تحقيقات وتقارير

الدوام 4 أيام في الأسبوع فكرة تطبق عالمياً وبراتب تام

شبكة عراق الخير:

قامت منظمة “Autonomy” للأبحاث بدراسة فكرة الدوام 4 أيام في الأسبوع من حيث تأثيرها على نفقات الموظفين في ظل أزمة غلاء المعيشة التي تعيشها البلاد.

فقًا لمنظمة “Autonomy” فإنّ سياسة الدوام 4 أيام في الأسبوع دون خفض الأجور يمكن أن تساعد في تخفيف حدة أزمة غلاء المعيشة ومن الممكن أن توفر على الأهالي الكثير من مصاريف رعاية الأطفال والتنقل.

فوائد للعاملين والدولة:

فعلى سبيل المثال، الموظف الذي يرعى طفلًا بعمر أقلّ من عامين يمكنه توفير 1440 باوند سنويًّا من رسوم الحضانات و340 باوند سنويًّا من نفقات التنقل إذا كان الدوام 4 أيام في الأسبوع.

يميل النشطاء والاقتصاديون المؤيدون للفكرة إلى التركيز على الفوائد التي تعود على العمّال كزيادة وقت الفراغ، والتحسينات المحتملة في الإنتاجية التي تمكن الشركات من القيام بالقدر نفسه من العمل، ولكن في وقت أقلّ.

وأضافت منظمة ” Autonomy” أنّ هذه الفكرة ستساعد العمّال الذين يعانون في هذه الفترة من غلاء المعيشة والتضخم غير المسبوق خاصة في أسعار الطاقة.

واعتمدت الدراسة في حساب تكلفة التنقل على متوسط فاتورة سنوية تبلغ حوالي 1700 باوند، مستمدة من دراسة استقصائية أجريت عام 2019 على 2000 شخص بدوام كامل أو جزئيّ وأشخاص يعملون لحسابهم الخاص من جميع أنحاء بريطانيا.

أمّا متوسط التكلفة التقديرية السنوية لرعاية الأطفال فكان 7200 باوند لأسرة لديها طفل واحد، وفقًا لبيانات عام 2021 من مؤتمر النقابات العمالية – بالرغم من أنّ العاملين في أجزاء كثيرة من البلاد ينفقون أكثر بكثير من هذا المبلغ.

 

الدوام 4 أيام في يطبق تجريبياً 73 شركة بريطانية:

يأتي هذا التحليل بعد مرور 3 أشهر على تجربة الدوام 4 أيام في 73 شركة بريطانية توظف حوالي 3300 عامل في تجربة مدتها ستة أشهر كانت بدأت في حزيران وستنتهي في تشرين الثاني.

 

هذه التجربة التي تجريها حملة “4 Day Week” والتي يتم دعمها مباشرةً من منظمة ”Autonomy”، يعتقد بأنّها التجربة الأكبر من نوعها في العالم.

ومع بدء ظهور النتائج الأولية لهذه التجربة أصبحت المجالس المحلية تفكر في تطبيقها أيضًا، حيث سيبدأ الموظفون في مكاتب مجلس بلدية جنوب كامبردجشاير هذا النمط الجديد من العمل في كانون الثاني /يناير المقبل، مع إمكانية شمل الموظفين الميدانين كجامعي النفايات في المستقبل.

 

دول ترغب بتطبيقها:

هذه التجربة تحاول دول تطبقيها والعمل على البدء بتفعيليها مثل استراليا , ودول اوروبية متعددة (السويد وفنلندا واسبانيا) بالاضافة الى نيوزلندا واليابان.

قال جو رايل، مدير حملة “4 Day Week”: “إنّ الاستجابة المبدئية تبدو إيجابية للغاية حتى الآن، ويمكن أن يساعد هذا التغيير في التخفيف من أزمة غلاء المعيشة”.

وأضاف: “كانت هناك بالتأكيد صعوبات لدى بعض الشركات. ولكن يبدو أنّ الغالبية العظمى ستتمسك بهذا النمط من العمل بشكلٍ دائم”.

كما  ترددت بعض الأخبار عن أن الإمارات تنوي جعل أيام الإجازة الأسبوعية ثلاثة أيام أسبوعيًا بدلًا من يومين، وتغيير موعد الإجازة الأسبوعية من الجمعة والسبت إلى السبت والأحد وجعل يوم الجمعة نصف يوم عمل. لا يوجد تأكيد على صحة ذلك حتى الآن.

 

فوائد هذا النظام:

 

رفع الانتاجيةفي أوروبا فإن متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعي أقل من الولايات المتحدة الأميركية، رغم ذلك فإن الإنتاجية الأوروبية، في المتوسط، أكبر. وتشير دراسة أن البلدان الأكثر إنتاجية في العالم مثل النرويج والدنمارك وألمانيا وهولندا تعمل في المتوسط حوالي 27 ساعة في الأسبوع، فيما تحتل اليابان، والتي يقضي موظفيها أطول ساعات عمل في العمل، المرتبة العشرين من بين 35 دولة من حيث الإنتاجية.

 

أفضل للبيئةالبلدان التي لديها ذات ساعات عمل أقصر عادة ما يكون لديها بصمة كربونية أصغر، لذا فإن تقليل أسبوع العمل لدينا من 5 إلى 4 أيام قد يكون له فائدة بيئية أيضًا، من ناحية توفير تكاليف التشغيل (من كهرباء ومواصلات).

 

رفاهية الموظفينالعمل أيام أقل في الأسبوع يعني إعطاء وقت إضافي للموظفين من أجل متابعة الهوايات وقضاء بعض الوقت مع العائلة والحصول على مزيد من الراحة (والنوم) وهو ما يمكن -بدوره- أن يرفع الإنتاجية في المجمل، ويساعد بتحسين الصحة النفسية والجسدية للموظفين.

أشارت دراسات أخرى أن هذه النظام حقق نجاحاً عند تطبيقه على المدارس كذلك، بحسب دراسة من جامعتي جورجيا ومونتانا فقد ظهر تحسّن واضح في مستوى الطلاب في المدارس الابتدائية بمواد القراءة والرياضيات بعد تحول المدارس إلى أربعة أيام دراسة، مقارنة بمجموعة أخرى من الطلاب حصلت على خمسة أيام دراسة، كذلك لقي هذا النظام استحسان المدرسين أيضًا.

وعلى فكرة، العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع لا يعني ضغط ساعات العمل الأسبوعبة في أربعة أيام، ولكن تخفيض ساعات العمل كذلك. المقصود هو: 4 أيام في الأسبوع، ٧ ساعات في اليوم.

في حين أن هناك بالتأكيد العديد من الفوائد لأسبوع العمل لمدة 4 أيام، إلا أن هناك أيضًا بعض التحديات في تطبيقه من ناحية التكلفة، وضرورة وجود التكنولوجيا والثقافة المناسبة.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights