اخبار العالم

العلاقات الباكستانية الإيرانية

أحدثت الهجمات الجوية الإيرانية على جماعة جيش العدل في باكستان، مخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق أخرى خارج المنطقة، أعلنت الحكومة الباكستانية مقتل طفلين في هذه الغارات التي نفذتها إيران داخل الحدود الباكستانية، بالإضافة إلى إصابة 3 آخرين.

إقراء أيضًا: قصف باكستاني على مواقع في إيران والصين تعرض الوساطة

العلاقات الباكستانية الإيرانية
العلاقات الباكستانية الإيرانية

الغارات الصاروخية الإيرانية على الجيش الباكستاني

وأشارت الحكومة إلى أن هذه الغارات الصاروخية غير مقبولة على الإطلاق، وهددت بالانتقام بعد انتهاك أجوائها بشكل استفزازي، من جانبها، تدعي إيران أن جيش العدل، الجماعة السنية المسلحة، تنشط عبر الحدود الباكستانية الإيرانية، وتحظى بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة.

وقد أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عدة هجمات استهدفت القوات الأمنية الإيرانية خلال الفترة الماضية،هذه التصعيدات تثير المخاوف من تصاعد الصراع في المنطقة وتأثيره على مناطق أخرى خارج الشرق الأوسط.

ما هي جماعة جيش العدل؟

جماعة جيش العدل هي حركة سنية مسلحة تسعى لتحقيق العدالة والمساواة في إيران، كما تعارض حكومة إيران، وتصنف الحركة نفسها على أنها مدافعة عن حقوق السنة في إيران، وتركز بشكل خاص على إقليم سيستان وبلوشستان، وهو إقليم يقع على الحدود بين إيران وباكستان وأفغانستان.

في عام 2009، تم اعتقال عبد الملك ريجي، القائد السابق للحركة المعروفة آنذاك باسم جند الله، من قبل السلطات الإيرانية. تم محاكمته وإعدامه في عام 2010 بتهم تشمل العمالة للولايات المتحدة وبريطانيا، وتنفيذ تفجيرات استهدفت عناصر الأمن في إيران.

أشار محمد عباسي، الدبلوماسي الباكستاني السابق في إيران خلال تلك الفترة، إلى أن بلاده لعبت دورًا كبيرًا في اعتقال ريجي،ووفقًا لمعلومات استخباراتية أمريكية، فإن جماعة جيش العدل متورطة في عدة تفجيرات وهجمات في إيران، بما في ذلك محاولة الهجوم على الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في عام 2005.

الهجمات الجوية الإيرانية على باكستان

وجاءت الهجمات الجوية الإيرانية في باكستان بعد يوم واحد فقط من إطلاق صواريخ من قبل الحرس الثوري الإيراني على أهداف في العراق وسوريا، وهو ما أتى بمفاجأة للحكومة الباكستانية، وفقًا لتصريحات خبير العلاقات الخارجية والدبلوماسي السابق، مشاهد حسين سعيد.

أوضح سعيد أنه يبدو أن الدولة العميقة في إيران، في إشارة إلى الحرس الثوري، قد قررت تنفيذ العملية دون علم الحكومة الإيرانية الرسمية، ويجب أن يتم التفكير في هذا الأمر بمنظور أوسع، أشار إلى أن هذه العملية تعد خرقًا للاتفاقيات الثنائية بين باكستان وإيران، وتهدد روح التعاون الإسلامي، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه غزة مجازر مروعة.

وأضاف أنه بدلاً من توجيه الغضب والردع إلى إسرائيل، قامت طهران بشن ضربات على دول إسلامية متعددة خلال 24 ساعة فقط، وأكد أنه يجب أن يتم استنكار هذا النفاق واستنكار الانتهاكات المزدوجة بشدة.

إقراء أيضًا: مقتل رجل الأعمال الكردي بيشرو 2024

العلاقات الباكستانية الإيرانية

تتواصل التوترات بين إيران وباكستان على مر السنين، مع تباينات كبيرة في العلاقات بين البلدين، في البداية كانت إيران أول دولة تعترف باستقلال باكستان واستضافت أول سفارة باكستانية، وشهدت التعاون بينهما خلال الحرب الباردة ومع ذلك، زادت الخلافات بينهما بعد الثورة الإيرانية في عام 1979 وانتشار الوهابية في باكستان، إضافة إلى الاتهامات المتبادلة بدعم الطائفية والتنظيمات المتطرفة في البلدين.

تأثرت العلاقات الباكستانية الإيرانية أيضًا بالتعاون الإيراني مع الهند والتعاون الباكستاني مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى تصاعد التوترات على سبيل المثال في عام 2018، وقعت إيران اتفاقًا مع الهند لتسليمها إدارة ميناء شاباهار، مما أثار استياء باكستان التي اعتبرت ذلك تهديدًا لمشروع ميناء غوادار الباكستاني، الذي تديره الصين كجزء من مشروع الممر الاقتصادي الصيني.

على الرغم من هذه الخلافات، لم تتطور الأمور إلى مواجهات كبيرة بين البلدين، وتم الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي الآونة الأخيرة شهدت العلاقات تحسنًا وتحولًا إيجابيًا، وتسعى باكستان إلى استمرار العلاقات الجيدة مع إيران والتعاون في مكافحة الحركات المسلحة، ولكنها ترفض أيضًا أي غارات عسكرية على أراضيها من قبل دول أخرى.

من جانبها أدركت إيران أنها لا يمكنها أن تفتح جبهة جديدة مع جارها الجديد، وتعاني بالفعل من العقوبات الأمريكية وتورطت في صراعات إقليمية، ويجب على إيران تجنب التصرفات الكارثية وتعزيز التنسيق مع باكستان، حتى لا تدفع المنطقة نحو حافة حرب جديدة.

على الرغم من التوترات السابقة، تعتبر بعض المحللين أن العلاقات بين إيران وباكستان كانت إيجابية منذ عام 2021، ومع ذلك تظل باكستان حذرة وتراقب الوضع بعناية، حيث لا يمكن لباكستان أن تضحي بالاستقلال والوحدة الوطنية، وفي الوقت نفسه، لا تستهان بالعلاقات مع إيران، ويجب على البلدين أن يعملوا معًا على تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية من أجل المصلحة المشتركة للمنطقة.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights