الدلافين تتكلم. الفيلة ترسم . حتى العناكب يمكنها استخدام وسائل وأدوات . لكن البشر ، في النهاية ، لهم ميزة على الحيوانات: لقد طورنا طريقة فعالة للغاية للتحكم في درجة حرارة أجسامنا . الكلاب تلهث لتبرد. الفقمة تتبول على زعانفها. أما نحن فكل ما علينا فعله هو التعرق.
وإليك كيفية عملها: يمتلك البشر في أي مكان ما بين 1.5 مليون إلى خمسة ملايين غدة عرقية موزعة في جميع أنحاء ألجسم . مع ارتفاع درجة حرارتنا ، يبدأ نظامنا العصبي في العمل ، مما يحفز تلك الغدد على إطلاق الماء المالح الموجود في أجسامنا ، كما تقول سارة إيفيرتس ، مؤلفة كتاب The Joy of Sweat ومقرها أوتاوا. :”بشرتنا الساخنة تبخر العرق بعيدًا عن أجسامنا ، مما يزيل الحرارة بعيدًا” ، كما تقول. “هذه الحيلة – التبريد التبخيري – هي ما تفعله الكلاب عندما تلهث. إنهم يبخرون الماء من لسانهم الرطب. نحن يمكننا أن نفعل ذلك على أجسادنا بأكملها “.
لا نتعرق جميعنا بنفس الطريقة – في ظهيرة يوم حار في شهر أغسطس ، سيكون بعض الناس مبتلّين، بينما سيبدو آخرون ، بأعجوبة ، جافين تمامًا. توضح إيفرتس أن الشخص المحظوظ هوالذي يتعرق بكفاءة عالية ، وبالمعدل الصحيح تمامًا ، بحيث يتبخر عرقه على الفور. لا يزال من غير الواضح بالضبط من المسؤول. إنه على الأرجح مزيج من الجينات والمكان الذي تكبر فيه. “يولد الناس بكل غددهم العرقية ، لكنها تصبح نشيطة بشكل كامل فقط خلال العامين الأولَين من الحياة” ، كما تقول : “يتساءل الباحثون عما إذا كان المناخ يساعد في تحديد نشاط هذه الغدد العرقية.”
ليس الأمر كما لو أن البشر يمقتون كل تعرق: فاحتفالات التعرق شائعة في جميع أنحاء العالم ، ويمكن أن تشعر وكأن التمرين غير مهم إذا لم نتعرق . تقول إيفيرتس: “ولكن بعد ذلك ننفق 75 مليار دولار سنويًا على منتجاتٍ في محاولة للتظاهر بأننا لا نتعرق على الإطلاق”. لا تزال هناك وصمة عار مرتبطة بمصافحة يدٍ تفوح منها رائحة العرق , أو بقع داكنة تتفتح تحت قميص العمل. كفى . تقول إيفيرتس: “التعرق هو نظام رائع للتحكم في درجة الحرارة وهو أحد الأشياء التي تجعلنا بشرًا”. “لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى التوقف عن إلنظر الى العرق بطريقة سلبية .”
