تحقيقات وتقارير

اسواق بغداد مكانة تجارية وتاريخية كبيرة

اسواق بغداد التراثية مكانة تجارية وتاريخية كبيرة، إذ تعد مركزا تجاريا لمدينة مترامية الأطراف، تنوعت أسواقها وأصبحت قبلة للزوار من مختلف انحاء العالم. وفي احيان كثيرة تصبح هذه  الأسواق معلما سياحيا تجذب السائحين منذ سبعينيات القرن الماضي عندما كانت أسواقنا التراثية تعج بأفواج سياحية من دول متنوعة ومن هذه الأسواق الصفافير و السراي و الشورجة وغيرها.

بغداد تضم مجموعة من الأسواق القديمة التاريخية التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الدولة العباسية أو الدولة العثمانية والتي مازالت تواصل الحياة بشكل يومي، ومن أهمها:

سوق السراي

ويقع في جانب الرصافة من العاصمة بغداد بالقرب من شارع الرشيد وفي نهاية شارع المتنبي، ويشتهر بتجارة الدفاتر والقرطاسية والأوراق والكتب المدرسية، لا يتعدى طوله 300 متر ولا يزيد عرض ممر المشاة فيه على ثلاثة أمتار ويعد من أقدم الأسواق في بغداد و تزامن بناؤه مع بناء جامع الوزير حسن باشا ابن الوزير محمد باشا عام 1660م.

اقرا المزيد.. سرايا السلام توجه عقوبة الطرد ل 29 مقاتلا شارك بالتثقيف الانتخابي

سوق الشورجة

من أسواق بغداد القديمة والمشهورة، يعود تاريخ انشائه إلى عهد الدولة العباسية، ويمتد موقعه القديم من شارع الكفاح ثم شارع الجمهورية ولغاية موقع جامع مرجان في شارع الرشيد، ويحوي كل ما يتعلق بالتوابل والعطاريات والاعشاب، اضافة إلى الاكسسوارات ومواد الزينة والزهور الاصطناعية.

سوق الصفافير

الذي ترجع تسميته بهذا الاسم نسبة للصفر (معدن النحاس)، ويشتهر بصناعة الصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق وإطارات الصور، والفوانيس النحاسية والنقش عليها، والسوق عبارة عن مجموعة من المحال المنتشرة في الأزقّة الضيقة الواقعة في منطقة باب الآغا قريبا من الشورجة في شارع الرشيد، مقابل مبنى جامع مرجان ويجاور شارع النهر، تباع في سوق الصفافيرالمصنوعات والأدوات النحاسية. ويعود تاريخه لعصر الخلافة العباسية ويكاد يكون الوحيد الذي فقد بريقه التجاري بسبب عزوف الناس عن اقتناء منتوجاته، وكذلك قلة وانعدام زيارة السواح العرب والاجانب.

سوق الغزل

معروف في بغداد يقع قرب جامع الخلفاء في الشورجة، يختص ببيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس، إضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة، وكذلك محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب ومحال أخرى.

سوق الهرج

يقع وسط بغداد تباع فيه الأدوات المستعملة والأغراض القديمة جداً والتي تكون ذات قيمة تاريخية أثرية، وقد تجد هناك فيه كل نادر وغريب وما لا تجده في غيره من الأسواق، اضافة لبعض المواد المنزلية والملابس المستعملة، وفيهِ الكثير من التحف الفنية الراقية ويرتاده الناس لانخفاض أسعار بضائعه، ويمتاز بافتتاح خاص كل يوم جمعة حيث يكثر فيه الباعة والمتسوقون، ويرجع تاريخ بناء هذا السوق إلى عهد الدولة العثمانية حيث شق الوالي العثماني ناظم باشا شارعاً سمي باسم شارع ( خليل باشا جاده سي ) على اسم خليل باشا حاكم  حاكم بغداد عام 1910م، ثم سمي باسم شارع الرشيد، وسمي السوق باسم

سوق الميدان

وهي التسمية العربية القديمة له وأقدم من التسمية التركية سوق هرج والتي تعني الفوضى وعدم النظام. وكانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم قد غنت فيه عام 1935 في زيارتها الى بغداد.
اليوم وبعد الانفتاح التجاري والاقتصادي الذي خيم على المشهد العراقي برمته بدات مرحلة المولات التي توزعت في بغداد وصارت مكانا لتبضع الناس، اضافة للاسواق الشعبية المنتشرة في مناطق العاصمة والتي تؤمن الفواكه والخضر وباقي المواد الغذائية ومن مولات بغداد: ماكسي مول وبغداد مول ومول المنصور وبابليون مول ومول النخيل.

أقدم اسواق بغداد التاريخية في طريقه للزوال

حذر أصحاب محال وحرفيون من زوال سوق الصفارين، اقدم اسواق بغداد التاريخية، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل السريع لاحياء نشاط هذا السوق الذي يمثل واجهة للتراث العراقي.

ويقع سوق الصفافير أو الصفارين، الذي ترجع تسميته نسبة إلى معدن النحاس، الذي يسميه العراقيون ب (الصفر)، على الضفة الشرقية لنهر دجلة وسط بغداد القديمة ويشتهر هذا السوق بصناعة الصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق، وإطارات الصور، والفوانيس النحاسية والنقش عليها، فضلا عن الأواني النحاسية التي يطرز عليها المعالم الأثرية الشهيرة في العراق.

اقرا ايضا.. وزير التربية يوجه بتشكيل لجان متابعة المؤسسات التربوية الأهلية

والسوق الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي، ظل لسنوات طويلة مقصدا للسياح والزوار العرب والأجانب الذين يأتون اليه لاقتناء المنتجات العراقية التراثية التي تصنع في هذا السوق،، لكن الوضع الأن اختلف فلا ضجيج في السوق صادر من طرق المعادن، ولا سائحين ولا زوار، بل أن الطامة الكبرى أن السوق مهدد بالزوال بعد أن انتشر فيه تجار الاقمشة واشتروا اغلب محاله.

وقال محمد علي، أحد الحرفيين في السوق “السوق في طريقه إلى الزوال، بعد أن هجر الحرفيون والفنيون والنحاسون والنقاشون مهنتهم، التي وروثها عن أبائهم وأجدادهم، بسبب عدم وجود متبضعين وسائحين ، لذا فان العمل أصبح لا توجد فيه جدوى اقتصادية نتيجة الأهمال الحكومي”.

وأضاف ” كانت الحكومة سابقا تقدم لنا كل انواع المعادن التي نحتاجها وباسعار مدعومة، أما الأن فاسعار المعادن غالية جدا، فضلا عن فتح الاستيراد للأواني والتحف بدون قيد أو شرط، وهذا دفع العديد من الحرفيين إلى ترك المهنة وبيع محالهم لأنها لم تعد تكفي متطلبات الحياة لأن الناس بدأت تشتري الأشياء المستوردة التي تتميز بانخفاض أسعارها”.

من جانبه قال أبوحيدر أثناء طرقه بمطرقة خشبية على صفيحة من النحاس لكي يعمل (دلة ) أبريق كبير للقهوة “كنت لا تستطيع أن تسمع من يتكلم معك نتيجة كثرة الطرق من قبل الحرفيين والنحاسين، أما الأن فأصبح العدد قليل جدا، لأن الغالبية العظمى منهم تركت المهنة، لعدم وجود سائحين فضلا عن عدم اهتمام وزارة الثقافة بالتراث العراقي، وإهمالها له”.

وتابع”انا تعلمت المهنة من أبي قبل أربعين سنة، لكني لم أعلمها لولدي لأن العمل أصبح لايجدي نفعا، ولدي الأن يعمل في وظيفة حكومية، وهذا الأمر ينطبق على أغلب أصحاب المهن والحرف في السوق، الذين باع أغلبهم محالهم إلى تجار القماش”.

وأوضح أن السوق كان يحتوي على أكثر من 100 محل تجاري كلها مخصصة لصناعة الأواني النحاسية والأدوات التي كانت تستخدم في المنازل العراقية لكن الأن تناقص عددها بشكل كبير، مبينا أن نسبة المحال التي لاتزال تصنع الأواني النحاسية لا تتجاوز 20 بالمائة من أعدادها السابقة .

إلى ذلك قال سلمان النقاش “السوق في طريقها للزوال فبعد 4 أو 5 سنوات، لن تجد أي محل يهتم بالتراث والأواني والهدايا التراثية، لن الغالبية العظمى من الحرفيين تركوا المهنة واتجهوا إلى أعمال أخرى بسبب الإهمال الحكومي”.

وأضاف ” أنا عن نفسي لا أستطيع ترك هذه المهنة لأني أحبها وورثتها من أبي و جدي، نحن عائلة نعمل في صناعة الأواني من النحاس ونمارس النقش على الأطباق ونطرزها بالاثار العراقية منذ أكثر من 100 سنة، لكني أصبحت كبيرا وربما بعد فترة ليست بعيدة سوف اترك العمل في المحل بسبب حالتي الصحية، بالاضافة إلى المردود الاقتصادي من المهنة أصبح ضعيف جدا، وهذا قد يدفع ولدي إلى بيع المحل بعد وفاتي”.

من جانبه قال محمود سراج الماجدي (45 سنة) الذي حضر لشراء هدية لصديقه الأجنبي حيث ينوي إرسالها له “أصبت بصدمة خلال زيارتي هذا اليوم لسوق الصفارين، فقد تغير كل شيء، خفت أصوات طرق الاواني، أو انعدمت،، محال بيع القماش هي الغالبية العظمى في السوق، العديد من النقاشين وأصحاب الحرف اختفوا من السوق”.

وطالب الماجدي السلطات الحكومية بالتدخل السريع لانقاذ هذا السوق التاريخي، الذي يعد من اقدم اسواق بغداد، من خلال تقديم الدعم المادي للحرفيين والنقاشين والفنيين، وتنشيط الجانب السياحي، والاهتمام بالتراث العراقي الشهير، الذي يهتم به كل العالم ما عدى الحكومة العراقية، على حد تعبيره.

بدوره قال خليل النقاش، الذي ترك المهنة وجاء لكي يرى ماذا حل بالسوق “إن تدمير العراق هدف وضعه المحتل الامريكي، الذي ترك المتاحف مفتوحة أمام الذين سرقوا الحضارة العراقية، لذلك اشغل الحكومات العراقية بقضايا أخرى بحيث لم تهتم أو ترعى التراث العراقي”.

وأضاف ” قلبي يتقطع على هذا السوق الذي يوشك أن ينتهي، ،،، أطالب من البرلمان والحكومة وخاصة وزارة الثقافة بالاسراع لانقاذ هذا السوق من الاندثار، والاهتمام بالحرفيين والنقاشين، لانهم ثروة وطنية وبقائهم يعني بقاء معلم مهم من معالم بغداد التراثية”.

أما سروة حسن التي حضرت لشراء بعض الهدايا فقالت “الشعوب تعتز بتراثها الثقافي والحضاري، وسوق الصفارين من المعالم التراثية الشهيرة في بغداد، لكن مع الأسف الحكومة أهملت هذا السوق”داعية إلى انقاذه من ما وصفته بهجوم تجار القماش، وإعادة هيبته والبدء بحملة إعلامية لإبراز أهميته التاريخية والثقافية.

المصدر وكالات

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights