تحقيقات وتقارير

محمية ساوة في جنوب العراق تتحول الى مقبرة غزلان الريم العراقية

محمية ساوة هي محمية طبيعية تقع في محافظة المثنى جنوب العراق، أنشئت عام 2007. على أرض مساحتها 500 دونم. وتُعد أكبر محمية للحياة البرية في العراق.

وتتميز محمية ساوة ببيئتها الصحراوية المتكاملة. ويوجد بالمحمية مجموعة من الحيوانات البرية أهمها غزال الريم والنعام، بالإضافة إلى النباتات الصحراوية.

غزلان الريم هو أحد أنواع الغزلان التي تتواجد في منطقة واسعة من آسيا الوسطى والغربية بما فيها جزء من إيران وجنوب

غرب باكستان وصحراء غوبي، بالإضافة لشبه الجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا.

تسمّى هذه الحيوانات بالغزلان الدرقيّة بسبب انتفاخ عنق الذكور وحلقها خلال موسم التزاوج، إلا أن هذا الانتفاخ لا

محمية ساوة في جنوب العراق تتحول الى مقبرة غزلان الريم العراقية
محمية ساوة في جنوب العراق تتحول الى مقبرة غزلان الريم العراقية

اقرأ ايضا : أغرب الإماكن الطبيعية في العراق والاكثر اثارة وجمالاً “تعرف عليها”

يعتبر تورما درقيا حقيقيا يعزى سببه إلى تضخّم في الغدة الدرقية. وتجدر الإشارة إلى أن الريم هو أيضا اسم

يطلق على نوع أخرى من الغزلان التي تسكن شمال أفريقيا. موطنه

كان موطن الغزلان الدرقية يمتد في السابق من جنوبي شبه الجزيرة العربية

عبر اليمن، السعودية، عُمان، الإمارات، تركيا، إيران، العراق، أفغانستان، باكستان، القوقاز، آسيا الوسطى

السوفياتية سابقا (تركمنستان، طاجيكستان، أوزباكستان، كازاخستان)، ومن غرب الصين وصولا إلى

جنوبي منغوليا. إلاّ أن هذا الموطن قد تقلّص بشكل كبير منذ بداية القرن العشرين، وتعتبر هذه الغزلان الآن

منقرضة في العديد من الدول مثل جورجيا، الكويت، سوريا، واليمن، كما أنها شارفت على الانقراض في الأردن.

تسكن الغزلان الدرقية السهول الرمليّة والحصويّة بالإضافة للهضاب الكلسيّة، وهي قادرة على العدو بسرعة كبيرة إلا أنها لا تقفز خلال هذه الفترة بل تخبو بطريقة مماثلة لأنواع الغزلان الأخرى.

تهاجر هذه الحيوانات بشكل موسمي عبر معظم أنحاء موطنها، ويتنقل القطيع لمسافة تتراوح بين 10 و30 كيلومترا

في اليوم خلال الشتاء، وتنخفض هذه المسافة إلى ما بين كيلومتر واحد و3 كيلومترات تقريبا خلال الصيف.

تعيش هذه الغزلان في مجموعة واسعة من المساكن الصحراوية وشبه الصحراويّة، فهي تتواجد في المناخات

المسطحة والمكشوفة، إلا أنها تفضل المناطق الهضابيّة ذات رقع الأعشاب، والوديان بالإضافة للمناطق ذات

التلال، وهي تتفادى الأجراف الصخرية والغابات الكثيفة بالإضافة للأراضي المستخدمة في الزراعة والمناطق

المخصصة لرعي الماشية كما المناطق الخالية من الأودية والأفاجيج.

اقرا ايضا : عملية سرية للموساد لجلب الغزلان الفارسية من ايران

يحد من انتشار هذه الغزلان في الشمال عمق الثلج خلال فصل الشتاء، بما أن هذه الحيوانات لا تقدر أن تعثر على

غذائها في المناطق التي يتراوح فيها عمق الثلج من 10 إلى 15 سنتيمتر، وفي هذه الحالة فإن هذه الغزلان

تتجمع في أعداد ضخمة تبلغ بضعة آلاف في المناطق المنخفضة لتتفادى الثلوج ثم تتوزع في مجموعات أصغر

على ارتفاعات أعلى بحلول الصيف.

تستطيع الغزلان الدرقية في الصين أن تعيش في مناطق على مستوى البحر وحتى علوّ 3,000 متر، كما يعرف عنها بأنها تتسلق حتى ارتفاع 3,500 متر خلال الأشهر الأكثر دفئا في كازاخستان.

تبحث غزلان الريم المتبقية في محمية ساوة، جنوب العراق، عن شيء لتأكله، بعد هلاك لحق بها وأدى إلى

انخفاض أعدادها من 148 إلى 87 رأساً في شهر واحد فقط، إثر انقطاع موارد الغذاء والجفاف وغياب الدعم

الحكومي.

اقرا المزيد : النسر هاربي الأقدم على وجه الأرض والأقوى من الذئب بـ ٦ مرات بالرؤيا والسمع

وحسب ما ورد في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، نفق نصف هذه الغزلان النادرة منذ 29 أبريل ولا شيء يمكن

فعله، فالأمطار كانت شحيحة هذا العام، وكذلك الدعم الحكومي بالأعلاف الضرورية لبقائها.

الطبيب البيطري تركي الجياشي مدير مشروع محمية ساوه الطبيعية في المثنى، قال «منذ يوم 29 أبريل، بدأ

هلاك الحيوانات»، وفي حين أن «توقف الإمدادات الغذائية بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية»، شكل سبباً

رئيسياً، إلا أن «العوامل المناخية أثرت بشكل كبير على غزلان الريم» أيضاً.

وفي المحمية وسط الصحراء، تبعثر ما بقي من هذه الغزلان البنية ذات القرون الرفيعة والوبر الصغير، وسط أرض

جرداء تخلو من الخضار، وقام البيطري بخلط المياه بدواء للحيوانات التي احتمت في الظل فيما الأرض من حولها

جافة تماماً، والأعشاب يابسة. ولا شيء لتأكله سوى كومة من القش، تجمعت حولها الحيوانات البالغة، وصغير

واحد.

ويعد العراق واحداً من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف

مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف الخمسين درجة مئوية. وبدأت انعكاسات ذلك تتجلى

في مفاصل عدة، مثل التراجع في زراعة الحنطة وأرز العنبر، وجفاف بعض البحيرات بسبب ندرة الأمطار والعواصف

الترابية المتكررة.

ويرتبط حيوان غزال الريم تاريخياً بالصحراء العراقية التي هي موطنه الأصلي، فضلاً عن توزعه في مناطق أخرى

في العالم مثل ليبيا ومصر والجزائر التي يصنفها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) على أنها من الأنواع

«المهددة بالانقراض».

اقرا ايضا : صيد الغزلان الجائر في العراق بدون رقيب !!!

 

محمية ساوة في جنوب العراق تتحول الى مقبرة غزلان الريم العراقية
محمية ساوة في جنوب العراق تتحول الى مقبرة غزلان الريم العراقية

وعلى مر السنوات، أدى «التطور التقني وزحف الاستثمارات الزراعية على الصحراء إلى تناقص أعداد الحيوانات

بالتدريج»، كما يشرح الجياشي. علماً بأنه توجد محميات أخرى لغزال الريم في العراق، أبرزها في ديالى وكركوك

والمدائن.

ويقول مسؤول في دائرة الغابات التابعة لوزارة الزراعة، فضل عدم الكشف عن هويته، «انخفض عدد غزلان الريم

في ثلاث محميات بحوالي 25 في المائة خلال السنوات الثلاث المنصرمة». وأضاف أن أعدادها في هذه المحميات

الثلاث هي 224 غزالاً.

اقرا المزيد : “فيروس” يحول حركة الغزلان إلى ما يشبه “الزومبي”

ويعزو هذا التناقص الكبير إلى «قلة التخصيصات المالية خلال السنوات الأخيرة»، فيما يؤثر التصحر على نسبة

«39 في المائة من الأراضي العراقية»، حسب كلمة لرئيس الجمهورية برهم صالح قبل أيام، أضاف فيها أن «شحة

المياه تؤثر الآن سلباً على كل أنحاء بلدنا، وستؤدي إلى فقدان خصوبة الأراضي الزراعية بسبب التملح». وقال

صالح إن «من المتوقع أن يصل عجزنا المائي إلى 10.8 مليارات متر مكعب بحلول عام 2035 حسب دراسات وزارة

الموارد المائية بسبب تراجع مناسيب دجلة والفرات والتبخر في مياه السدود، وعدم تحديث طرق الري».

لكن لإخراج المحمية من «واقعها» والحفاظ على ما تبقى من حيوانات، يقول الجياشي إنها تلقت مبلغ «مائة

مليون دينار (70 ألف دولار) من رئيس الجمهورية بهدف إنعاشها».

ويضيف: «ما دامت السيولة المالية تتوافر، فللمحمية خطط وإمكانات سوف تنتشلها من هذا الواقع إلى آخر أفضل

بكثير».

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights