وفاة الدكتور طارق السلماني في مدينة الدجيل بمحافظة صلاح الدين في العراق، وهو الطبيب المعروف بلقب “طبيب الفقراء”، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة المرضى والمحتاجين، وكان السلماني رمزاً إنسانياً عظيماً، حيث لم يكن يقتصر عمله فقط على ممارسة الطب، بل كان يعمل أيضًا على توعية المجتمع حول الصحة والوقاية من الأمراض ورغم تحديات الظروف ونقص الموارد.
إلا أنه لم يتوانَ عن تقديم الرعاية الطبية لمن هم في أمس الحاجة إليها وبفضل تضحياته وتفانيه، كان يحظى بحب واحترام الكثيرين، وكانت وفاته يوم السبت الموافق 14 أبريل 2024، بعد صراع مع مرض السرطان، صدمة كبيرة للمجتمع المحلي وللمجتمع الطبي على حد سواء، إذ فقدوا قامة إنسانية كبيرة تركت بصماتها الطيبة في قلوب الكثيرين.
اقرأ المزيد: تفاصيل الحرب الايرانية الاسرائيلية
وفاة الدكتور طارق السلماني
ولد الدكتور طارق السلماني في مدينة الدجيل، ونشأ في كنف عائلة كريمة حريصة على العلم والمعرفة درس الطب في جامعة الموصل، وتخرج بتفوق، ليبدأ مسيرته المهنية في قضاء الدجيل.
تميز الدكتور السلماني بكفاءته العالية وخبرته الواسعة في مجال الأنف والأذن والحنجرة، لكن ما جعله مميزاً حقاً هو إنسانيته الفائقة وحرصه على مساعدة المحتاجين. فكان يقدم خدماته الطبية بأسعار رمزية لا تتجاوز 250 دينار عراقي، أي ما يعادل 18 سنتاً فقط، في زمن باتت فيه تكاليف العلاج باهظة الثمن.
لم يكن الدكتور السلماني يبحث عن الشهرة أو الثراء، بل كان هدفه الوحيد هو مساعدة الناس وتخفيف معاناتهم. ولهذا، كان يرفض الظهور على وسائل الإعلام أو إجراء المقابلات الصحفية.
اقرأ المزيد: الهجوم الايراني على إسرائيل بعشرات المسيّرات والصواريخ
رحيل رمز إنساني
بعد وفاة الدكتور طارق السلماني طبيب الأنف والأذن والحنجرة، تفاعلت الجماهير العراقية بحزن عميق وتأثر كبير، خاصة في محافظة صلاح الدين التي كان يعتبر فيها رمزاً للإنسانية والعطاء، انتشرت رسائل الوداع والتعازي على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناس عن حبهم وتقديرهم للدكتور السلماني ولما قدمه من خدمات طبية وإنسانية للمجتمع.
فقد شارك أحد المرضى قصة نجاحه مع الدكتور السلماني على صفحته الشخصية على فيسبوك، حيث وصفه بأنه “ملاك يسري على الأرض”، مشيراً إلى أنه بفضل الله ثم بفضل الدكتور السلماني تم إنقاذ حياته، وأكد أنه لن ينسى تلك اللحظة ولن ينسى فضله أبداً.
كما عبر آخرون عن حزنهم العميق عند وفاة الدكتور طارق السلماني، مؤكدين أن الإنسانية والتضحية والتفاني التي قدمها الدكتور السلماني ستبقى خالدة في قلوبهم، ودعوا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
هذه الرسائل والتعليقات تجسد مدى التأثير الكبير الذي كان للدكتور السلماني على حياة الناس وعلى المجتمع بأسره، وتظهر العمق الذي وصلت إليه روحه الطيبة وجهوده الخيرة في خدمة الآخرين.
إرث يلهم الأجيال
ترك الدكتور طارق السلماني، برحيله، إرثًا عظيمًا يمتد ليُلهم الأجيال القادمة. فقد كان يمثل مثالًا حيًا على أهمية الإنسانية في ممارسة مهنة الطب. لم يكن مجرد طبيب يمارس مهنته لكسب المال، بل كان رسالته الإنسانية السامية تتجاوز حدود العمل الطبي اليومي.
وفاة الدكتور طارق السلماني يُعتبر خسارة كبيرة للمجتمع، إذ فقدنا رمزًا للتضحية والتفاني في خدمة الآخرين، لكن على الرغم من ذلك، ستظل ذكراه محفورة في قلوبنا، وسنواصل تذكر إنسانيته النبيلة ونستلهم دروسه وقيمه لتوجيهنا في حياتنا.
فعلى الرغم من رحيله، ستبقى إرثه الطيب وإنسانيته المشرقة مثالًا يُحتذى به للأجيال القادمة، ملهمًا لنا جميعًا للعمل على خدمة الإنسانية وتقديم العطاء في كل مجالات الحياة.
اقرأ المزيد: الفنانة المصرية شيرين سيف النصر في ذمة الله
