عندما تسلم الملك فريدريك العاشر العرش في الدنمارك، دخلت البلاد حقبة جديدة بعد تنازل مفاجئ من والدته الملكة مارغريت الثانية، وتعدت مارغريت الثانية الملكة الوحيدة المعروفة للكثيرين في الدنمارك، ولكن تنازلها عن العرش بعد حكم استمر لأكثر من خمسة عقود، فتح الباب أمام ابنها السابق وولي العهد الأمير فريدريك لخلافتها، وتمت عملية التنازل في اجتماع لمجلس الوزراء بقصر كريستيانسبورغ في العاصمة كوبنهاغن، حيث وقعت مارغريت إعلان تنازلها عن العرش، وهكذا تم نقل التاج رسميًا إلى فريدريك، وفقًا لهيئة الإذاعة الدنماركية (DR).
إقراء أيضًا: ولي عهد البحرين هجوم حماس عمل بربري ورد اسرائيل مرفوض
الملك الجديد في الدنمارك
من المتوقع أن يظهر الملك الجديد وزوجته الأسترالية المولد على شرفة القصر قريبًا، وسينضم إليهم رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن للإعلان رسميًا عن تولي الملك العرش، وهذا هو التقليد المتبع منذ دستور عام 1849، ورغم الطقس البارد تجمع الآلاف في شوارع كوبنهاغن لشهادة هذه اللحظة التاريخية.
حيث يعتبر تنازل مارغريت الثانية البالغة من العمر 83 عامًا، حدثًا تاريخيًا، حيث كانت أطول ملوك أوروبا في فترة حكمها وآخر ملكة في العالم، وأعلنت هذا القرار المذهل في خطاب مباشر قبيل بداية العام الجديد.
سبب تنازل الملكة مارغريت الثانية عن الحكم
بعد العملية الجراحية التي أجريت لها مؤخرًا في ظهرها، صرحت الملكة مارغريت الثانية بأنها كانت تفكر في ما إذا كان الآن هو الوقت المناسب لنقل المسؤولية إلى الجيل القادم، وبعد التفكير العميق، قررت أن الآن هو الوقت المناسب لتنازلها عن العرش.
اقرا المزيد :ملكة الدنمارك تعلن تنازلها عن العرش في 14 يناير 2024
وعلى الرغم من أنها لم تعد العاهل الحاكم، إلا أن مارغريت ستحتفظ بلقب صاحبة الجلالة ومن الممكن تنصيبها كوصية بالإنابة وفقًا للبيت الملكي الدنماركي وبالتالي، ستتمكن من أداء واجباتها كقائدة للدولة عندما لا يتمكن الملك فريدريك أو ولي العهد كريستيان من القيام بذلك، مثل حالتين يكونان في الخارج.
ويمكن لشقيق فريدريك الأمير يواكيم وخالته الأميرة بينيديكت وغيرهما من أفراد العائلة المالكة الدنماركية تولي دور الوصي إذا اقتضت الحاجة، وبالنسبة للاحتفال فإن النظام الملكي الدنماركي لا يتضمن تتويجًا تقليديًا وبالتالي، لا يتوقع حضور زعماء العالم وشخصيات رفيعة المستوى، وعلى الرغم من ذلك، فإن الدنمارك تشهد استمرار دعم شعبي قوي للنظام الملكي، حيث خرجت حشود كبيرة للتصويت في الاستفتاءات الأخيرة.
في النظام الدستوري للدنمارك، يقوم أفراد العائلة المالكة بدور رمزي ومهم إلى جانب توقيعهم على التشريعات الجديدة، وتكون السلطة الفعلية في يد البرلمان المنتخب والحكومة، وتقع مقر الحكومة في قصر كريستيانسبورغ في العاصمة كوبنهاغن، وقام الملك فريدريك العاشر بزيارة الوداع للملكة مارغريت الثانية بصفته وليًا للعهد قبل أن يغادر بصفته العاهل الحاكم للدنمارك وجرينلاند وجزر فارو.
إقراء أيضًا: حفل خطبة ريم سامي من طارق هيمن
احتفالات في أستراليا
تتابع أستراليا بشغف قصة العاهل الجديد والملكة الأسترالية، وقد احتفلت الحكومة الفيدرالية بهذه المناسبة الخاصة من خلال هدية فريدة تمثلت في تبرع بمبلغ 10,000 دولار أسترالي لحماية حيوان الشيطان التسماني المعرض للانقراض في ولاية ماري الأصلية.
وقد صرح رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بأن القصة الملكية لولي العهد الأمير فريدريك وولية العهد الأميرة ماري من الدنمارك قد لاقت تفاعلًا كبيرًا من الأستراليين وأصبحت جزءًا من قلوبهم، وتعتبر ماري التي نشأت في تسمانيا جزءًا مهمًا من هذه القصة، ولذلك فإن الاحتفال بالمناسبة يأتي بالتبرع لحماية حيوان الشيطان التسماني.
تتواصل الاحتفالات في أستراليا برفع الأعلام الدنماركية وتنظيم فعاليات خاصة تكريمًا للملكة الجديدة وتظل هذه القصة الملكية محط اهتمام الجمهور، بدءًا من لقاء صدفة بين ماري وفريدريك في سيدني وحتى حفل الزفاف الكبير وولادة ابنهما الأول الأمير كريستيان، وتعكس هذه التفاصيل الرومانسية والمميزة قصة حب ملهمة تحظى بتأييد وتقدير الأستراليين.
تعد العائلة الملكية الدنماركية جزءًا من الثقافة الأسترالية وتحظى بشعبية كبيرة في البلاد، مما يجعل الاحتفالات والتكريمات للملكة الجديدة محط أهمية خاصة بالنسبة للأستراليين، ومن المتوقع أن يستمر الدعم والتعاطف مع العائلة الملكية في أستراليا في المستقبل.
وبهذه الطريقة تستمر الاحتفالات في أستراليا بمناسبة تنازل الملكة مارغريت الثانية عن العرش وتولي ولي العهد الأمير كريستيان المسؤولية الجديدة، وتعبر الأستراليين عن دعمهم وتقديرهم للعائلة الملكية الدنماركية وتاريخها الملهم.
