وفاة صاحب ثلاثية نيويورك بول أوستر الكاتب والمخرج الأميركي عن عمر يناهز 77 عاماً، وذلك نتيجة مضاعفات سرطان الرئة. وُلد أوستر في نيوارك، نيوجيرسي، وكان معروفًا بشكل خاص من خلال سلسلته الأدبية الشهيرة “ثلاثية نيويورك” (The New York Trilogy). أعلن عن وفاته صديقة للعائلة جاكي لايدن، حيث أشارت إلى أن الكاتب توفي في منزله في بروكلين، نيويورك، محاطاً بأحبائه.
اقرأ المزيد: وفاة المعلق محمد رمضان ايقونة التعليق السعودي
وفاة صاحب ثلاثية نيويورك بول أوستر الكاتب والمخرج الأميركي
من الجدير بالذكر أن زوجة أوستر، الكاتبة سيري هوستفيت، كانت قد أعلنت في العام الماضي أن زوجها يعاني من مرض السرطان.
وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، كتبت هوستفيت على إنستغرام منشورًا مؤثرًا أرفقته بصور لها مع زوجها خلال مرحلة الشباب، مشيرةً إلى أن بول لم يستطع التغلب على المرض، وذلك بعد ستة أشهر من إعلانها عن مرضه وخضوعه للعلاج في نيويورك.
يُعتبر بول أوستر واحدًا من أبرز الكتاب في الأدب الأميركي المعاصر، وقد أسهمت أعماله في تشكيل صورة حديثة عن الأدب الأميركي، وخصوصًا في مجال الرواية البوليسية الأدبية. كانت “ثلاثية نيويورك” إحدى أعماله الأكثر شهرة، والتي تضمنت ثلاث روايات مترابطة: “مدينة الزجاج”، و”أشباح”، و”الغرفة المغلقة”. كما اشتهر أوستر بأعماله الشعرية والمسرحية والسينمائية.
اقرأ المزيد: وفاة والدة قيس الشيخ نجيب الفنانة خديجة العبد
أسلوب بول أوستر وإرثه الأدبي
عُرف أوستر بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الواقعية والخيال، ويستخدم تقنيات ميتا-سردية تعبر عن انعكاسات الأدب داخل الأدب نفسه. وقد ساهمت هذه التقنيات في جذب جمهور واسع من القراء والناقدين، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من إرثه الأدبي.
يشكل وفاة صاحب ثلاثية نيويورك حدثًا مأساويًا لعشاق الأدب والثقافة حول العالم. لقد كان بول أوستر، خلال مسيرته الأدبية، شخصية مؤثرة بشكل هائل، حيث أثرى عالم الأدب بأعماله المتنوعة التي تجمع بين العمق الفكري والإبداع السردي.
على مدى عقود، استطاع أوستر أن يجذب القراء بأسلوبه المميز، الذي يمتاز بالمزج بين الواقع والخيال، مما جعل أعماله تمتلك طابعًا فريدًا يُحبب القراء إلى العودة إليها مرارًا وتكرارًا.
بفضل مهاراته في بناء الشخصيات ورسم الأحداث المعقدة، أصبحت رواياته جزءًا لا يتجزأ من الأدب الحديث، كما أن إسهاماته السينمائية زادت من شهرته، حيث عمل على تحويل رواياته إلى أفلام تحمل ذات الجودة والقوة التي تجدها في كتبه. إن وفاته ليست مجرد فقدان لشخص عظيم، بل هي خسارة لروح إبداعية، قدمت لنا روايات وأفلامًا ستبقى محفورة في ذاكرة الثقافة المعاصرة.
كان بول أوستر دائمًا مصدر إلهام للكتاب والمبدعين الجدد، حيث كانت أعماله تفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتأمل. سيستمر تأثيره على مدى الأجيال القادمة.
وستبقى كلماته تصدح في عقول أولئك الذين يتطلعون إلى إحداث تأثير في عالم الأدب والفن. في وفاته، نودع كاتبًا استثنائيًا، ولكن إرثه سيظل حيًا، يتحدث إلى قلوب وعقول الجميع.
اقرأ المزيد: حقيقة وفاة حاكم عربي بالتفاصيل
