“القمة العربية الصينية” السوداني يلتقي السيسي في الرياض
“القمة العربية الصينية”: التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء اليوم الخميس، رئيس جمهورية مصر
العربية عبد الفتاح السيسي، وذلك على هامش مشاركته في القمة العربية الصينية، التي تحتضنها العاصمة السعودية
الرياض.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك على مختلف المستويات والصعد. كما شهد
اللقاء التداول بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد السوداني حرص العراق على إدامة العلاقات مع محيطه العربي والإقليمي، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي في كل ما من
شأنه أن يعزز الجهود الحثيثة الرامية إلى تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين وباقي شعوب المنطقة.
اقرأ المزيد.. السعودية والصين يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة
من جانبه، أكد الرئيس المصري تطلع مصر إلى توطيد مسار العلاقات الثنائية نحو المزيد من التعاون والتكامل في المجالات
الاقتصادية والتنموية. وأشار السيسي إلى دور العراق الريادي في المنطقة، وجهوده في تعزيز أسس الأمن والاستقرار، بما
يسهم في ازدهار شعوبها.
وفي السياق, تتجه الأنظار إلى الزيارة التي يجريها الرئيس الصيني شي جين بينغ للعاصمة السعودية الرياض لعقد 3 قمم
هناك: صينية سعودية وصينية خليجية وصينية عربية.
تولي الصين تلك الزيارة أهمية كبيرة، وقد بدأ الإعداد لها عند زيارة وزراء خارجية كل من السعودية والبحرين والكويت وسلطنة
عمان لبكين في بداية هذا العام.
العلاقات العربية الصينية علاقات تاريخية متجذرة تعود بداياتها إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، عندما كان طريق الحرير
شريان التجارة بين العرب والصين. وفي عام 2004 أسّس “منتدى الحوار الصيني العربي” بين الصين وجامعة الدول العربية.
وفي عام 2013، عندما طرحت بكين مبادرة الحزام والطريق كأضخم مشروع إستراتيجي في التاريخ، كانت الدول العربية هدفاً
له، إذ انضمت الدول العربية جميعاً إلى هذه المبادرة باستثناء الأردن وفلسطين.
تأتي هذه الزيارة في ظل تطورات شهدتها الساحة الدولية، بدءاً من الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، مروراً بالحرب
في أوكرانيا وانتهاء بالتوترات الصينية الأميركية، في ظل سعي الأخيرة لاحتواء الصين بوصفها العدو الإستراتيجي للولايات
المتحدة وفقاً لإستراتيجية الأمن القومي الأميركي التي أقرت أخيراً.
بكين من جهتها ترى المنطقة العربية مهمة لها جيواستراتيجياً، بسبب وقوع طرق التجارة فيها. وكذلك بسبب احتوائها على
مصادر الطاقة، خصوصاً أن بكين هي المستهلك الأكبر للطاقة في العالم. ففي عام 2013 تفوقت الصين على الولايات المتحدة
باعتبارها أكبر مستورد للنفط الخام من الشرق الأوسط. ومنذ عام 2017 أصبحت الصين أكبر مستورد للنفط الخام في جميع
أنحاء العالم، ومن المرجح أن يمثل الشرق الأوسط 70% من احتياجات الصين من الطاقة بحلول عام 2030.
لقد سعت بكين لتنويع مصادر الطاقة، فوقّعت عام 2021 اتفاقية إستراتيجية مع إيران بقيمة 400 مليار دولار مدتها 25 عاماً،
ووقّعت كذلك قبل أيام اتفاقيّة لشراء الغاز القطري مدتها 27 عاماً، وهي الاتفاقية الأطول في تاريخ صناعة الغاز المسال في
العالم.
اقرأ ايضا.. مبادرة عربية لإطلاق خدمة دفع رواتب المتقاعدين المقيمين في الدول العربية
إضافة إلى ذلك كله، تعد المنطقة العربية سوقاً استهلاكياً كبيراً يشجع الصين على السعي للسيطرة عليه، خصوصاً في ظل
وجود مشاريع تنموية كبيرة مثل مشروع المملكة 2030، والعاصمة الجديدة في مصر، والموانئ البحرية في عدد من الدول
العربية، إضافة إلى مشاريع إعادة الإعمار في الدول التي شهدت حروباً ودماراً مثل سوريا.
وأهداف بكين الاقتصادية من القمة هي:
– الحصول على عقود في مجال الطاقة مع عدد من الدول العربية، وترغب بكين في أن تكون هذه العقود طويلة الأجل كي لا تتأثر بالتغيرات السياسية.
– الفوز بمشاريع البنية التحتية، وخصوصاً في مجال البناء والطرق والجسور والموانئ البحرية. خصوصاً بعد نجاحها في تنفيذ كثير من المشاريع الخاصة بمونديال قطر 2022.
– التوسع في مشروع الحزام والطريق، وإعطاء الدول العربية الفقيرة القروض. طبعاً القروض ليست هبات، هي قروض يجب إعادتها، لكنها غير مربوطة بشروط سياسية مثل قروض صندوق النقد الدولي.
اقرا موضوع: السفير الروسي :أمريكا تفرض أسلحتها وخدماتها على العراقيين
– تحسين سمعة المنتجات الصينية في المنطقة العربية، عبر ترويج فكرة “التنمية عالية الجودة” التي طرحها الرئيس الصيني في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي تعني التركيز مستقبلاً على الجودة لا على الكم.
– توطين صناعة السيارات الكهربائية الصينية، التي يزداد الطلب عليها عالمياً وعلى نحو كبير، وتشكل المنطقة العربية سوقاً مهمة لها.