الكيان الصهيوني يشكر الاردن

كانت هذه الظاهرة واضحة في استجابة الشعب الأردني لتطورات الأحداث، على الرغم من الطابع الأمني الثقيل والطابع الاستراتيجي الصدامي لها. لم تنتظر السلطات والحكومة استجابة رسمية، بل تصرف الشعب الأردني مبكرًا ومباشرة في عدة مناطق، تفاعلًا مع نتائج وتداعيات العملية العسكرية الإيرانية الضخمة التي استهدف إسرائيل.

فقد تسببت شظايا الصواريخ والطائرات المسيرة التي سقطت في أكثر من 10 مواقع داخل الأردن، نتيجة للنشاط الكبير لأنظمة الدفاع الجوي الأردنية، في استخدام الجو الأردني كممر جوي للهجمات، مما أثار انتقادات وتساؤلات بشأن السيادة الوطنية والأمن القومي. ويرون بعض المسؤولين والمؤسسات المهمة أنه لا يمكن التفريط في هذه القضية والسماح بانتهاك السيادة الوطنية بأي شكل من الأشكال.

وبناءً على ذلك، تمكن المواطنون في الشارع العام من مشاهدة النشاط الجوي الدفاعي لبلادهم، حيث التقط مئات الأردنيين صورًا مباشرة لعمليات الإسقاط والسقوط. وتقديرات تشير إلى أن النشاط العسكري الأردني نجح في إسقاط ما يقارب 20% على الأقل من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية التي حاولت العبور، وهي تختبر قدرات الدفاع الجوي الأردني. وهذا النجاح دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر معلومات تكشف عن الدول التي قدمت الدعم، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

في النهج الأردني، لا يُسمح بالسماح بالعبور من الأجواء الأردنية لضرب إسرائيل، والهدف المنطوي على رؤيته من قِبَل السلطات الأردنية هو اتخاذ الاحتياطات الملائمة لمنع استخدام الأجواء الأردنية في شن أي هجمات على دول الجوار في المستقبل.

بالرغم من ذلك، هتف عشرات الأردنيين تحية للصواريخ الإيرانية وهي تعبر السماء، بينما أظهر آخرون تأييدهم لأنظمة الدفاع الجوي. وفي الوقت نفسه، تم رصد شظايا بعد سقوطها في عدة مواقع، ولكن الحادث الأبرز حدث في ضاحية مرج الحمام بالقرب من مطار العاصمة، حيث سقطت قطعة صاروخ إيراني كبيرة دون تسبب أي ضرر للمواطنين، ولكنها تسببت في تحطم سيارة لأحد المواطنين، وهو مشهد غير مألوف بالنسبة للأردنيين في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

أعلنت الحكومة الأردنية رفضها التام لأي محاولة لاختراق مجاله الجوي، وقد قررت مُدّ جدول حظر الطيران المدني حتى ظهر الأحد، انتظارًا للتداعيات المحتملة للجبهة الجديدة التي أُطلقت عليها بواسطة الحرس الثوري الإيراني.