تحقيقات وتقارير

فزت ورب الكعبة تهدمت والله اركان الهدى قصة استشهاد الامام علي ع

في يوم الحادي و العشرين من شهر رمضان، ارتفعت النفس المطمئنة لأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) الى بارئها راضية مرضية مخضبا بدمائه الزاكية في محراب العبادة بعد ان ناله سيف الارهاب اليهودي عندما رفع رأسه الشريف من السجدة الأولى في صلاة الصبح فرد قائلا : فزت ورب الكعبة فضجت الملائكة في السماء ونعاه جبرائيل ونادى : تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت والله العروة الوثقى ، قتل سيد الأوصياء علي المرتضى ابن عم المصطفى قتله أشقى الأشقياء .

فزت ورب الكعبة تهدمت والله اركان الهدى قصة استشهاد الامام علي ع
فزت ورب الكعبة تهدمت والله اركان الهدى قصة استشهاد الامام علي ع

و روي أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) خطب في آخر جمعة من شهر شعبان و تحدث عن شهر رمضان و شرفه و ثواب الطاعة فيه فقام إليه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و قال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز و جل . ثم بكى (ص) فقال له أمير المؤمنين : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فققال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك و أنت تصلي لربك ، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح فيضربك ضربة على مفرق رأسك ، ويشقه نصفين ويخضّب لحيتك من دم رأسك .

اقرا المزيد.. علامات ليلة القدر اعمالها وفضلها ودعائها

فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال (ص) : في سلامة دينك ؛ ثم قال (صلى الله عليه وآله) : يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنك مني كنفسي، وروحك من روحي وطينتك من طينتي، وإن الله عز وجل خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية انك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده .

فزت ورب الكعبة تهدمت والله اركان الهدى قصة استشهاد الامام علي ع
فزت ورب الكعبة تهدمت والله اركان الهدى قصة استشهاد الامام علي ع

القصة الكاملة لاستشهاد الامام علي ع

وفي الليلة التاسعة عشرة كان الإمام في دار ابنته أم كلثوم فقدمت له فطوره في طبق فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن حامض وجريش ملح، فقال لها: قدمت إدامين في طبق واحد وقد علمت أنني متبع ما كان يصنع ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قدّم له إدامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مكرماً، ارفعي أحدهما فإن من طاب مطعمه ومشربه طال وقوفه بين يدي الله. فرفعت اللبن الحامض بأمر منه وأفطر بالخبز والملح.

وقف الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام في محرابه قائماً يصلّي، وكان علي عليه السلام يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضراً قلبه، فلمّا أحسّ به ابن ملجم نهض مسرعاً، وأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة التي كان الإمام عليه السلام يصلّي عليها، فأمهله حتى صلّى الركعة الأولى وركع وسجد السجدة الأولى منها ورفع رأسه، فعند ذلك أخذ السيف وهزَّه، ثمّ ضربه على رأسه المكرّم الشريف، فوقعت الضربة على الضربة التي ضربه عمرو بن عبد ود العامري.

ثمّ أخذت الضربة إلى مفرق رأسه إلى موضع السجود، فلمّا أحسّ الإمام بالضربة لم يتأوه وصبر واحتسب، ووقع على وجهه…. قائلاً:

“بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله”….
“فزت وربِّ الكعبة”…
“قتلني ابن ملجم، قتلني اللعين ابن اليهودية وربِّ الكعبة، أيّها الناس “لا يفوتنّكم الرجل”…

واصطفقت أبواب الجامع، وضجّت الملائكة في السماء بالدّعاء، وهبّت ريح عاصف سوداء مظلمة، ونادى جبرائيل عليه السلام بين السماء والأرض بصوت يسمعه كلّ مستيقظ:

تهدَّمت والله أركان الهدى
وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى
وانفصمت والله العروة الوثقى
قُتل ابن عمّ محمّد المصطفى
قُتل الوصيّ المجتبى
قتلُ عليّ المرتضى
قُتل والله سيّد الأوصياء
قَتله أشقى الأشقياء.

فلمّا سمعت أمّ كلثوم نعي جبرائيل لطمت على وجهها وخدّها.. وصاحت: وا أبتاه وا عليّاه وا محمّداه وا سيّداه…

ثمّ أقبلت إلى أخويها الحسن والحسين… تخبرهما…. فخرجا فإذا الناس ينوحون وينادون: وا إماماه وا أمير المؤمنيناه، قتل والله إمام عابد مجاهد لم يسجد لصنم، كان أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه وآله…

فلمّا سمع الحسن والحسين عليهما السلام صرخات الناس نادا: وا أبتاه وا عليّاه ليت الموت أعدمنا الحياة.

وسار السمّ في رأس الإمام وبدنه، وثار جميع من في المسجد في طلب الملعون، وماجوا بالسلاح فما كان يُرى إلّا صفق الأيدي على الهامات، وعلّوا الصرخات، وكان ابن ملجم ضربه ضربة خائفاً مرعوباً، ثمّ ولّى هارباً وخرج من المسجد…

وأحاط الناس بأمير المؤمنين عليه السلام وهو في محرابه يشدّ الضربة ويأخذ التراب ويضعه عليها، ثمّ تلا قوله تعالى: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى، ثمّ قال عليه السلام: جاء أمر الله وصدق رسول الله صلّى الله عليه وآله….

فلمّا سمع الناس الضجّة ثار إليه كل من كان في المسجد، وصاروا يدورون ولا يدرون أين يذهبون من شدّة الصدمة والدهشة، ثمّ أحاطوا بأمير المؤمنين عليه السلام وهو يشدّ رأسه بمئزره، والدم يجري على وجهه ولحيته، وقد خضبت بدمائه، وهو يقول: هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله.

فلمّا وصل الحسن والحسين عليهما السلام الجامع ودخلا وجدا جماعة من الناس، وهم يجتهدون أن يقيموا الإمام عليه السلام في المحراب ليصلّي بالناس، فلم يطق على النهوض وتأخّر عن الصفّ، وتقدّم الحسن عليه السلام، فصلّى بالناس وأمير المؤمنين عليه السلام يصلّي إيماءً من جلوس، وهو يمسح الدم عن وجهه ولحيته، يميل تارة ويسكن أخرى، والحسن عليه السلام ينادي:وا انقطاع ظهراه يعزّ والله عليّ أن أراك هكذا، ففتح عينيه وقال: يا بنيّ لا جزع على أبيك بعد اليوم، هذا جدّك محمّد المصطفى وجدّتك خديجة الكبرى وأمّك فاطمة الزهراء والحور العين محدقون منتظرون قدوم أبيك، فطب نفساً وقر عيناً وكفّ عن البكاء، فإنّ الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلى السماء.

ثمّ حملوا أمير المؤمنين عليه السلام إلى الدار، وكانت زينب وأمّ كلثوم وباقي العلويات واقفات على باب الدار ينتظرنه.

فلمّا رأينه بهذه الحالة بكين وقلن: وا أبتاه، وامصيبتاه.

المصادر:

أنظر: ابن أعثمّ الكوفي: كتاب الفتوح ج 4 ص 278.
2- أنظر: ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 312.
3- أنظر: الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 157.
4-المجلسي في بحار الأنوار ج 42 ص 276- 281.
5- الشريفي الشيخ محمود: ظلامات ومقتل أمير المؤمنين عليه السلام ص 58.

اقرا ايضا.. متى ليلة القدر فضلها وعلاماتها

روي عن أمير المؤمنين انه قال : دخلت يوماً على رسول الله وفاطمة والحسن والحسين فبكى حين رآنا، وقال بعض من حضر: أما تسر برؤيتهم يا رسول الله؟ فقال: والذي بعثني بالحق نبياً أنا وهم لأكرم الخلق على الله تعالى وما على وجه الأرض نسمة أحب إليّ منهم، أما علي بن أبي طالب فانه أخي، وابن عمي، وخليفتي، ووصيي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد وفاتي، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وهو مولى كل تقي، بولايته صارت أمتي مرحومة، وإنما بكيت على ما يحل بهم بعدي من غدر الأمة، وانه يزال عن مقامه ومحله ومرتبته التي وضعه الله فيها، ثم لا يزال كذلك حتى يضرب على قرنه في محرابه ضربة تخضب لحيته ورأسه في بيت من بيوت الله، في أفضل الشهور شهر رمضان، في العشر الأواخر منه، يضربه بالسيف شر الخلق والخليقة، ثم استعبر وبكى بكاءً شديداً عالياً . وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) في الأيام الأخيرة ينعى نفسه ، وكان (عليه السلام) يدعو ويسأل من الله تعجيل الوفاة وتارة يكشف عن رأسه ويرفع يديه للدعاء قائلاً: اللهم إني قد سئمتهم وسئموني ومللتهم وملّوني، أما آن أن تخضب هذه من هذه – ويشير إلى هامته ولحيته -.

كما انه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يمسح الغبار عن وجهه ويقول: يا علي لا عليك، قضيت ما عليك. وكان الإمام قد بلغ من العمر ثلاثاً وستين سنة، وفي شهر رمضان عام أربعين للهجرة كان الإمام يفطر ليلة عند ولده الحسن وليلة عند ولده الحسين وليلة عند ابنته زينب الكبرى زوجة عبد الله بن جعفر وليلة عند ابنته زينب الصغرى المكنات بأم كلثوم.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights