تحقيقات وتقارير

الصلاة الموحدة رسائل صدرية لـ “ثورة بيضاء”والإطار التنسيقي يرد

شبكة عراق الخير :

خلال الصلاة “المليونية“، رمى الصدر اسهم الانتقاد للاطار ووجه التحذيرات من تشكيل حكومة لا ترعى الإصلاح،

بينما فتح الباب امام التكهنات باندلاع احتجاجات جديدة في حال لم يطبق الخصوم ما طرحه من نقاط ودعوات.

انهى التيار الصدري وجمهوره صلاة الجمعة التي أقامها ظهر اليوم الجمعة في مدينة الصدر بمشاركة شعبية

كبيرة، بعد أيام من التحشيد والدعوات والترجيحات بانطلاق احتجاجات جديدة، حيث تضمنت خطبة الجمعة

مجموعة من التوجيهات الى القوى السياسي خاصة بتشكيل الحكومة وحل الفصائل المسلحة، بمباركة زعيم

التيار مقتدى الصدر وتحذيرات أرسلها الى خصومه السياسيين.

المجرب لا يجرب

وشدّد الصدر، اليوم الجمعة (15 تموز 2022)، على عدم إعادة المجرب وتكرار المأساة القديمة، فيما أشار الى أنه

“لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت”.

وألقى خطيب صلاة الجمعة محمود الجياشي خطبة الصدر في الصلاة الموحدة بمدينة الصدر وأكد فيها الصدر على

أنه “إذا أرادوا تشكيل الحكومة فعليهم الالتزام بإخراج الاحتلال ،وأن أول خطوات التوبة محاسبة فاسديهم بلا تردد

،وبعيداً عن الاحتلال وتدخلاته”.

وأضاف الصدر بحسب كلمته، “إنني كما طالب السيد الوالد حينها بتوبة بعض شرائح المجتمع آنذاك ،فإنني أدعو

الكتل السياسية ،وبالأخص الشيعية الى التوبة الى الله ،ومحاسبة فاسديهم تحت طائلة قضاء نزيه غير مسيس أو

مفصل على مقاس الفساد”.

وأضاف: “كلنا سمعنا بمقولة (المجرب لا يجرب) واردفناها (بالشلع قلع) فلا تعيدوا المجرب فإنه سيستمر بغيه ،فلا

نريد أن تُعاد المأساة القديمة ويُباع الوطن ،وتتكرر سبايكر والصقلاوية ،وغيرها الكثير من صفقات مشبوهة

،والرضوخ للغرب أو الشرق واستمرار معاناة الشعب”.

تابع: “إنني لست ناطقاً باسم المرجعية ،ولكن كلنا يعلم أن المرجعية قد أغلقت بابها أمام جميع السياسيين بلا

استثناء ،وهذه سُبة بالنسبة للسياسيين الشيعة ،لذلك أطالبهم بطلب العفو منها بعد التوبة من الله، وأن أغلبهم

غير مقتنع أن حب الوطن من الإيمان وأصبحت توجهاتهم خارجية ،لذلك أطالب بتجذير حب الوطن ،والتعامل مع

الدول بالمثل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وترك التبعية المقيتة”.

وأشار الى أنه “لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت ولذلك عليهم التحلي بالشجاعة

وإعلان حلّ جميع الفصائل وإبعاد المحتل وإن عاد عدنا أجمع”.

إعادة تنظيم الحشد الشعبي

ولفت الصدر الى ضرورة “إعادة تنظيم الحشد الشعبي وإبعاده عن التدخلات الخارجية” مشيراً الى أنه “باسمي

وباسم الحشد الشعبي نشكر أهالي المناطق المحررة بعد أن رضوا بنا محررين ،ولولا تعاونهم لما حررت الأراضي

المغتصبة فلا منة للحشد عليهم ،ومن هنا وحفاظاً على سمعة الحشد الشعبي يجب إعادة تنظيم الحشد

الشعبي، وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة والاعتناء بالمجاهدين منهم ،وإعطائهم حقوقهم ،وعدم

تفرقتهم عن القيادات بالامتيازات ،وترك المحسوبيات ،وإبعاد الحشد عن التدخلات الخارجية ،وعدم زجهم بحروب

طائفية أو خارجية ،وإبعاد الحشد عن السياسة والتجارة حباً وحفاظاً على سمعة الجهاد والمجاهدين”.

وأكد:”جيش العراق وشرطته يجب أن يحترما ويحفظ دمهما ،ووقف الاعتداء عليهما ،ويجب أن يكونا في مقدمة

باقي التشكيلات ،وإبعادهما عن المحتل والتدخلات الخارجية فقوتهما قوة للعراق وشعبه، ويجب الاعتناء بأهالي

المناطق المحررة ،وإبعاد التجار الفاسدين عنهم ،وأن تبنى هذه المناطق من أهلها ،وعدم التغافل عن مناطق

الوسط والجنوب أيضاً”.

ثورة الصدر “البيضاء”

ولم يستبعد المراقبون للشان السياسي ان تكون هناك احتجاجات او “ثورة” يستعد الصدر لاطلاقها قريبا بعدما

أوصل اشعارات خلال خطبة صلاة الجمعة اليوم.
ويرى المحلل السياسي قاسم بلشان في حديثه صحفي، ان “التيار الصدري فرض نفسه على الواقع بانه تيار

شعبي ويمثل شريحة كبيرة من الشعب على عكس بعض القيادات السياسية النظيرة للصدر والتي هي بعيدة

نوعا ما عن الجمهور”.

وأضاف بلشان ان “الصدر أطلق مصطلح ثورة الصدر ولم يقول ذلك جزافا وانما قد يكون الصدر اعد العدة لاطلاق

ثورة وهذه المرة تكون بيضاء سلمية ربما عن طريق عصيان مدني او احتجاجات في المنطقة الخضراء”.

واكد انه “من المستحسن على القوى السياسية ان تجلس جلسة مصارحة ويحاولوا حلحلة الأمور حتى لا يدخل

العراق في فتنة قد تحرق الأخضر واليابس“.

رسائل الى قوى الاطار

ومثلما كان متوقع لم تخلو كلمة الصدر من رسائل الى القوى السياسية في الاطار التنسيقي التي تنوي المضي

بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ان اصبح الاطار يمتلك الأغلبية في البرلمان.

ويقول الباحث السياسي باسل الكاظمي في تصريح ، ان “الصدر أراد ان يبين بان لا توجد جهة سياسية او زعامة

تمتلك مثل تلك القاعدة الجماهيرية الكبيرة ولا يوجد له منافس”.

وأضاف الكاظمي ان “الصدر ارسل رسالة الى كثير من الأطراف واهمها الاطار التنسيقي انه حتى وان كان خارج

السلطة التشريعية او التنفيذية فبأماكنه ان يقلب الطاولة”.

وبين ان “الصدر أراد ان يبين بان لا سياسي مقدس والكل يخضع للمساءلة ولا يمكن لأحد ان يهرب من الحساب”.

وأوضح ان “البعض كان يراهن على ان ابتعاد التيار الصدري عن العملية السياسية هو فتح المجال امام باقي

الأطراف لتشكيل الحكومة وهذا وهم”.

انتقاد “المسيئين” للحشد

ولاقى حديث الصدر عن الحشد الشعبي وضرورة إخراجه من المدن المحررة تداولا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث نشر عدد كبير منشورات تساند الحشد وتذّكر بالموقف البطولي له في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي وفتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الدينية العليا، بينما يؤكد مراقبون ضرورة تحديد الجهات المسيئة للحشد التي انتقدها الصدر.

واكد المحلل السياسي رياض الوحيلي في تصريح، ان “الصدر أشار الى الحشد الشعبي بشكل مباشر في كلمته وربما يقصد وجود جهات داخل الحشد تسيء للحشد”.
واردف الوحيلي انه “كان على الصدر ان يحدد من هي تلك الجهات لكون الحشد الشعبي اليوم هو مؤسسة رسمية تابعة للدولة العراقية وشرعت بقانون والسلاح الذي تملكه هو سلاح رسمي”.
ولفت الى ان “الحشد الشعبي لا يسمح لأي جهة سياسية ان تتدخل في شؤونه وتوجيهاته تأتي من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي”.

ولم يغب الحديث عن الحشد والفصائل المسلحة من أي كلمة للصدر في السنوات القليلة الأخيرة حيث دعا في

اكثر من مناسبة الى انهاء السلاح المنفلت و”تصفية” الحشد من المسيئين.

وبين رسائل الصدر الشعبية الحراك السياسي لتشكيل الحكومة، يزداد المشهد السياسي ضبابية حيث كان من

المرجح ان يحسم الاطار مرشحه لرئاسة الحكومة بعد عطلة العيد بينما لم يحسم ملف رئاسة الجمهورية هو الاخر

لغاية اليوم.

وفي السياق ذاته، اعتبر السياسي العراقي ليث شبّر، صلاة الجمعة الموحّدة، بأنها “أول رسالة مباشرة لمن

سيشكل الحكومة الجديدة”. ورأى شبّر في حديث مع “العربي الجديد”، أن “هذا التجمّع الصدري الكبير هو

ممارسة تعبوية لتحركات جماهيرية لما بعد صلاة الجمعة كمثل محاصرة المنطقة الخضراء ومجلس النواب

والاعتصام فيهما”. وأضاف: “إعلان زعيم التيار الصدري الانسحاب من تشكيل الحكومة لا يعني أنه ترك المشهد،

وستكون له قرارات تصعيدية في المرحلة المقبلة لمنع تشكيل أي حكومة تريد إعادة المحاصصة والتوافق”.

من جهته، قال رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري،  إن صلاة الجمعة في مدينة

الصدر “تحمل أكثر من رسالة، والهدف الأول منها هو تجميع الصدريين وتوحيدهم عقائدياً وسياسياً، وهذه الصلاة

ستكون فيها رسائل سياسية”. وبيّن أن “الرسائل السياسية التي ستوجّه من خلال صلاة الجمعة الموحّدة،

ستكون بشكل مباشر إلى قوى الإطار التنسيقي، خصوصاً أن هذه الصلاة تأتي قبل عملية الذهاب نحو الاتفاق

على تشكيل حكومة توافقية، وهذا ما يرفضه الصدر وجمهوره، وقوى شعبية أخرى”.

وأضاف الشمري أن الصلاة الموحّدة “هي الخطوة العملية الأولى نحو إعلان رفض حكومة التوافق، ورفض تبعية

العراق لأي قرار خارجي، وهذه الصلاة هي الخطوة الأولى نحو الشروع في عملية الرفض السياسي وإعلان

المعارضة الشعبية”، متابعاً “لهذا من الممكن أن تحصل بعد الصلاة خطوات شعبية لرفض تشكيل أي حكومة

توافقية وأي حكومة تريد التبعية للعراق”.

الاطار التنسيقي يرد

وعقد الاطار التنسيقي اجتماعه الاعتيادي رقم 101 لمناقشة مجمل التطورات السياسية وبالأخص موضوعة

تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية

اقر الاطار التنسيقي انعقاده الدائم في جلسة مفتوحة ومستمرة لاختيار رئيس الوزراء خلال الايام القليلة القادمة

وفق الاليات التي وضعها الاطار لذلك

كما يدعو الاطار التنسيقي رئاسة مجلس النواب الى عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية خلال هذا الاسبوع لغرض اكمال الاستحقاقات الدستورية

يجدد دعوة الاطراف الكردية الى تكثيف حواراتهم والاتفاق على شخص رئيس الجمهورية او الية اختياره، قبل عقد

جلسة مجلس النواب من اجل الاسراع في اكمال متطلبات تشكيل الحكومة والمباشرة بتنفيذ خطوات البناء

والاعمار والخدمات وغيرها مما ينتظره شعبنا الا

المصدر المطلع ووكالات

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights