مقالات

مقداد حمادي .. مدرسة المتعة

مقداد حمادي : معاً ومنذ منتصف السبعينيات او قبلها بقليل عشنا كل التفاصيل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فتية
بحجم ارواحهم الباذخة الجنون يحلمون بان يصنعون للحياة التي يعيشونها معنى، وثمة معاني كثيرة ومتشعبة.
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
تمركز حلم مقداد الحلي وهذا كان اسمه الذي اعلنه كمخرج مسرحي شاب، كنا مصحوبين بامالنا نتابع كل ما يشد من فضولنا الجمالي، من صالة سينما غرناطة الى صالات باقيات نعقد بعد انتهاء المشاهدة جلسات شبه نقدية.
سنة تخرج مقداد حمادي، اختار واحدة من اعقد المسرحيات واهمها في مسيرة المسرح التسجيلي ليقدمها وهي مسرحية مارا صاد، محاولا اقناع الكبير اسعد عبد الرزاق بان يقدمها كتجربة مسرحية تتعامل مع الحداثة، رحنا نجوب الامكنة من اجل الحصول على ما نحتاج مستعينين بالمعهد الفرنسي الذي دعم التجربة فعلاً، بيتر فايس والسيد دي صاد دفعاً بالمخرج الشاب الى ان يكون في مقدمة المجربين الذين جعلوا من خشبة المسرح ساحة مهمة للتجريب المشاهد الخالي من عقد الاستعراض الذي لااهمية له لكنه وحين استلم ادارة منتدى المسرح في شارع الرشيد فتح الابواب على مصاريعها عروض مهمة وجريئة مصحوبة بحوارات تقترب من النقد كونت فيما بعد جيلاً من كتاب المسرح والنقاد.
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
ولان الحرب الثمانينية غيرت بعض اتجاهات الحياة، ومنحت الحيطان الكثير من اليافطات السود المصحوبة بانكسارات نفسية محتجه.
دخل مقداد الحلي، ابواب التأمل المصحوب بسؤال مدهش،كيف نخلص ارواحنا من هذا القبح ونمنحها فرصة ابتسام على اقل تجريب، اختلفت احلام مقداد عن تلك التي غامرت بها بعض الاسماء المحمولة على محفة المسرح التجاري، المليء بالاسفاف وتهريج، امسك مقداد الحلي عصا التمكن والابداع من الوسط ليقدم مسرحاً واعياً لم يك مسبوقاً من قبل، مسرح جاذب، ظل يعرض مسرحياته لشهور عدة.
مقداد حمادي مدرسة المتعة
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
مع قبول ونجاح مبهر ،اصبح فيما بعد ارثاً انسانياً جمعياً، الخيط والعصفور الاشهر واخياتها اللواتي حققن نسب مشاهدة لايستهان بها، حتى انفسم الشارع الثقافي ومعه جموع المتلقين بين مسرح الناس ومسرح الفلافل الذي لايعرض مسرحياته لغير يوم او بومين وربما اسبوع في ادقق المدد، كان مقداد الحلي من أول المساهمين في تأسيس النشاط المسرحي الطلابي في مدينة الكاظمية في بغداد عام 1970.
وكان لأساتذة المسرح الكبار أثر على مشوار مسلم الفني، وقد كان من أوائل الذين نادوا بضرورة إعادة الجمهور لمشاهدة العروض المسرحية بعد قطيعة دامت لسنوات مطلع الثمانينات، وقد كتب وأخرج لمسرحية (الخيط والعصفور) الشعبية التي شكلت انعطافة في تاريخ الحركة المسرحية في العراق، وحقق صدى واسعا لدى الجمهور والمعنيين في عام 1984، في إطار سعيه لاستقطاب الجمهور وإعادة الأماسي المسرحية.
مقداد حمادي مدرسة المتعة
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
التجريب في المسرح هو تنشيط وتجديد لفنون المسرح وجمالياته، كما يرى مقداد مسلم، الذي قدم عروضا تجريبية مميّزة كان من أبرزها مسرحية «المهندس والإمبراطور» أثناء توليه إدارة منتدى المسرح في العراق.
كما أنه يعتقد أن البحث والتأني من صفات الفنان العراقي إذ أنه لن يتأثر بالمتغيرات السريعة في الأحداث، إلا أنه يشير إلى أن قسوة الظروف المعيشية دفعت بالكثير من الفنانين إلى مغادرة العراق.
قائلا إن من سمات العراقي أنه يستوطن الأمكنة والأشياء, كما يشير إلى أن الغربة تفرض سطوتها بالحزن الذي يأكل جسد الإنسان وروحه ما ينعكس عل ملامح وجهه ونبرة صوته.
يرى المخرج مقداد مسلم أن توفير المناخات الملائمة من قبل الحكومات والأنظمة في العالم العربي ستتيح للمبدع المزيد من الإنتاج والعطاء خدمة لبلدانها وشعوبها.
كان ولايزال المخرج مقداد مسلم من الباحثين والمجربين ليضع له بصمة مميّزة في مجال الإخراج المسرحي للتعبيرعن رؤاه الفكرية وتصوراته الجمالية.
إذ تمكن من تقديم عروض في المسرح «الشعبي» وأخرى في المسرح «التجريبي» سواء داخل العراق أم خارجه.
مقداد حمادي مدرسة المتعة
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة
ويعتبر واحدا من أبرز المسرحيين العرب بوصفه فنانا محترفا وأستاذا جامعيا درّس الفنون المسرحية النظرية والتطبيقية في أكثر من جامعة عربية، كما كتب العديد من المسرحيات والأفلام الوثائقية والمسلسلات والبرامج التلفزيونية، وقد حصل على عدّة جوائز وشهادات عن جهوده الإبداعية في عالم المسرح وفنونه.
تمسك مقداد مسلم .. مقداد الحلي .. مقداد حمادي بكل ثوابته الاخلاقية ودافع عنها برغم غربة السنوات التي صقلت روحه صقلاً معرفياً خالصاً فاهتم بقواعد واصول اللغة العربية وكتب فيها مسلسلات تربوية مهمة ومسرحيات معنية بالطفل وسلوكياته اليوم عاد مقداد الى المسرح من خلل مسرحية من تأليفه واخراجه ستقدم في ايامنا القادمات.. لنبدء واياه لحظات جمالية جديدة!!
مقداد حمادي .. مدرسة المتعة !!

بقلم: شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights