غلاف غزة، في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تتعرض المستوطنات الإسرائيلية المقامة على مقربة من القطاع لهجمات صاروخية متكررة، مما يثير تساؤلات عن طبيعة هذه المستوطنات وأهميتها بالنسبة لإسرائيل.
إخلاء مستوطنات غلاف غزة
قطاع غزة هو شريط أرضي يقع على البحر المتوسط في الجزء الجنوبي من فلسطين، ويبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا، ويعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنه نحو مليوني نسمة.
اندلعت في قطاع غزة عدة حروب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ احتلال إسرائيل له عام 1967، وحتى انسحابها منه عام 2005، حيث قامت بإخلاء 21 مستوطنة إسرائيلية كانت تقام داخل القطاع، وانتقل مستوطنوها إلى مناطق أخرى داخل إسرائيل.
ولكن رغم انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، فإنها لا تزال تفرض حصاراً شديداً على القطاع من البر والبحر والجو، وتحتفظ بالسيطرة على حدوده البرية، وتمنع دخول أو خروج أي شخص أو سلعة دون إذنها.
كما تقام على مشارف قطاع غزة عشرات المستوطنات الإسرائيلية التي تشكل ما يسمى “غلاف غزة”، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى المستوطنات التي تقع على بُعد أقل من 7 كيلومترات من حدود القطاع.
وتضم منطقة غلاف غزة نحو 50 مستوطنة إسرائيلية، تابعة لثلاثة مجالس إقليمية هي: أشكول، وأشكلون، وشاعر هنيغف، وتقدر وزارة الداخلية الإسرائيلية عدد سكان هذه المستوطنات بـ70 ألف نسمة.
ولكن العيش في غلاف غزة ليس بالأمر السهل، فهذه المستوطنات تتعرض باستمرار لهجمات صاروخية من قبل الفصائل الفلسطينية في القطاع، مما يجعل حياة المستوطنين فيها مليئة بالخوف والقلق.
وتشتكي المستوطنات في غلاف غزة من عدم توفير الحكومة الإسرائيلية للحماية والدعم الكافيين لها، ومن انخفاض مستوى الخدمات والبنية التحتية فيها، ومن صعوبة جذب المستثمرين والمشاريع لها.
اقرأ المزيد: تردد قناة الأقصى الفضائية
أشهر المستوطنات
ومن أشهر المستوطنات في غلاف غزة مدينة سديروت، التي تعد أكبر مدينة في المنطقة من حيث عدد السكان، والتي تقع على بُعد 4 كيلومترات فقط من حدود القطاع، كما تعاني سديروت من تعرضها المستمر لصواريخ الفصائل الفلسطينية، التي أودت بحياة عشرات من سكانها، وأصابت المئات بجروح أو صدمات نفسية.
ومن بين المستوطنات الأخرى في غلاف غزة: عالوميم، وعميوز، وأفشالوم، وبئيري، وبرور حيل، وعين هبسور، وعين شلوشا، وغفار عام، وكيرم شالوم “كرم أبوسالم”، وكفر عزة، وكفر ميمون، وسدي نيتسا، وسدي أبرهام.
أما عن أهمية غلاف غزة بالنسبة لإسرائيل، فإنه يشكل جزءاً من استراتيجية إسرائيل لضمان أمنها على حدودها مع قطاع غزة، ولحماية مصالحها الزراعية والصناعية في المنطقة، كما يُعد غلاف غزة مصدراً للتوطين الإسرائيلي في أرض فلسطين، رغم كل التحديات التي تواجهه.
اقرأ المزيد: معين معمر الفلسطيني الذي قتل 25 صهيوني في دقائق
ولذلك تحاول إسرائيل تشجيع المستوطنين على البقاء في غلاف غزة، بتقديم امتيازات مالية وضريبية لهم، وبتحسين البنية التحتية والخدمات في المستوطنات، كما تحاول إسرائيل تحصين هذه المستوطنات من هجمات الصواريخ بإقامة نظام دفاع جوي يسمى “القبة الحديدية”، يخصص لإسقاط الصواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.
