اكشفت المزيد من التفاصيل حول الهجوم الذي استهدف صباح الاثنين 17 يوليو جسر القرم “كيرتش” الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها قبل سنوات، وذكرت مصادر أوكرانية أن: “كييف تقف وراء الهجوم، في حين نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية هذه الادعاءات واتهم أوكرانيا بشن الهجوم”.
ووفقًا للجنة مكافحة الإرهاب الروسية، فإن أوكرانيا هاجمت جسر القرم “كيرتش” باستخدام مركبات بحرية مسيرة، مما أدى إلى توقف الحركة فيه، وتأكدت السلطات الروسية من أن الهجوم تم بواسطة “أجهزة (قوات) خاصة” أوكرانية وفتحت تحقيقًا جنائيًا لهذا الغرض.
أكدت مصادر أوكرانية أن الهجوم تم عن طريق مسيرات بحرية، وكان الهدف هو حماية المناطق البحرية الأوكرانية.
ومن جانبها هددت روسيا بتفجير منازل القادة الأوكرانيين ردًا على الهجوم على جسر كيرتش. وأعرب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي “ديمتري ميدفيديف” عن ضرورة تدمير القيادة العليا للتشكيلات الإرهابية وتفجير منازلهم ومنازل أقاربهم، واصفًا النظام الأوكراني بالإرهابي.
كما تقول مصادر في أجهزة الأمن الأوكرانية إن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء الهجوم على جسر القرم، وتشير التقارير إلى أن الهجوم تم عن طريق مسيرات بحرية وتسبب في توقف حركة المرور أعلى الجسر لعدة ساعات وتم فتح تحقيق جنائي لمعرفة تفاصيل الهجوم والجهات المسؤولة عنه.
تفاصيل هجوم جسر القرم
اليك الأن تفاصيل الهجوم الذي وقع على جسر القرم الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، سنستعرض أيضًا الأضرار التي لحقت بالجسر وتأثيرها على حركة المرور وحياة المدنيين.
- في واقعة جسر القرم قتل رجل وامرأة كانا يستقلان سيارة سياحية على الجسر المذكور أعلاه، وتعرضت ابنتهما لإصابات جراء هذا الحادث المأساوي.
- توقفت حركة المرور على جسر القرم لعدة ساعات، مما تسبب في تعطيل حركة المسافرين وقامت السلطات المحلية بطلب المسافرين استخدام طرق بديلة خلال فترة إغلاق الجسر.
- وعلى صعيد آخر، توقفت حركة القطارات لمدة ست ساعات تقريبًا، ولكن تم استئنافها في وقت لاحق من صباح الاثنين.
- لم يتم الكشف بعد عن حجم الأضرار التي لحقت بالجسر، وما إذا كانت ستؤثر على سلامة المرور في المستقبل وتم الإعلان عن إغلاق الجسر في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين دون توضيح الأسباب وراء ذلك.
- ووفقًا لتقارير وكالة “أسوشيتد برس”، فقد نشرت قناة (القرم 24) مقطع فيديو يظهر ميلان جزء من الجسر وتراجعه، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل سقوط أجزاء من الجسر في الماء.
التأثير على المنطقة المحيطة
تشير التقارير الإخبارية إلى أن السكان سمعوا دوي انفجارات في وقت مبكر من صباح الاثنين، مما يعزز احتمالية وجود تداعيات أخرى نتيجة للهجوم المذكور.
ونُشرت صور على قناة “بازا” على تطبيق تيليغرام، والتي ترتبط بأجهزة الأمن الروسية تظهر حارة متضررة وسيارة سوداء تعرضت لأضرار على الجسر.
بداية صراعات جديدة بين روسيا وأوكرانيا
يؤكد الدكتور عمار قناة أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، أن: “التحقيقات الأولية أثبتت أن زورقين مسيرين قد استهدفا الجسر، ويعتبر هذا الهجوم بمثابة بداية مرحلة جديدة وخطيرة تشهدها المنطقة، خاصةً بعد بدء القصف الجوي الكثيف لأوكرانيا من قِبَل روسيا، والذي جاء بعد استهداف جسر القرم”.
يشهد الوضع الحالي محاولات لنقل الصراع إلى مستويات جديدة، وذلك بعد فشل الهجمات المضادة ونتائج قمة “الناتو” الأخيرة التي لم تتفق مع تطلعات النخبة السياسية الحاكمة في أوكرانيا.
وفي هذا السياق يشير الدكتور “قناة” إلى وقوع هجوم أمس كاد أن يستهدف مقر أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، ولكن القوات الروسية تمكنت من تدمير زورقين من نفس النوع المستخدم في الهجوم اليوم.
وفقًا للدكتور قناة، فإن الهجوم الحالي يتعلق بالتعثرات التي تعاني منها الحل السياسي في أوكرانيا والتي تخدم مصالح الغرب، ولا يمكن أن يحدث هذا الاستهداف من دون موافقة الجانب الغربي وخاصة الولايات المتحدة، ومع ذلك هناك فرضية أخرى تشير إلى أن الهجوم ناتج عن الفشل السياسي لنظام كييف ومحاولته جذب الدعم من الدول الغربية بعد انخفاض الاهتمام بها.
أهمية جسر القرم بين روسيا وأوكرانيا
يعتبر جسر القرم ذو الـ19 كيلومترًا الرابط البري الرئيسي بين روسيا وأوكرانيا “شبه جزيرة القرم”، تم افتتاحه في عام 2018 ويعتبر شريان إمداد مهم لحركة المرور والتجارة بين البلدين، ويمتد الجسر فوق مضيق كيرتش وقد تعرض لأضرار سابقة جراء انفجار شاحنة ملغمة في أكتوبر استغرقت موسكو وقتًا طويلاً لإصلاح الجسر واستعادة خدمته الكاملة.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على تفاصيل هجوم جسر القرم الذي حدث صباح امس الاثنين الموافق 17 يوليو / تموز 2023 وذلك من خلال موقعنا شبكة عراق الخير.
