غير مصنف

المحاسن والمساوئ

المحاسن والمساوئ

د. ابراهيم الجعفري
المحاسن والمساوئ
الإكثار من ذكر محاسن النفس يتسبب بورم الذات وتضخم “ألأنا” فيما يكون الإكثار من ذكر مساوئها وببصيرة يحملها على التواضع أمّا حين يتعوّد المرء على ذكر محاسن الاخرين وذكر مساوئ نفسه فيبلغ ترويض النفس أقصى مداه وتبدأ عندها تتشكل منظومة التعاطي على أساس حسن الاخر وسوء الذات وهو الذي يهب الشخصية
تواضعاً غير متكلف..
درجت عادة الكثير من الناس على حب المدح ولو من غير حق ورفض الذم حتى في سياق التقويم من خلال “الامر بالمعروف والنهي عن المنكر” بل أصبح التعاطي بمفردات المدح من نافلة القول ولمن يستحق او لا يستحق في الوقت الذي نهى الشارع المقدس عن ذلك.. ” أن رسول الله (ص) قال” إذا رأيتم
المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب”.. حين تتقدم مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال في أي مجتمع وتكون مقياساً للتفاضل ومؤشرات البناء الصحيح فيما بينهم ويكون الاصطفاف الاجتماعي بتراتبية رصينة يقبل فيها المحسن ويرفض المسيئ ويتقدم الاكفأ على الكفوء.. مثل هذه التراتبية العادلة أدوم في البقاء وأصدق في التعبير وأبلغ في
التجسيد.. الاحسان والاساءة موضع قبول ورفض من قبل الانسان أيّاً كان دينه أو قومه أو اختصاصه.. إنهما تعبيران عن التدين الفطري الذي أودعه الله تعالى في خلق الانسان.. وبالتالي فهما ثابتان في النفس البشرية ما لم تتشوّه الى حد المسخ ومثل هذه الحقيقة المنطقية يثبتها القران الكريم كأصل يثير الاستغراب بوجه
كل من يخرج عليه “هَلُ جَزآءُ ٱلإِحْسَٰنِ إِلاَّ ٱلإحْسَٰنُ”.. التعاطي على هدي الفطرة السليمة تعبيرٌ عن تديّنٍ فطري التقت عليه الديانات والدساتير والقوانين التي تستهدف بناء المجتمعات على أسس العدل الاجتماعي.. الاحسان والاساءة شعور يتحسسه الانسان سواء كان معطياً أم متلقياً وهو ليس بحاجة الى مزيدٍ من البراهين العقلية..
ومنه أخذ بحقيقة “الحسن والقبح العقلي” فمساعدة المحتاج وإعمار الارض وانقاذ الغريق من محاسن الاعمال وهي غير قتل البريئ وسرقة مال الناس والكذب والنفاق والفساد..
مثل هذه الحقيقة الاخلاقية ليست بحاجة الى استدلال لانها تدرك بالوجدان ولا يختلف عليها اثنان.. الفساد المالي والاداري والكثير من الجرائم التقت عليها القوانين في دول العالم.. قد تختلف في درجة العقوبة لكنه عادةً لا تختلف في أصل الادانة.. والتضحية والإيثار والامانة والبناء والاعمار وغيرها هي الاخرى لا تختلف عليها الديانات والقوانين.. }
ذكرناكم بالدعاء

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights