مقالات

ياسر البراك .. الهامش متحدياً

ياسر البراك : لم اره يوماً، ذاك الفتى السومري الشبيه بمنشدي التراتيل في معابد اور بصوته الشذي العابق بعطور الامنيات والمتابع لاحلامها ،يتحدث عن غير الفن والادب ومعطياتهما الحمالية، ياسر البراك حريص بحماس على ان لاتنطفأ جذوات الاستمرار الجمالي في المعاهد السومرية التي علمت الانسانية كيف تصنع ناياً من قصب الارواح وكيف تمنح الحناحر احاسيس شجية تتقن البكاء ازلاً وتلك مهمة صعبة جداً ولكن البراك ظل منذ صباه يجمع الانصار والمريدين حتى تمكن من ان يعلن جهاراً ان مايسمونه هامشاً عن قصد انما هو مركز الفعل الجمالي المؤثر، لا وجود مؤثر للمركز دون وجود هذه الروافد الكبيرة والمشعة بالعطاء، سومر منحت ولابد لان يبقى المنح اهم سماتها واقواها تاثيراً.

من يجرؤا على تصور ولو من باب اللحظة فقط ان يتصور ان المركز يمكن استمراره دون بائع ورد حضيري ابو عزيز وآهات داخل حسن و قصائد زامل سعيد فتاح وكتابات محسن الخفاجي واحمد الباقري والقوائم الالفية تطول، تلك الاماني حولت المنشد الكهني الى حالم بأن يكون ممثلاً وهذا ما كان فعلاً.
اعتلى ياسر البراك خشبة المسرح وجسد شخوصاً اقترب منها واقتربت منه، ومن خلال التمثيل امسك بخيوط اللعبة الابداعية بكاملها.
ياسر البراك من مواليد الناصرية عام 1968 تخرج من معهد الفنون الجميلة في البصرة عام 1990 وحصل على شهادة الدبلوم في الفنون المسرحية – قسم الإخراج وكان الأول على دورته ، بعدها حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون المسرحية قسم الاخراج من قسم الفنون الجميلة في جامعة بغداد عام 1991 و درجة الماجستير في الفنون المسرحية / الإخراج من كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل عام 2010 عن رسالته ( الأشكال ما قبل المسرحية ومرجعياتها الأنثروبولوجية – التعزية أنموذجاً ).
ثم واصل مسيرته الأكاديمية بحصوله على درجة الدكتوراه في فلسفة الإخراج المسرحي من كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل عام 2016 عن أطروحته (تحولات الأنساق الثقافية في الخطاب المسرحي العراقي ) وبتقدير إمتياز .
الاخراج؟
– بدأت تجربته الإخراجية بمسرحية (الذي لايأتي) للكاتب السوري عام 1988 في معهد الفنون وتتلمذ على يد أعمدة المسرح العراقي منهم فاضل خليل وصلاح القصب و عبد المرسل الزيدي ، وبدري حسون فريد ، وأسعد عبد الرزاق ، كما نشر أول نتاج أدبي في مجلة (التراث الشعبي ) العراقية عام 1984 فيما واصل الاخراج حيث أخرج مسرحية (أغنية التم ) للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف عام 1990 كإطروحة تخرّج في المعهد ، مسرحية (الراكبون إلى البحر) للمؤلف الايرلندي جون ميلنجتون سينج عام 1994 كإطروحة تخرّج في الكلية.؟ مثل في العديد من المسرحيات عندما كان طالباً في المعهد منها تراجيديا عمر المختار ، تمرين مسرحي ، الفراغ ، صواعق الرجل المجنون ، النسر له رأسان ، أنتيجونا ، الآلة الجهنمية ، رجل برجل ، قرقوش في المدينة ، أغنية التم، كما مثل عندما كان طالباً في الكلية في مسرحية ( كارثة ) لصموئيل بيكيت وهي إخراج مشترك لمحمد جاسم وقاسم محمد. أصدرت كتاباً واحداً في مجال المسرح عام 2008 بعنوان ( المسرح في البصرة – مقاربات في المتحقق ) عن دار الشؤون الثقافية في بغداد، فيما بدأ كتابة النقد المسرحي في الصحف العراقية عام 1986 ونشر دراساته ومقالاته النقدية في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية.– أسس جماعة الناصرية للتمثيل عام 1992 وأخرج أول أعمالها مسرحية ( قضية ظل الحمار ) للكاتب السويسري فريدريش دورينمات .و( من البلية؟)، ( الوباء الأبيض ) ، ( في أعالي البحر ) ، ( لعبة مظلوم الخياط ) و(الشاعر والمخترع والكولونيل )، (العصفور والوردة) (مفتاح الفرج) وياسر البراك اول من أسس فرقة المسرح الجامعي في جامعة ذي قار عام 2005 كما أسس ( مسرح الدمى ) في الناصرية عام 2005. فضلا عن تأسيس مجموعة (مسرح المقهورين ) عام 2016.
شارك في العديد من المهرجانات المسرحية مخرجا وناقدا. وحصلت مسرحياته على العديد من الجوائز وشهادات التقدير . وشغل منصب رئيس إتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار لدورتين للأعوام2010 – 2016 فضلاً عن منصب نائب الرئيس في دورة واحدة 2016 – 2019 كذلك شغل منصب رئيس قسم الصحافة الإذاعية والتلفزيونية في كلية الإعلام لأكثر من سنتين 2017 – 2019.
وحالياً يمارس التدريس في قسم الصحافة الإذاعية والتلفزيونية في كلية الإعلام وهي إحدى كليات جامعة ذي قار .
هذه بعض من عطايا مايسمونه الهامش،لكنه هامش فاعل شديد التاثير وخريص على الاستمرار والعطاء!!
……………….
ياسر البراك،،الهامش متحدياً!!

بقلم/ شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights