تحقيقات وتقارير

مجلة أمريكية: اقصاء البرزاني ضروري “لاستقرار العراق” وحان الوقت لتقاعده

شبكة عراق الخير :

لما يزيد عن عشرين عاما، سمحت الولايات المتحدة لخوفها من “التمردات المسلحة” التي يقودها طالباني داخل

العراق بتشكيل سياستها الداخلية حول الأوضاع في العراق، وحان الوقت لايقاف ذلك، هذا ما افتتحت به مجلة

الناشيونال انترست الامريكية مقالها المنشور في الثالث عشر من ابريل الحالي، كاشفة عما وصفته بــ “صفقات

فساد”، تربط عائلة برزاني بمسؤولين أمريكيين، وسمحت لهم من خلالها بالسيطرة على مقدرات الإقليم بشكل

كامل وإقامة “نظام دكتاتوري عائلي”، على حد وصفها.

الموقف الذي طرحته المجلة الامريكية المرتبطة بالاحزاب الامريكية المحافظة، تاتي بالتزامن مع “قلق امريكي”

من استمرار الخلافات الداخلية بين الأحزاب الكردية والتي خلقها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود

برزاني، مع الأحزاب الكردية الأخرى، وعطلت تشكيلة الحكومة المقبلة التي تامل الولايات المتحدة من خلالها

تحجيم نفوذ الأحزاب التي تتهمها بالارتباط بايران، بحسب ما بينت المطلع في تقرير سابق.

الدعوات الامريكية التي باتت تتزايد بشكل ملحوظ لعزل عائلة الطالباني عن السلطة في العراق، وإيقاف الدعم

الأمريكي الذي وصلت قيمته الى 240 مليون دولار سنويا عن تلك الأحزاب، تاتي بالتزامن مع ارتفاع ردود الفعل

الدولية حول ازمة النزوح الكردي من مناطق كردستان العراق الى الدول الأوروبية، هربا من النظام الشمولي

داخل إقليم كردستان، على حد وصفها، مبينة، ان الدعم الأمريكي المستمر لعائلة برزاني، والتعامل معها على انها

“الحليف الوحيد الموثوق في العراق” قاد الى خلق ذلك النظام الشمولي، وتحويل مسعود برزاني، الى “شخصية

مغرورة” في تعاملاتها مع الولايات المتحدة.

برزاني يقوم بــ “ابتزاز” الولايات المتحدة ومسؤولين أمريكيين متورطين بقضايا فساد مع عائلته 

وقالت المجلة في مقالها، ان العلاقات الشخصية التي تربط بين مسعود برزاني وبعض المسؤولين الأمريكيين

ظهرت من خلال موقف المبعوث الأمريكي الخاص الى العراق لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي بريت مكورغ، والذي

صدرت له تعليمات منالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية حينها مايك بومبيو، لحث مسعود

برزاني على دعم ترشيح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية عقب انتخابات عام 2018، الامر الذي لم ينفذه

مكورغ.

واتهمت المجلة مكورغ بامتلاكه “علاقة شخصية” مع عائلة بزراني، دفعته الى التغاضي عن أوامر الإدارة الامريكية

بدعم صالح، والتوجه نحو دعم فؤاد حسين الذي كان يشغل منصب رئيس اركان الحزب الديمقراطي الكردستاني

الذي يقوده برزاني، للمنصب بدلا عن صالح، مبينة، ان جهود بومبيو ومسعود فشلت في النهاية في تمرير فؤاد

حسين للمنصب، وساهمت بالكشف عن طبيعة العلاقات “المشبوهة” التي يمتلكها برزاني مع بعض المسؤولين

الأمريكيين.

وتابعت “بين مكورغ موقفه خلال اجتماع مغلق مع بعض الساسة العراقيين، حيث اكد، ان اختيار أي رئيس

جمهورية اخر غير رجل برزاني، سيؤدي بالاخير الى التحرك نحو تقويض السيادة العراقية والنظام السياسي

الحالي”، الامر الذي وصفته الشبكة بانه “ابتزاز يمارسه برزاني للبيت الأبيض ويدفع من خلاله الأخير الى العمل

على تمرير مصالحه الخاصة على حساب الأهداف التي تضعها الولايات المتحدة في العراق”.

برزاني ومن خلال علاقاته “المشبوهة” مع المسؤولين الأمريكيين في العراق، والتهديد بتنفيذ “انفصال سياسي”

لكردستان في حال فشل الولايات المتحدة بدعم مطالبه من الحكومة العراقية وتمرير مصالحه “العائلية”، مارس

اعمال “ابتزاز” مستمرة ضد البيت الأبيض بحسب المجلة، اعمال الابتزاز هذه قادت الى “التاثير السلبي على

سياسة الولايات المتحدة داخل العراق وعلاقتها مع الحكومة المركزية”.

كما وقام برزاني مستغلا “علاقات عمل مشبوهة” مع بعض المسؤولين الأمريكيين، باستخدام نفوذهم

الدبلوماسي داخل البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية لتمرير مصالحه العائلية الخاصة والتاثير على بغداد

والحكومة الامريكية بشكل سلبي، حيث يملك العديد من أولئك المسؤولين عقود اعمال خاصة مع حكومة

كردستان العراق تم وضعها وتسهيل تمريرها عبر الحكومة التي يتحكم بها برزاني، على حد تعبير المجلة.

الولايات المتحدة “توقفت عن محاربة الفساد” خوفا من ازعاج برزاني.. الرجل مصاب “بالغرور” 

الناشيونال انترست قالت أيضا، ان المسؤولين الأمريكيين وخلال اجتماعاتهم ومقابلاتهم مع نظرائهم العراقيين في

بغداد، كان يضطرون للذهاب الى أربيل لمقابلة برزاني الذي كان يطالبهم بالحضور الى “قصره الذي يقع على

احدى التلال في أربيل”، الامر الذي “عزز من شعور برزاني الشخصي بالغرور وبامتلاكه السلطة القادرة على

التحكم بالولايات المتحدة ونفوذها الدبلوماسي وقادتها العسكريين”.

الخوف الأمريكي من قيام برزاني باعمال “انفصالية” ضد الحكومة العراقية بعد الاستفتاء غير القانوني الذي قام به

حزبه خلال عام 2017، على حد قول الصحيفة، تسبب بقلق لدى الإدارة الامريكية من إعادة برزاني لتلك الجهود

مرة أخرى في حال “عدم رضاه” من عائدات العلاقة التي يملكها بالبيت الأبيض والمسؤولين الأمريكيين، الامر الذي

أدى بحسب الصحيفة أيضا، الى رفع نسبة “غروره الشخصي” في التعامل مع الأمريكيين.

وتابعت المجلة بالتأكيد على ان العلاقات التي يملكها برزاني وعائلته بالمسؤولين الأمريكيين، عطلت من جهود

مكافحة الفساد داخل حكومة إقليم كردستان العراق، مبينة، ان تلك العلاقات وصلت الى درجة التاثير على قائد

القوات الامريكية السابق في العراق ديفيد بترايوس، والذي حاول التحرك إزاء الفساد المستشري بالاقليم قبل

إيقافه من قبل مسؤولين أمريكيين اخرين تحت ذريعة الخوف من “ازعاج” برزاني وسلطته، مما أدى الى استفحال

الفساد داخل الإقليم بشكل اكبر، وقاد الى احد اكبر موجات النزوح الكردية من داخل الإقليم الى دول أوروبا.

المجلة كشفت أيضا عن ممارسة حكومة وحزب طالباني لاعمال “تقوض” من السياسة الامريكية داخل العراق،

مؤكدة، ان روسيا تحظى بالعديد من الصفقات السياسية والاقتصادية المربحة في كردستان العراق تحت رعاية

وتعاون حكومة برزاني وبشكل يخالف الرغبات الامريكية، بالإضافة الى قيام مسرور برزاني بالكشف عن معلومات

سرية وعسكرية أمريكية حساسة الى الحرس الثوري الإيراني مقابل تامين “مصالح شخصية”.

كما وكشفت أيضا عن وجود ما وصفته بــ “ابتزاز على مستوى شخصي” تقوم به عائلة برزاني لمسؤولين

أمريكيين، موردة تصريحات لمسؤولين في وكالة الاستخبارات الامريكية، تحدثوا عن “مطالبات يقوم بها نيجرفان

برزاني للمسؤولين بمنح بعض افراد عائلته الجنسية الامريكية خلافا للقواعد والقوانين النافذة في البلاد، بالإضافة

لطلبات أخرى غير مناسبة، مستغلا العلاقات الشخصية والاعمال التجارية التي تجمع الطرفين كوسيلة ضغط”.

اقصاء برزاني ضروري “لاستقرار العراق” وحان الوقت لتقاعده ورميه في “مزبلة التاريخ” حيث ينتمي

الدعم الأمريكي المستمر لحكومة وعائلة برزاني خلال العشرين عاما المنصرمة، قادت الى خلق نظام شمولي

ديكتاتوري في كردستان العراق، على حد وصف الصحيفة، قاد في النهاية الى موجة نزوح كبيرة للمواطنين الاكراد

الذين لم يهربوا من بلادهم بسبب الحروب والنزاعات السياسية، لكن “من بطش وفساد عائلة برزاني بالسلطة”.

الفساد المستشري في النظام الذي تقوده عائلة البرزاني والسلطوية التي تمنع أي انتقاد وتحكم كردستان

بقبضة حديدية أدى الى غرق ووفاة العديد من المواطنين الاكراد الذين حاولوا الوصول الى بريطانيا ودول أوروبا

هربا من النظام وفساده، على حد قولها، مبينة، ان “فساد عائلة برزاني وصل الى مرحلة عرضت التيار الصدري،

الذي يتهم بالفساد بدوره، الى الانتقاد الشديد بسبب محاولات التحالف مع عائلة وحزب برزاني”، في إشارة الى

حجم الفساد الذي تحكم به العائلة إقليم كردستان العراق.

وتابعت “ان تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع عائلة برزاني على انها الوحيدة التي تملك القدرة على قيادة

إقليم كردستان العراق، وتجاهلها المستمر لضرورة الوقوف بوجهه ونظامه، أدت الى تضخيم شعور برزاني

الشخصي بالأهمية الذاتية والتي ترجمت الى مواقفه التي ترى في الولايات المتحدة أداة لتحقيق غاياته ومصالح

عائلته الشخصية، الامر الذي قاد الولايات المتحدة الى الوضع الحالي، حيث تجد نفسها مضطرة لتغيير سياستها

حول العراق بما يتناسب مع رغبات وطموحات برزاني”.

المجلة شددت أيضا على ضرورة “عزل برزاني وعائلته عن السلطة” لما لها من “تأثير سلبي على مصلحة العراق

وسيادته”، مؤكدة، ان الولايات المتحدة لو كانت اتخذت موقفا يضع حدا لبرزاني وطموحاته، لعملت على “تحقيق

استقرار سياسي وأمني أكبر بأشواط في العراق من الذي عليه الان”، داعية البيت الأبيض وسفيرة الولايات

المتحدة الجديدة الى العراق الينا رومينووسكي، الى وضع حد لــ “ابتزاز برزاني للولايات المتحدة والحكومة

العراقية” بشكل نهائي لضمان ما وصفته بــ “وضع العراق على مسار صحيح يحقق للبلاد النمو الاقتصادي

والاستقرار السياسي المناسبين”.

المجلة انهت مقالها بالقول “ان الوقت قد حان لانهاء العصيان البرزاني والذي يقوض من امن مستقبل العراق

ومصلحة الولايات المتحدة في المنطقة”، متابعة “الوقت قد حان أيضا لانهاء خداع برزاني والسماح له بالتقاعد

والذهاب الى مزبلة التاريخ حيث ينتمي”، على حد قولها.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights