قصة واقعية مرعبة تتحول لفيلم سينمائي مايو ديسمبر المرشح للأوسكار

تم إنتاج فيلم مايو ديسمبر (May December) الذي يشكل تحفة سينمائية مثيرة وغامضة في نفس الوقت، حيث يتميز الفيلم بتشابك الأحداث والأحاجي المتداخلة، حيث يتلاعب بحدود الواقع والخيال، يقوم الفيلم بسرد قصة مستوحاة من حادثة حقيقية شهيرة أثارت اهتمام الصحف الصفراء لعدة أشهر بعد وقوعها.

إقراء أيضًا: شاهد فيلم صيد الفايكنج ركض الموتى كامل 2024 VIKING HUNTRESS: RUNE OF THE DEAD

قصة فيلم مايو ديسمبر (May December)

تتناول أحداث فيلم مايو ديسمبر قصة عائلة غير عادية تجتمع في حفلة عيد الاستقلال الأميركي في منزلها المطل على بحيرة، ويتم تكريم الأمسية بحضور ضيفة خاصة، وهي ممثلة تلفزيونية ذات شهرة متوسطة تزور العائلة لأنها ستلعب دورًا في فيلمها السينمائي المستقل القادم.

تتوالى الأحداث وتبرز الاختلافات في عالم التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، حيث تجسد الصورة الثابتة من خلال التصوير الفوتوغرافي اللحظة الفردية، في حين يعمل التصوير السينمائي على إظهار التطور والتغير.

تتسلط الأضواء في الفيلم على الفارق الواضح في العمر بين الزوجين، حيث يتبين أن الزوجة تكبر زوجها بشكل يشير إلى أنها والدته، كما يتم تسليط الضوء أيضًا على قصة الأم، التي تجسدها جوليان مور، وهي سجينة سابقة حكم عليها بتهمة الاعتداء على قاصر، والقاصر هو زوجها الحالي.

إقراء أيضًا: الفيلم السوداني وداعاً جوليا يفوز كأفضل فيلم روائي طويل

تتوالى الأحداث وتتحول القصة إلى دراما معقدة تستكشف المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية والعواطف المتضاربة، كما يستلهم سيناريو الفيلم قصته من حادثة حقيقية حدثت في واقع الحياة، والتي تعود لماري كاي ليتورنيو، مدرسة في الثلاثينات من عمرها التي حكم عليها بالسجن بسبب اعتدائها على قاصر، بعد خروجها من السجن وبلوغ القاصر سن الرشد، قررا الزواج واستمر زواجهما حتى وفاة ماري.

مرايا الوهم في فيلم May December

تعكس المرايا الوهم في فيلم مايو ديسمبر، حيث لا يتم تقديم قصة ماري كاي ليتورنيو بشكل مباشر، ولكن يتم استكشاف حياة هذه الأسرة الغريبة بعد سنوات من الزواج، ويتم تصوير الأب الذي يبلغ من العمر 36 عامًا، والأم البالغة من العمر أكثر من 50 عامًا، وابنتهما الكبرى في الجامعة، والتوأمان الصغيران الذين على وشك التخرج من المدرسة الثانوية.

تقوم الممثلة إليزابيث (ناتالي بورتمان) بإحياء حياة هذه الأسرة المتجمدة وتستعيد ذكريات الماضي، بينما تحاول إليزابيث تقليد سلوكيات الأم غرايس وفهم ديناميكيات الأسرة، يبدأ كل فرد في استعادة ماضيه الخاص.

لذا، هناك ثلاث صور للمرأة نفسها في الفيلم أولاً، هناك الشخصية الحقيقية لها، ثم الممثلة جوليان مور التي تقوم بدور غرايس في فيلم مايو ديسمبر، وأخيرًا الممثلة إليزابيث التي ستلعب دور غرايس في الفيلم الخيالي الذي يظهر فيه لقطات من تصوير مايو ديسمبر.

كل من هؤلاء النساء ليست نسخة مطابقة للآخرى، بل هي تكريس فني لعملية الاقتباس السينمائي التي تمزج بين الحقيقة والخيال، وكلما حاولت إليزابيث تقليد غرايس، زادت شخصيتها الحقيقية واضحة أكثر.

تستخدم المرايا بشكل متكرر في الفيلم كوسيلة لاستعراض هذا الاقتباس السينمائي للواقع، وتوهم هذه الاقتباسات المشاهدين بأنهم يعرفون الحقيقة، لكن في الحقيقة هي مجرد وهم.

إقراء أيضًا: فيلم وثائقي اليسا تحكي تفاصيل عملياتها الجراحية

حتى الشخصيات نفسها لا تعرف بالضبط من هم، وفي إحدى المشاهد تقف البطلتان أمام المرآة حيث تحاول إليزابيث تعلم كيفية وضع المكياج الخاص بغرايس، وفي هذه اللحظة، تحل الكاميرا محل المرآة، فيتوهم المشاهد لثوانٍ معدودة أنه ينظر إلى وجه واحد، وفي الواقع، الشخصيتان التي تعتقد أنهما أمام مرآة يكونان أمام عدسة الكاميرا التي تعرمن المدفوعة إلى عين المتفرج.

باختصار،مايو ديسمبر هو فيلم سينمائي استثنائي يمزج بين الكوميديا والدراما، ويقدم قصة معقدة وأداءًا مذهلاً من قبل فريق الممثلين، ويستحق المشاهدة لأفراد الجمهور الذين يتطلعون إلى تجربة سينمائية مميزة تثير العواطف وتثري النقاشات.