فن

فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني يفوز بجائزة الجمهور

فيلم لا أرض أخرى , انتهى مهرجان برلين السينمائي الذي يعد واحدًا من أبرز وأكبر مهرجانات السينما في العالم، ولكنه ترك وراءه مفاجأة غير متوقعة نتيجة الفيلم الفلسطيني لا أرض أخرى للتيار السياسي والإعلامي الألماني، فقد أظهر هذا الحدث السينمائي تضامنًا ملحوظًا من قبل عدد كبير من الحضور مع وقف الحرب على غزة ورفض القتل الذي لا يتوقف لعشرات الآلاف من الأبرياء.

في حين كان المهرجان يهدف إلى تكريم وعرض أفلام مميزة من جميع أنحاء العالم، فإن التضامن مع ضحايا الحرب في غزة أخذ مكانًا مهمًا في قلوب الحاضرين، وقد شهد المهرجان تجمعًا للعديد من النجوم وصناع السينما والمشاهير الذين أعربوا عن تضامنهم بشكل واضح وصريح، تم ارتداء الشارات السوداء تعبيرًا عن الحزن والاحتجاج على ما يحدث في غزة، ورفعت صور الضحايا والشعارات التي تطالب بوقف العنف والحرب.

فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني

إقراء أيضًا: الطيار الامريكي الذي حرق نفسه احتجاجا على الابادة في غزة

فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني يفوز بجائزة الجمهور
فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني يفوز بجائزة الجمهور

فيلم لا أرض أخرى

فيلم لا أرض أخرى (No other land)، الذي عرض في الدورة الـ74 لمهرجان برلين السينمائي، استطاع أن يلفت الأنظار ويحظى بدعم قوي للشعب الفلسطيني، يتناول الفيلم قصة التهجير والتصفية الممنهجة التي يتعرض لها أهالي الضفة الغربية، حيث يتم استيلاء الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات الإسرائيلية عليها.

تم عرض الفيلم في قسم بانوراما، وهو أحد الأقسام الرئيسية للمهرجان، وحاز على إعجاب الجمهور وفاز بجائزة القسم وفقًا لتصويت الجماهير، وقد أعرب صناع الفيلم الأربعة عن موقفهم الواضح الداعم لوقف إطلاق النار في غزة خلال العرض الأول للفيلم.

وشهدت العروض السينمائية للفيلم هتافات من بعض الحضور تنادي بالحرية لفلسطين، وهو هتاف بسيط يعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من بساطته، إلا أنه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى اعتقال الأشخاص الذين يرددونه في شوارع برلين، حيث تعتبر السلطات الألمانية هذا الهتاف عملاً معاديًا للسامية.

إقراء أيضًا:غارات اسرائيلية مكثفة على قطاع غزة والمستشفيات في خطر

فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني يفوز بجائزة الجمهور
فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني يفوز بجائزة الجمهور

سنوات من التوثيق

يظهر الفيلم الوثائقي في هذه اللحظات الراهنة واقعية ما يحدث في فلسطين، ولكنه في الواقع يعد توثيقًا طويل الأمد لمعاناة أهل الضفة الغربية، مما يمنحه قوة توثيقية تتجاوز المجادلات السياسية.

يتبع الفيلم توثيقًا لباسل عدرا، الذي يستخدم كاميرا هاتفه المحمول لتوثيق ما يتعرض له أهالي قرى مسافر يطا الفلسطينية منذ عام 2019، ويتضمن ذلك تدمير أراضيهم ومنازلهم وتهجيرهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

يسلط الفيلم الضوء أيضًا على الاختلاف الواضح في المعاملة بين أهالي الضفة الغربية وبين صانع الفيلم نفسه باسل عدرا، وبين النشطاء والصحفيين الإسرائيليين اللذين ينضمون لفريق الفيلم يوفال أبراهام وراشيل سزور، وفي حين يستمر هدم منازل الفلسطينيين نهارًا، يحاول أهالي الضفة إعادة بناء منازلهم مرة أخرى في الليل.

يسجل الفيلم لحظة مواجهة أحد الأهالي لقوات الاحتلال التي تطلق النار بشكل مباشر أمام الكاميرا، ورغم محاولات إعادة بناء القرى، يستمر هدمها من قبل سلطات الاحتلال.

تستمر أحداث الفيلم حتى عام 2023، حيث تتصاعد درجة العنف من قبل قوات الاحتلال بشكل ملحوظ، وينتهي الفيلم بتوثيق لحظات حزينة ومؤلمة، ولكنها تبقى خالدة سينمائيًا، ويعد الفيلم وثيقة مهمة لا يمكن لأحد أن ينكرها، وهي مناسبة للعرض أمام المشاهدين الغربيين المتشككين في مدى المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

أفرأء أيضًا: الفيلم السوداني وداعاً جوليا يفوز كأفضل فيلم روائي طويل

الفيلم الفلسطيني لا أرض أخرى لماذا اغضب المانيا
فيلم لا أرض أخرى الفلسطيني يفوز بجائزة الجمهور

تكريم الفيلم الفلسطيني لا أرض أخرى 

وفي ختام الحفل، تم تكريم الفيلم الفلسطيني بالجائزة الرسمية لأفضل فيلم وثائقي في المهرجان، وذلك تقديرًا لجودته وقوته التوثيقية، وفي كلمة الشكر بعد الفوز، أعرب باسل عدرا عن صعوبة الاحتفال وهو يشهد قتل الآلاف من أبناء بلده على أيدي الجيش الإسرائيلي وهدم قريته على يد آليات الجيش.

وأكد باسل عدرا على ضرورة أن تتوقف الحكومة الألمانية عن توريد الأسلحة لإسرائيل وأن تحترم نداءات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، واعتبرت كلمته بمثابة نقد حاد للسياسة الألمانية في هذا الصدد.

من جانبه، ألقى يوفال أبراهام كلمة أكثر حدة وجرأة، حيث أشار إلى أنه رغم وقوفه بجانب صديقه الفلسطيني، إلا أن الحياة تتغير تمامًا عندما يعود كلًا منهما إلى بلاده، فبينما يعيش باسل عدرا وبقية الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت حكم عسكري إسرائيلي، يعيش يوفال أبراهام تحت حكم مدني في إسرائيل.

وأشار يوفال أبراهام إلى أنه بصفته مواطنًا إسرائيليًا، يحق له التصويت في الانتخابات، بينما لا يحق لباسل عدرا وغيره من الفلسطينيين ذلك الحق، ووصف الوضع بأنه فصل عنصري – أبارتهايد وأكد على ضرورة إنهاء هذا النظام العنصري.

بهذه الكلمة القوية، أنهت فعاليات المهرجان بتكريم الفيلم الفلسطيني وإبراز الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وتعد هذه الفيلم وثيقة هامة تستحق الاهتمام والاعتراف بها، وتأمل الجماهير الغربية الوعيدة في فهم المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

إقراء أيضًا:غزة تحولت لسجن مفتوح ومقبرة جماعية أنجلينا جولي

ردود فعل ألمانية غاضبة

انتشرت ردود الفعل الغاضبة في الأوساط الألمانية بعد نهاية الحفل، قام عمدة برلين من حزب المسيحي الديمقراطي، كاي فيغنر، بنشر تغريدة على موقع إكس، حيث أعرب عن عدم قبوله للمقاربة التي اتبعت في مهرجان برلين، مؤكدًا أنه لا مكان لمعاداة السامية في برلين، بما في ذلك في المجال الفني.

وفي سياق مماثل، وصف جوي كيالو، وزير الثقافة في حكومة برلين وعضو في حزب المسيحي الديمقراطي، حفل ختام برلين بأنه مليء بالبروباغندا المعادية لإسرائيل.

وأعربت كلوديا روث، عضو حزب الخضر والمفوضة الفدرالية للثقافة والإعلام، التي تحضر المهرجان بصفتها ممثلة حكومية، عن نيتها بدء تحقيق في الانتقادات التي وجهت لإسرائيل خلال حفل الختام.

وترافق هذا الغضب الحكومي مع غضب إعلامي في ألمانيا، حيث اتهمت الصحف والمواقع الألمانية الفنانين بمعاداة السامية، دون مناقشة النقد الموضوعي الذي وجهوه لقتل العديد من الفلسطينيين ومطالبتهم بوقف إطلاق النار، والتي تشاركهم فيها غالبية دول العالم.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث تعكس التوترات السياسية والاجتماعية المستمرة في المنطقة، وتؤكد على أهمية الفن والسينما في تسليط الضوء على الظلم والقضايا الإنسانية العالمية، يأمل المشاركون في مهرجان برلين السينمائي أن يسهم هذا الفيلم وغيره من الأعمال الفنية في إلهام التغيير والوعي العالمي بالقضايا العادلة وضرورة السلام والحرية.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights