اخبار علمية

نهر يوم القيامة الغامض يهدد العالم

توصلت دراسة جديدة إلى نتائج مذهلة تكشف أن نهر يوم القيامة الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، الذي كان يعتقد أنه ثابت وغير قابل للتغيير، بدأ في الذوبان منذ ما يقرب من 80 عامًا، وهذا يعني أن بداية الذوبان كانت قبل 30 عامًا عما كان يعتقد في البداية.

وما يجعل هذا الاكتشاف صادمًا هو أن سبب ذوبان نهر يوم القيامة يعود إلى ظاهرة إل نينوا، التي تعتبر من أهم الظواهر المناخية التي تؤثر على مناخ العالم، حيث أن إل نينوا هي ظاهرة تحدث عادة في المحيط الهادئ، وتتسبب في ارتفاع درجة حرارة سطح الماء، مما يؤدي إلى تأثيرات جوية ومناخية على نطاق عالمي.

إقراء أيضًا: التحول المناخي الذي يهدد البشرية

نهر يوم القيامة الغامض يهدد العالم
نهر يوم القيامة الغامض يهدد العالم

نهر يوم القيامة الغامض يهدد العالم 

أفادت دراسة حديثة نشرت في مجلة لايف ساينس العلمية بأن جبل جليدي بارز في القارة القطبية الجنوبية يشهد ذوبانًا متسارعًا، مما يستنفر العلماء حول تأثيرات ظاهرة النينيو على المناخ العالمي.

يقع هذا الجبل الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية ويعرف بنهر ثويتس الجليدي، المعروف أيضًا بلقب نهر يوم القيامة الجليدي نظرًا لقدرته على رفع منسوب سطح البحر بمقدار قدمين (60 سم)، ويعادل حجم ولاية فلوريدا الأمريكية.

وقد بدأ ذوبان الجليد في هذا الجبل بسرعة منذ الثمانينيات، مما أسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بنسبة 4٪، مع فقدان تقريبًا 595 مليار طن من الجليد، ومع ذلك بما أن بيانات الأقمار الصناعية للقطب الجنوبي تعود فقط إلى عام 1978، فإن العلماء لم يكونوا متأكدين من متى بدأت عملية الذوبان ولكن الآن، تضيف هذه الدراسة قطعة جديدة للغاية في اللغز.

ففي ضوء البحوث المجراة، توصل العلماء إلى استنتاج مهم، حيث ربطوا بداية تراجع النهر الجليدي على الأقل بالأربعينيات من القرن الماضي، عندما أدت ظاهرة النينيو إلى ذوبان الجليد في نهر ثويتس وجارته الشمالية، نهر باين آيلاند الجليدي.

وتُعد ظاهرة النينيو من أهم الظواهر المناخية التي تحدث في المحيط الهادئ، حيث تتسبب في ارتفاع درجة حرارة سطح الماء وتأثيرات جوية ومناخية على نطاق عالمي.

تعتبر القارة القطبية الجنوبية مناطق حساسة للتغيرات المناخية، وذلك بسبب وجود كميات هائلة من الجليد المتجمد هناك، وإذا استمرت عملية الذوبان بالوتيرة الحالية، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل أسرع وتأثيرات مناخية قد تكون كارثية.

ذوبان الجليد والمناخ

أظهرت دراسة حديثة أهمية ظاهرة ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية وتأثيرها على المناخ العالمي، وأشارت المؤلفة راشيل كلارك، عالمة الجيولوجيا في جامعة هيوستن بتكساس، إلى أن التغيرات في الجليد ليست محدودة لنهر جليدي واحد، بل تمثل جزءًا من سياق أوسع للمناخ المتغير.

لفهم متى بدأت عملية التراجع، قام الباحثون بجمع عينات من الرواسب في سبعة مواقع حول الأنهار الجليدية في ثويتس وباين، ونتيجة لطحن الصخور داخل هذه الرواسب بطرق مختلفة تبعًا لمراحل ذوبانها، فإن الرواسب تعتبر مؤشرات دقيقة للتغيرات المناخية.

تحليل الرواسب، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 10000 عام، كشف عن أن تراجع الأنهار الجليدية سبقه نمط مناخي دافئ غير عادي ناجم عن ظاهرة النينيو بين عامي 1939 و1942، وهذه الفترة القصيرة من الاحترار أثارت قلق العلماء وأظهرت لهم أن استجابة الأنهار الجليدية يمكن أن تستمر لعقود حتى بعد توقف عملية الذوبان.

تعلقت جوليا ويلنر، أستاذة الجيولوجيا في جامعة هيوستن بولاية تكساس، على هذه النتائج قائلة: عندما يخرج النظام عن التوازن، يستمر التراجع، وهذا يعني أن الأنهار الجليدية ستستمر في التراجع بشكل مستمر بعد توقف عملية الذوبان.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights