تحقيقات وتقارير

للمرة الأولى في العراق منذ 2003 يتم استهداف مقر أعلى سلطة تنفيذية بمسيرة

شبكة عراق الخير :

للمرة الأولى في العراق، منذ 2003 يتم استهداف مقر أعلى سلطة تنفيذية، متمثلة برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، بالعاصمة بغداد، عبر ثلاث طائرات مسيّرة، أسقطت القوات الأمنية اثنتين منها، فيما أوقعت الثالثة أضراراً مادية بمنزل الكاظمي.

الاستهداف الذي حدث فجر يوم الأحد (7 تشرين الثاني 2021)، جاء في وقت حساس يمر به العراق، عقب أزمة نتائج الانتخابات، والتي أظهرت تراجعاً كبيراً في عدد المقاعد التي حصلت عليها الكتل السياسية المنضوية تحت الاطار التنسيقي “الشيعي”، والتي رفضت هذه النتائج، وخرج أنصارها بتظاهرات عند مداخل المنطقة الخضراء، تطورت فيما بعد الى اعتصامات ونصب خيام، ومن ثم الى اشتباكات بين القوات الأمنية والمحتجين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

الأطراف الخاسرة بمرمى الاتهام

الاطراف الخاسرة في الانتخابات، باتت في مرمى سهام الاتهام والانتقاد من عدة جهات داخلية وخارجية، تتعلق باحتمال وراء وقوفها خلف عملية استهداف منزل الكاظمي، لاسيما وأنها أعربت في أكثر من مناسبة عن استمرار الاحتجاجات حتى “ينالوا استحقاقهم الانتخابي”، بل أنهم رفعوا سقف مطالبهم من العد والفرز اليدوي لعدد من المحطات التي تم تقديم طعون عليها، الى عد وفرز كل المحطات الانتخابية، لا بل ارتفعت مطالبهم الى الغاء الانتخابات برمتها واجراء انتخابات جديدة، وهذا ما لم يرق للكتل السياسية الأخرى، التي حققت نتائج جيدة، ومنها التيار الصدري، الذي حقق أعلى الاصوات من حيث الكتل والأحزاب السياسية.

تحالف الفتح، رد على هذه الاتهامات، بتبرئة الجهات “الخاسرة” في الانتخابات من هذ الاستهداف، متهماً مخابرات دول الخليج، ومنها الامارات والكويت، بالوقوف وراء هذا الهجوم، بهدف “الايقاع” بين الكاظمي والكتل الشيعية.

القيادي في منظمة بدر التابعة لتحالف الفتح، فخري سدخان، قال لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الأحد (7 تشرين الثاني 2021)، إن “الجهات التي تقف وراء الهجوم على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي هي جهات قد تكون دخلت على الخط لإحداث بلبلة وخلل في العملية السياسية في البلاد”، مضيفاً أن “هناك من يقول ان الجهات الخاسرة في الانتخابات تقف وراء هذا الاستهداف، لكنني اقول ان هذه الجهات بعيدة كل البعد عما حصل، بل أن هناك جهات تريد ان توقع بين الكاظمي والكتل السياسية الاخرى”.

“جهات خارجية دخلت على الخط لاحداث انقسام بين الكتل الشيعية والكاظمي، واستغلت فرصة الخلاف الحالي وخروج بعض الكتل السياسية للمطالبة بالعد والفرز اليدوي”، وفقاً لسدخان، الذي أكد أن “الكتل الخاسرة ليست لها علاقة بالأمر وانما جهات خليجية تستغل الفرصة دائماً، وخاصة المخابرات الاماراتية والكويتية، لاحداث خلل في الوضع الامني بالعراق وهي لا تريد استقرار العراق اطلاقاً”، حسب قوله.

في ذات السياق، حذّر عضو ائتلاف دولة القانون كاطع الركابي، من أن استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي

مصطفى الكاظمي، ستكون له “تداعيات كبيرة”، مشيراً الى أن “زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، سبق

أن حذّر من احتمال قيام جهات بقصف المنطقة الخضراء، في سبيل توجيه التهم الى الحشد الشعبي”.

وقال الركابي لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الأحد (7 تشرين الثاني 2021)، إن “ما حدث ليلة أمس هو حدث كبير

وله تداعيات كبيرة في الساحة”، عاداً اياه “الأول من نوعه في استهداف منزل رئيس وزراء منذ 2003”.

أما بشأن الجهة التي لديها القابلية على استهداف منزل رئيس الوزراء بطائرة مسيّرة، ذكر الركابي أنه “لا نعلم ما

هي الاجراءات او التداعيات التي من الممكن ان تكون على الساحة، المفروض بالحكومة ان تحدد من هي الجهة

التي تقف وراءها، او من هي الجهة التي لديها القابلية بالقصف عبر المسيّرات”، معرباً عن أمله في أن “تكون

الامور جيدة، ولا تؤثر على وضع الانتخابات او الوضع العام، لاسيما انه جاء بعد الاحداث التي تتعلق بالمتظاهرين،

وقد يكون له تأثير مباشر على هذه المسألة، لذا نأمل من كل الاطراف التعامل مع المسألة بروية”.

“كان هنالك تحذير من قيس الخزعلي مؤخراً، من ان يتم استهداف المنطقة الخضراء من قبل طرف آخر، في سبيل

توجيه التهم الى الحشد الشعبي”، وفقاً للركابي، الذي رجّح أن “يكون هناك طرف يؤجج الوضع ومستفيد من هذه

الحالة”.

ورغم هذه التطمينات من ان “الخاسرين” في الانتخابات لا يقفون وراء الهجوم على منزل الكاظمي، الا أن الايام

المقبلة، قد تشهد تطورات أمنية وردود أفعال من طرفي الحكومة والجهات المعترضة على نتائج الانتخابات، مما قد

يرسل رسائل لا تبعث على التفاؤل في الشارع العراقي، والذي يترقب تشكيل الحكومة المقبلة، بأسرع وقت

ممكن، وبلا مناكفات ومصادمات بين الخصوم السياسيين.

هجوم يعقب سقوط قتلى وجرحى الرافضين للانتخابات

استهداف منزل الكاظمي، يأتي بعد أكثر من 24 ساعة، من مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من مئة آخرين

بجروح، إثر مواجهات بين قوات أمنية ومتظاهرين محتجين على نتائج الانتخابات، عندما حاولوا اقتحام المنطقة

الخضراء، احتجاجاً على “تزوير” يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة، رغم ان مفوضية الانتخابات أعادت

العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون بها، والتي أظهرت تطابقاً في النتائج الالكترونية المعلنة مسبقاً، مع العد

والفرز اليدوي.

الكاظمي، كان قد وصل إلى كرسي رئاسة الوزراء في شهر أيار من العام الماضي 2020، بعد أن أطاحت

التظاهرات الاحتجاجية الناقمة من الأوضاع في العراق، بسلفه عادل عبد المهدي، وأجريت انتخابات مبكرة في

العاشر من تشرين الأول، تلبية لمطالب المتظاهرين.

رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وعقب الاستهداف، كتب في تدوينة على حسابه الرسمي بتويتر، أنه

بخير، داعياً إلى “التهدئة وضبط النفس من الجميع من أجل العراق”.

ردود أفعال عراقية وكوردستانية منددة بالهجوم

وعقب ذلك انهالت ردود الافعال المنددة بهذا الاستهداف من الأطراف الداخلية، حيث قال رئيس الجمهورية برهم

صالح إن “الاعتداء الارهابي الذي استهدف رئيس الوزراء تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق”، لافتاً الى أن هذه

الاعتداء “يستوجب وحدة الموقف في مجابهة الاشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه”، مؤكداً أنه “لا

يمكن ان نقبل بجر العراق الى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري”.

الرئيس مسعود بارزاني، أدان في بيان، الهجوم الذي استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى

الكاظمي، حيث قال: “ندين بشدة الهجوم الذي شن فجر اليوم على مقر إقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي

ببغداد”، ودعا الجميع إلى بذل الجهود من أجل عدم تكرار “مثل هذا العمل الإرهابي”، وشدد على أنه يجب احترام

سيادة العراق واستقراره.

كما أدان رئيس اقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الحكومة العراقية

مصطفى الكاظمي، بالقول: “أدين واستنكر المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي

التي جرت عن طريق مسيرة استهدفت محل اقامته في بغداد فجر اليوم والحمد لله على سلامته. هذا العمل

الارهابي تطور خطير يهدد الامن والاستقرار في البلاد وينذر بعواقب وخيمة. أدعو الجميع الى ضبط النفس

والتهدئة”.

في حين، قال رئيس حكومة اقليم كوردستان، مسرور بارزاني: “نندد بشدة بمحاولة الاغتيال الجبانة التي

استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ونعبر عن دعمنا له من اجل تثبيت القانون وترسيخ الاستقرار

في العراق”.

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كتب في تغريدة له ان “العمل الارهابي الذي استهدف الجهة العليا في البلاد

لهو استهداف واضح وصريح للعراق وشعبه، ويستهدف امنه واستقراره”، عاداً هذه المحاولة ارجاع البلاد الى “حالة

الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة ليعيش تحت طائلة الشغب والعنف والارهاب”، داعياً “الجيش العراقي والقوى

الامنية للأخذ بزمام الامور حتى يتعافى العراق”.

في ذات السياق، كتب رئيس تحالف تقدم، محمد الحلبوسي، في تغريدة، أن “ما جرى فجر هذا اليوم من

استهداف لمنزل رئيس مجلس الوزراء يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في البلاد، وهو فعل مستنكر وغير

مسؤول ويسعى للفوضى، دعوتنا المخلصة إلى الجميع للعمل بشكل جاد من أجل تفويت الفرصة على أعداء

العراق والعبور بالوطن إلى ضفة الأمان”.

رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، كتب هو الآخر في تغريدة بموقع تويتر، ان “استهداف منزل السيد رئيس

الوزراء مصطفى الكاظمي عمل مرفوض ومدان فهو تصعيد في الوضع الامني العام الذي يعاني من تحديات

وخروقات متزايدة. اننا ندعو الى معالجة الامور بحكمة وروية بعيدا عن العنف وندعو الى الشعور بالمسؤولية

والهدوء”، داعياً الى “منح العقلاء من السياسيين فرصة معالجة الامور بعيداً عن ردود الافعال المتشنجة”.

فيما كتب زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في تغريدة له ان “استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر، فإن

من شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسمعة العراق أمام الرأي العام”، محذراً من أن

“استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد يمثل تطوراً خطيراً ينذر بأحداث أخطر إذا لم يتدارك العقلاء

وأصحاب القرار تداعياتها، ويخاطر بالمنجزات التي تحققت على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي”.

أما رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، فكتب في تغريدة له: “أدين الإعتداء المشبوه الذي استهدف السيد

الكاظمي”، داعيا “للحذر من خلط الأوراق”، فيما عد أن “المرحلة حرجة، واليقظة وضبط النفس ضرورة، والحوار

والتفاهم والتضامن غدت قضايا وجودية للدولة”.

غير أن أمين عام عصائب اهل الحق، قيس الخزعلي، دعا الى تشكيل لجنة “فنية متخصصة وموثوقة” للتحقق من

“الانفجار” في منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وقال في تغريدة له: “بعد مشاهدتنا لصور الانفجار الذي

حصل في منزل رئيس الوزراء وملاحظة عدم وقوع ضحايا، فإننا نؤكد على ضرورة التحقق منه، من قبل لجنة فنية

متخصصة وموثوقة”.

إدانة أممية ودولية للهجوم

استهداف الكاظمي، لاقى ردود أفعال دولية غاضبة، حيث أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)

بأشد العبارات محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، معربة عن ارتياحها “لأن رئيس الوزراء لم يصب

بأذى في هجوم بطائرة بدون طيار على منزله في بغداد”، مؤكدة أنه “يجب عدم السماح للإرهاب والعنف والأعمال

غير القانونية بتقويض استقرار العراق وإفساد عمليته الديمقراطية”.

من جانبها، أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن إدانتها الشديدة لاستهداف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي

مصطفى الكاظمي، ووصفته بأنه كان “عملاً إرهابياً واضحاً موجهاً إلى قلب الدولة العراقية”. حيث قال المتحدث

باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، ان بلاده “شعرت بالارتياح بنجاة الكاظمي، كما أنها تتابع الموقف عن

كثب، وهناك تواصل مع قوات الأمن العراقية المنوط بها الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله”، مضيفاً أن الولايات

المتحدة عرضت مساعدتها بشأن التحقيق في هذا الهجوم.

كما أدانت الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي، وعدة دول مثل مصر ولبنان والسعودية

وقطر والاردن والبحرين والامارات وفلسطين، الحادث.

بدوره، اكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة له أن “محاولة اغتيال رئيس

الوزراء العراقي هي فتنة جديدة يجب التحري عنها في مراكز الفكر الأجنبية، والتي لم تجلب منذ سنوات، من خلال

خلق ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال البلاد، سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار للشعب العراقي

المظلوم”.

فتح تحقيق واصابة حمايات الكاظمي

الأجهزة الامنية العراقية، أكدت استقرار الأوضاع في المنطقة الخضراء، عقب الهجوم، حيث قال الناطق باسم

القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، أن “الأوضاع الأمنية مستقرة في المنطقة الخضراء، بالعاصمة بغداد،

والقوات الأمنية تقوم بإجراءات حفظ النظام”.

في حين ذكر رئيس خلية الإعلام الامني سعد معن أن “محاولة الاغتيال جاءت عن طريق ثلاث طائرات مسيرة،

اسقطت اثنتان منها، واستهدفت واحدة منزل رئيس الوزراء”، لافتا الى أن “اطلاق النار بكثافة على الطائرات ادى

الى اسقاط اثنتين منها لكن واحدة استهدفت المنزل”.

معن، أشار الى ان الاستهداف اوقع إصابات في صفوف الحمايات الشخصية لرئيس الوزراء، مضيفا أن هناك

“تحقيقاً واسعاً من الناحية الجنائية والفنية، وان هناك فرق عمل كاملة تقوم بواجبها للوصول الى الجهات

المستهدفة”.

بينما أعلن المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، فتح تحقيق مع الجانب الأميركي، لمعرفة

اسباب عدم عمل منظومة السي رام، خلال استهداف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، داخل المنطقة

الخضراء، مبينا أن “المختصين يجب ان يقدموا اجوبة عن ذلك”.

المصدر رووداو

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights