تعرضت الكنيسة الأرثوذكسية القبرصية لصدمة كبيرة بعدما تم اتهام راهبين بارزين بارتكاب أعمال احتيال مع تعليقات ومزاعم تتعلق بـ فضيحة جنسية وهذه القضية المهمة أثارت ردود فعل قوية في البلاد، وبدأت الشرطة في القيام بالتحقيقات اللازمة للكشف عن الحقائق وتحقيق العدالة.
تعد الكنيسة الأرثوذكسية القبرصية مؤسسة دينية ذات تاريخ عريق وتأثير كبير في حياة الشعب القبرصي ومع ذلك فإن هذه القضية الجديدة تضعف الثقة في الكنيسة وتثير الشكوك بشأن سلامة ونزاهة بعض أعضائها وتأتي هذه الاتهامات في ظل تزايد الضغوط على المؤسسات الدينية في مختلف أنحاء العالم، مما يبرز الحاجة إلى تحقيق شفاف وعادل في مثل هذه القضايا.
إقراء أيضًا: هيلاري هيجي يعتنق الاسلام
تفاصيل فضيحة جنسية ومالية التي وقعت في كنيسة الأرثوذكسية في قبرص
جرت الوقائع المثيرة للجدل في دير أوسيو أفاكوم الذي يقع في قرية فتيريكودي السياحية على سفوح جبال ترودوس في وسط الجزيرة المتوسطية وفي مطلع شهر مارس تم العثور على مبلغ نقدي يقدر بحوالي 800 ألف يورو في خزنة داخل الدير خلال عملية تفتيش أمر بها الأسقف إيساياس دي تاماسوس الذي يملك سلطة مباشرة على الدير.
وكشفت مقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة وبثتها وسائل الإعلام المحلية عن الراهبين المتورطين وهما يحثان الزوار على التبرع بالمال للدير عن طريق إدخال نبتة المرّ داخل صليب معدني لإيهام الزوار بأنه ينزف وادعت وسائل الإعلام أيضًا أنه تم توثيق لقطات تظهر الراهبين وهما يمارسان الجنس مع بعضهما البعض.
وقبل اندلاع الجدل كان الراهبان يظهران بشكل منتظم على شاشات التلفزيون الوطنية وكان لديهما حضور بارز على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أعلنا عن مشاركتهما في معجزات مثل شفاء مرضى السرطان واستعادة السمع لطفل أصم ومساعدة الأزواج العقيمة في الإنجاب بعد فترة طويلة من العقم.
إقراء أيضًا: كاهن: داعش ينهي الوجود المسيحي من ارض العراق
إجراءات التحقيق في القضية
أعلن المتحدث باسم الشرطة القبرصية خريستوس أندريو لوسائل الإعلام المحلية أن الشرطة تجري تحقيقًا في جنح ذات طابع مالي ارتكبها رهبان دير أوسيو أفاكوم، دون توجيه أي اتهامات رسمية لهم حتى الآن.
من المقرر أن يمثل الراهبان أمام المجمع المقدس في أوائل شهر مايو بعد انتهاء عيد الفصح الأرثوذكسي، حيث يعد المجمع المقدس هيئة تنفيذية في الكنيسة ولها صلاحية العزل أو فرض عقوبات كنسية على الرهبان المتورطين ومن جانبها أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في قبرص عن إجراء تحقيق داخلي في هذه القضية.
وعبر رئيس الكنيسة المطران جاورجيوس في بيان صحفي عن أسفه العميق لظهور حالات احتيال وسوء سلوك وانعدام أخلاق في صفوف كنيسة قبرص حيث تجذب الدير آلاف المؤمنين من جميع أنحاء الجزيرة الذين لم يترددوا في التبرع له ومع ذلك فإن هذه الاتهامات المثيرة للجدل تهز الثقة في الدير وتثير تساؤلات حول مصداقية الراهبين وأعمالهم ويجب إجراء تحقيقات موضوعية وشفافة لكشف الحقيقة وتحميل المسؤولين عن الاحتيال والسلوك غير الأخلاقي بالمسؤولية المناسبة.
