشحة المائية”.

و أشار الجنابي الي ان: ” العراق يحتاج إلى استراتيجيات طويلة المدى لمعالجة أزمة المياه . مبينا أن القطاع الزراعي خاسر والفلاحين الصغار على حافة الفقر”.

ما الأسباب التي تهدد بفقدان ماء الشرب في العراق ؟

هناك أسباب طبيعية وبشرية لـ الجفاف في العراق.

فمن الأسباب الطبيعية هي تغيرات المناخ التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومنها العراق حيث تعرضت بلاد الرافدين الى اكثر من 7 مواسم جفاف من بداية القرن الـ21.

اما بالنسبة لـ الأسباب البشرية فـ هي تتمثل في انحصار مياه نهري دجلة والفرات نتيجة سياسات دول المنبع “تركيا وايران” وإنشائها عددا من مشاريع السدود العملاقة، ونقل مسار الأنهار المشتركة الى داخل حدودها السياسية من دون أي من البلد التي تعد دولة مصب.

تدخل دولي عاجل

لقد اكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ان انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات يستدعي دخولاً دولياً عاجلا، حيث قال في كلمة له خلال مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه ان: “ملف المياه بات حساساً ومهماً في كل دول العالم”.

موضحا ان: ” أزمة المياه بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي لكن الحكومات السابقة لم تكاشف بها المواطنين”.

في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على جميع الأسباب التي ستكون عاملاً أساسيا في فقدان مياه الشرب في العراق والتي تتمثل في الجفاف، وبناء دول المنبع “تركيا وايران” للسدود والتي حصرت المياه عن نهري دجلة والفرات” وهناك أسباب أخرى متعلقة بقيادة الدولة ودورها في حل تلك الازمة وذلك من خلال موقع شبكة عراق الخير.