طعمة التميمي .. التأثير المبتكر

طعمة التميمي : هو لايشبه احداً، متأمل الخطى، واضح الفعل ودقيق الملاحظة، قناعاته ثابتة مادامت تقدم فناً تمثيلياً راقياً

مهمته خدمة الانسان وتعميق مفاهيمه الانسانية وزرع حدائق الجمال بين ثنايا روحه، الاحرص في فهم مايدور حوله ويسهم فيه، روح قلقة بشكل ملفت للنظر يتلاشى القلق حين يقف امام الكاميرات مجسداً عملاقاً بعد ان فهم الابعاد النفسية والفكرية.

جسد طعمة التميمي وطبقات صوته المعباة بالاختلاف اعطته سمات خاصة به لا تتوافر عند غيره،حين وقف مجسداً دور جلجامش كان امام محنة الاداء التي لم يستقر المخرج سامي عبد الحميد عندها، ثمة مفهوم غريب انبثق عند تقديم ملحمة جلجامش مسرحياً، مفهوم الاداء الفخم المصحوب بارتفاع طبقات الصوت وحدتها في امكنة لاضرورة لارتفاعها.

كان طعمة التميمي يبحث عن مخرج لهذه الورطة التمثيلية،وقد ازدادت قسوة حين وجد نفسه يقف وسط دائرة من الاصوات الفخمة الاداء العالية الطبقات، روح المسرح ومفاهيمه الادائية وهي مختلفة عن السينما والتلفاز والاذاعة ظلت تلاحقة مع

محاولات للتخلص منها بمساعدة المخرجين وهذا ما كان عليه وهو يؤدي شخصية رحومي في الذئب وعيون المدينة وهي من الشخصيات الغريبة التي تحمل بين ثناياها الكثير من الوعي الكامن والذي يحتاج الى اشهار وهذا ما كان في نهاية الامر.

حيرة التميمي تتصاعد حين يقف امام رجب الذي جسده قاسم الملاك بمكنة يحسد عليه، كوميديا ملفوفة بوهم الفطرة وغرابتها والتي ظلت ميزان التواصل بين الشخصيتين دون تمكن طعمة التميمي من اجتياز الخط الوهمي والتفاعل مع اداء الملاك الكوميدي، في الاذاعة مكنة الصوت هي التي اعطت لطعمة التميمي تميزاً مدروساً استطاع من خلاله اتقان الاداء ومنح الشخصية المجسدة هوية اتصالية مع المتلقي جديرة بالاحترام.

لم تخلو تجربة التميمي من اعتيادية الاداء وخلوه من اضافات التجسيد، ذلك لان الشخصية المكتوبة خالية من الصراع منتمية الى السائد العام والثابت الملامح.

قدرات طعمة التميمي وذائقته الفنية العالية جعلتاني ذات مرات ان يكتب في النقد التلفزيوني والسينمائي ،كان يضحك بعمق مودته وهو يقول (خلينه بشغلتنه احسن .. وخلي النقد لاهله) !! .