من غير المعروف على وجه الدقة أين يقع قبر معاوية رغم الاتفاق على أنه على الأرجح دفن في دمشق.
ويتحدث منشور للجامع الأموي الكبير بدمشق عن أن العباسيين أزالوا ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻦ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ لتبقى الروايات متضاربة بشأن موقع قبر معاوية بن ابي سفيان المثير للجدل.
اقرا المزيد.. الصين تحظر استيراد الحيوانات المجترة ومنتجاتها من العراق
مواقع محتملة لقبر معاوية بن أبي سفيان
وجاء في المدونة التي استندت إلى بحث ومعلومات من مصادر تاريخية، تتضمن: “دمشق تطور وبنيان مدينة مشرقية إسلامية” وأعمال فيليب حتي، Dorothée Sack، Khaled Moaz-Solange Ory، وRoss Burns؛ أنه بالرغم من أن القبر الموجود اليوم تم تجديده في العهد العثماني، بينما هناك عدة روايات أخرى تشير إلى مواقع مختلفة قيل إنها كانت مكان قبر معاوية بن أبي سفيان:
- دار الإمارة الخضراء: وفقاً لبعض الروايات، يُعتقد أن قبر معاوية كان يقع بالقرب من دار الإمارة الخضراء، الموجودة على الجدار الجنوبي للجامع الأموي وشرقي قصر العظم الحالي.
- زاوية الهنود: يُقال إن موقعا آخر محتملا لقبر معاوية هو في زاوية الهنود، جنوب شرقي الجامع الأموي. ويُشار إلى أنه كان جزءاً من منطقة معبد المشتري الخارجي أو peribolos. ومع ذلك، لا توجد أدلة نصية تؤيد هذه الرواية.
- جدار الجامع الأموي: وفقاً لتقليد آخر، وثقه ابن عساكر، كان قبر معاوية موجوداً بالقرب من جدار الجامع الأموي، في المكان الذي كان يجتمع فيه قراء القرآن السبعة، شرقي مقصورة الصحابة.
هذه المعلومات تبرز اختلاف الروايات بمكان دفن معاوية بن أبي سفيان، مما يضيف مزيداً من الغموض حول الحقيقة التاريخية لموقع قبره الفعلي.
قبر معاوية في دمشق:
جاء في (تاريخ ابن عساكر) تحقيق صلاح الدين المنجد، مج 2 قسم 1 ص 198:
أما معاوية فيختلف في قبره. فيقال: إن قبره خلف حائط المسجد الجامع، موضع دراسة السّبع اليوم. و الأصح أن قبره خارج باب الصغير.
اقرا الان.. الصين تنجح في استنساخ أبقار مهددة بالانقراض
و قال صلاح الدين المنجد في (خطط دمشق) ص 120:
أصبح من الثابت أن معاوية بن أبي سفيان دفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.
و ذلك بعد أن عثر على شاهد يدل على قبر نصر المقدسي، الّذي تذكر المصادر الموثوقة أنه دفن في جوار قبر معاوية. و يبدو أن موضع هذا القبر كان مثار جدل في الأعصر الخالية. فقالوا: إنه في بيت في قبلة الجامع الأموي.
و قال السيوطي في (تاريخ الخلفاء): إنه دفن بين باب الجابية و باب الصغير.
قبر معاوية في النقاشات
(تاريخ ابن عساكر، تحقيق صلاح الدين المنجد، ج 2 قسم 1 ص 261)
قال ابن عساكر: توفي معاوية بدمشق في رجب سنة 60 ه و له ثمانون سنة.
و دفن بدمشق في الموضع المعروف بباب الصغير، و قيل بل في الدار المعروفة بدمشق (بالخضراء) إلى هذا الوقت، في قبلة المسجد الجامع، و فيها الشرطة و الحبوس. و كان بها ينزل، و من ولي الأمر بعده من بني أمية. و إن الّذي في مقبرة باب الصغير هو قبر معاوية بن يزيد بن معاوية.
اقرا المزيد.. انجاز تصاميم مدينة علي الوردي السكنية الجديدة في بغداد
و جاء في (نزهة الأنام في محاسن الشام) لأبي البقاء البدري، ص 276:
و نقل عن الحافظ ابن طولون في (بهجة الأنام) أن قبر معاوية الكبير في الحائط القبلي من جامع دمشق، في قصر الإمارة الخضراء.
من هو معاوية بن أبي سفيان
أول حاكم أموي، أسلم في فتح مكة، وكان من الطلقاء, استولى على الخلافة، بعد ما عقد الصلح مع الإمام الحسن ع، وبقي في الحكم حتى سنة 60هـ.
شهد فتح الشام في عهد أبي بكر، واستلم في عهد عمر ولاية الأردن ثم ولاية جميع الشامات. ولم يساند عثمان عندما ثار عليه جمهور المسلمين، وذلك رغم أن طلب عثمان منه المساعدة. وفي عهد خلافة الإمام علي ع خرج عليه وبحجة الأخذ بثأر عثمان شن معركة صفين، وبعد شهادة علي ومن خلال عقد الصلح مع ولده الحسن بن علي ع استولى على زمام الخلافة، واختار مدينة دمشق عاصمة لحكمه.
وتوسعت الفتوحات في عهده في الأقسام الغربية من الدولة الإسلامية وشمالي أفريقيا، كما أن هناك تأكيد على الثبات في الفتوحات الشرقية من بلاد الإسلام.
حياته
هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي القرشي، ولد في السنة الخامسة قبل البعثة، وقيل السابعة قبل البعثة أو الثالث عشرة قبل البعثة.
أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. أشهر الأقوال تتحدث عن كونه من الطلقاء وقد أسلم في فتح مكة، وقيل أسلم عام القضية، فحينئذ كان يخفي إسلامه وهناك أخبار تقول بأنّه من كُتّاب الوحي.
دعا عليه النبي محمد ص، وقال: اللهم لا تشبع له بطناً. كما أن هناك روايات موضوعة غير مؤكدة في تكريمه وتعظيمه.
أما من أوصافه، فكان أبيض الوجه ويخضب لحيته، وقيل كان يخضبها باللون الذهبي حتى أنّها تبدو من الذهب.
شارك في حرب اليمامة، والتحق بجيش أبي بكر متوجهاً إلى الشام، وحضر فتح المدن الساحلية كصيدا وعرقة وجبيل وبيروت وعكا وصور وقبادية.
كسب معاوية ثقة عمر فولاه الأردن ثم سلّم عمر جميع الشام إلى معاوية، وعندما جاء عثمان نصب معاوية كوالي على الشام بأسرها، بعد وفاة عثمان رفض معاوية بيعة الإمام علي ع فخرج على الإمام بذريعة الأخذ بثأر عثمان، فبايعه أهل الشام من أجل الأخذ بثأر عثمان ومحاربة الإمام علي أمير المؤمنين ع.
بقى الصراع بينه وبين الإمام علي حتى نهاية خلافة الإمام وشهادته، وعقد الصلح مع الإمام الحسن بعد شهادة الإمام علي ، ثم تنحى الإمام الحسن عن الخلافة لصالح معاوية وفق بعض شروط العقد،وتقلد الخلافة وحكم المسلمين إلى آخر عمره.
وفاته
عندما مرض معاوية بمرض موته لم يكن يزيد في دمشق، فسلم معاوية وصيته لضحاك بن قيس ومسلم بن عتبة لايصاله إلى ابنه يزيد، ومات سنة ستين للهجرة، ودفن في مقبرة باب الصغير بدمشق كاحدى الروايات.
وكان معاوية شديد القلق على حكمه وابنه يزيد من الإمام الحسين ع، وعبد الله بن زبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
المصدر: وكالات اعلامية+وسائل التواصل الاجتماعي
