اخبار اقتصادية

البنك المركزي العراقي في مازق

لعدة شهور، شهد البنك المركزي العراقي  أزمة انخفاضً مستمرًا في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي، حيث استمر هذا الانخفاض بوتيرة تصاعدية وتقريبًا يوميًا، ووصل سعر صرف الدينار إلى مستويات قياسية لم تسجل من قبل، حيث بلغ حوالي 170 ألف دينار في يومي الخميس والجمعة، وفي بعض الأسواق والبورصات المالية، تجاوز سعر الصرف 175 ألف دينار لكل 100 دولار.

أزمة البنك المركزي العراقي

هذا التذبذب في سعر الصرف يسبب القلق والضيق للعراقيين، حيث يؤثر بشكل كارثي على أوضاعهم المعيشية وقدرتهم الشرائية. فمع تراجع قيمة الدينار مقابل الدولار، يزداد ارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية والخدمات الأساسية يومًا بعد يوم.

إقراء أيضًا: البنك المركزي يعلق على العقوبات الأمريكية على 14 مصرفا

رغم محاولات البنك المركزي العراقي للسيطرة على هذه التقلبات واستعادة سعر الصرف الرسمي المعتمد البالغ 146 ألف دينار لكل 100 دولار، إلا أن هذه المحاولات لم تكن بمثابة النجاح، مما يثير قلق المراقبين والخبراء الاقتصاديين بشأن تأثير ذلك على استقرار البلاد سياسيًا واجتماعيًا. وهم يحذرون من أن هذا الوضع قد يزيد من معدلات الفقر والبطالة والتضخم الارتفاع، مما يهدد استقرار العراق بشكل عام.

البنك المركزي العراقي في مازق
البنك المركزي العراقي في مازق

الوضع المالي الآن

في لقاء مع مصادر تابعتها شركة عراق الخير ، أعرب الدكتور رائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، عن قلقه إزاء الأزمة الخطيرة التي يشهدها انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي.

وأشار إلى أن هذه الأزمة تؤثر بشكل كبير على المواطنين، وخاصة الفئات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة، حيث يتزايد التضخم وارتفاع الأسعار، وأكد أن قيمة العملة العراقية وصلت إلى مستوى الانهيار، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية والوضع الاقتصادي، خاصة في ظل معدلات البطالة المرتفعة وارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات.

وأشار الدكتور العزاوي إلى أن الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران يترك تأثيراً سلبياً على الاقتصاد العراقي بشكل متزايد. فقد أدت خطوات البنك الفيدرالي الأميركي إلى تقييد تدفق الدولارات إلى إيران عبر العراق، على الرغم من وجود طرق لتهريب الأموال إلى إيران بطرق غير قانونية. وأعرب عن أسفه لأن الشعب العراقي والحكومة هم من يدفعون ثمن هذا الوضع الصعب.

إقراء أيضًا: البنك المركزي يعلق على العقوبات الأمريكية على 14 مصرفا

جهود الحكومة

تسعى حكومة السوداني جاهدة لاتخاذ خطوات لمعالجة أزمة الدولار ووقف نزيف قيمته، إلا أنها تواجه صعوبة في الحصول على الدعم السياسي الداخلي القوي والواضح المعالم، والقوى السياسية المتنفذة ترفض القيام بإصلاحات اقتصادية حقيقية وتعرقل جهود وقف تهريب الدولار من البلاد.

وهذا يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق رغبة السودان في الإصلاحات وتنفيذها، ويتكبد المواطن العراقي ثمن هذا الوضع كما يظهر في أزمة الدينار الحالية، وعلى الرغم من ارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية بشكل متزايد، حيث وصل إلى مستوى 180,000 دينار وأكثر مقابل كل 100 دولار، فإن ذلك سيزيد من عبء المستهلكين والأشخاص ذوي الدخل المحدود بشكل خاص.

وسيؤدي هذا الارتفاع المفرط في تكاليف المعيشة إلى مشاكل اجتماعية وأمنية خطيرة، وقد أثار تقلب سعر الدينار مقابل الدولار غضب الشعب، حيث نشبت مظاهرات حاشدة في نهاية شهر يناير الماضي أمام مقر البنك المركزي العراقي، احتجاجًا على الانخفاض المستمر في قيمة الدينار مقابل الدولار.

إقراء أيضًا: تفاصيل جلسة مجلس الوزراء برئاسة الكاظمي والقرارات

وطالب المحتجون الحكومة العراقية بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للسيطرة على قيمة الدينار التي هبطت إلى مستويات منخفضة وغير مسبوقة.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights