تحقيقات وتقارير
ماهي الفيروسات ومن أين جاءت ؟ تاريخها وتطورها البيولوجي
شبكة عراق الخير:
تُشير بعض الأبحاث المنشورة في Science Advances إلى أن الفيروسات لم تتطور على مر التاريخ البيولوجي
ولكنها تخلصت بنجاج من جميع الجينات الأساسية باستثناء عدد قليل من تلك الجينات .
وتوصل Gustavo Caetano-Anolles وزملاؤه في جامعة إلينوي إلى هذا الاستنتاج بعد أن ابتكروا طريقة جديدة
لرسم خريطة شجرة العائلة الميكروبية، ووجدوا أن الفيروسات لم تتطور أولاً، بدلاً من ذلك ، انحدرت الفيروسات
والبكتيريا من شكل حياة خلوي قديم، ولكن بينما تطورت البكتيريا لتصبح أكثر تعقيدًا ، أصبحت الفيروسات أبسط.
فاليوم ، الفيروسات صغيرة جداً وبسيطة ، ولا يمكنها التكاثر بمفردها ، بينما تحمل المعلومات الجينية الأساسية
التي تحتاجها لتكون قادرة على الانزلاق داخل خلية مضيفة وتحثها على عمل نسخ جديدة من الفيروس ، يحتوي
فيروس الإنفلونزا – على سبيل المثال – على 14 جيناً مشفراً للبروتين فقط ، ولأن الفيروسات عادة ما تكون بدائية
جداً ، لم يعتقد العديد من علماء الأحياء أنه يمكن تصنيفها على أنها شكل من أشكال الحياة .
شجرة عائلة الفيروسات تمتد إلى ملايين السنين
كونها مصنوعة من عدة خيوط قصيرة من الحمض النووي DNA أو الحمض النووري الريبوزي RNA ملفوفة في
غلاف بروتيني ناعم ، فإن الفيروسات لا تتحجر ، وبالتالي لا يوجد لها سجل أحفوري للدراسة ، ولذا كان من
المستحيل تقريباً فك تشابك نسب تلك الفيروسات .
ومن هنا فكّر العلماء في طريقة لإعادة بناء شجرة عائلة الميكروبات ، وإعادة البكتيريا والفيروسات إلى أصولها .
فعادة ما يقوم العلماء بإنشاء أشجار عائلة تطورية أو أشجار وراثية ، بمقارنة الجينات بين الأنواع ، وكلما زادت
الجينات المشتركة بين كائنين ، كلما كانا أكثر ترابطاً ، لكن هذا التقنية تتيح لك أرجاع مليون سنة او نحو ذلك ،
وأكثر من ذلك يكون الحمض النووي قد تحور لدرجة أنه يكون من المستحيل رؤية اوجه التشابه بين الأنواع .
أراد الباحث Caetano-Anolles العودة إلى بدايات الحياة على الأرض – منذ حوالي 3.5 مليار سنة ، لذا بدلًا من
مقارنة الجينات ، قارن فريقه شكل البروتينات أو “طياتها” ، والبروتينات عبارة عن آلات جزيئية عالية الدقة – إذا
قمت بتغيير شكلها ، فإنك تعطل وظيفتها ، وعلى الرغم من وجود بعض الأنحرافات البسيطة في الشفرة الجينية
أحيانا والتي لا تسبب فروقاً كبيرة – فإن شكل البروتين أمر بالغ الأهمية وبالتالي فإنه يتطور ببطء أكبر ، وإعادة
تتبع شكل البروتين يعيدنا إلى الوراء بقدر ما يمكننا أن نأمل حتى نتعرف على اصول الأنواع .
وطور الباحثون خوارزميات لمقارنة الأشكال البروتينية لـ 3،460 فيروس و 1،620 خلية. ووجد الباحثون أن 442 طية
بروتين مشتركة بين الخلايا والفيروسات ، لكن 66 طية كانت فريدة بالنسبة للفيروسات.
ووفقاً لشجرة عائلة الميكروبات الميكروية لـ Caetano-Anolles فإن الفيروسات قديمة ، وتشترك مع البكتيريا في
سلف مشترك ، كانت تعمل بشكل كامل ، وتتكاثر ذاتياً وعاشت منذ حوالي 3.4 مليار سنة ، بعد فترة وجيزة من
ظهور الحياة على هذا الكوكب ، ومن هذه الخلية ، تطورت البكتيريا في اتجاه زيادة التعقيد ، في حين ان
الفيروسات تخلصت تدريجياً من الجينات التي وجدت أنها لا تحتاجها ، حتى أصبحت غير قادرة على التكاثر
بمفردها !
ويبدو أن أول خطوة رئيسية في رحلة تطور الفيروس قد حدثت منذ حوالي 1.5 مليار سنة .
تاريخ علم الفيروسات virology
– الدراسة العلمية للفيروسات ودراسة مسبباتها بدأت في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر – على الرغم من ان لويس باستور وإدوارد جينر طوروا أول لقاحات للحماية من العدوى الفيروسية ، إلا أنهم لم يعرفوا وقتها أن الفيروسات موجودة .
جاء الدليل الأول على وجود فيروسات عن طريق بعض التجارب التي تم إجراءها على البكتيريا ، حيث تم استخدام المرشحات ذات المسام الصغير بما يكفي لتمنع مرور البكتيريا من خلالها .
وفي عام 1892 استخدم ديمتري إيفانوفسكي أحد هذه الفلاتر لإظهار أن عصارة نبات تبغ مريض ظل معديًا لنباتات التبغ الصحية على الرغم من أنه تمت تصفيته .
ووصف مارتينوس بيجيرينك تلك المادة المُعدية بإنها ( فيروس ) ويُعتبر هذا الاكتشاف هو بداية علم الفيروسات .
أدى الاكتشاف اللاحق والتوصيف الجزئي للجراثيم من قِبل فريدريك تورت و Félix d’Herelle إلى تحفيز دراسة هذا الحقل ، وبحلول أوائل القرن العشرين تم اكتشاف العديد من الفيروسات.
في عام 1926 ، قام توماس ميلتون ريفرز بتعريف الفيروسات على أنها طفيليات لا يمكنها إكمال دورة حياتها دون استغلال مضيف مناسب ، وأثبتت Wendell Meredith Stanley أن الفيروسات عبارة عن جسيات رقيقة وليست سائلة ، وقد سمح اختراع المجهر الإلكتروني في عام 1931 بتصور هياكلها المعقدة .
فيروسات عملاقة
منذ أكثر من عقد بقليل ، بدأت رؤيتنا للفيروسات في التغير , حيث أدرك العلماء الفرنسيون الذين كانوا يفحصون ميكروبًا غامضًا يشبه البكتيريا ، ولكنه مختلف وراثيا تمامًا عن البكتيريا ، انهم اكتشفوا فيروسًا ضخماً أطلقوا عليه اسم “mimivirus” “الفيروس الميموفي”.
|
الفيروس الميموفي – microbewiki.kenyon.edu |