اخبار العالم

هيومن رايتس ووتش: السعودية تقتل اللاجئين الاثيوبيين بدم بارد

توجّهت منظمة هيومن رايتس ووتش بتهمة خطيرة في تقريرها الجديد، والذي أصدرته اليوم الاثنين، إلى حرس الحدود السعودي بشأن انتهاكات حقوق المهاجرين على الحدود بين اليمن والسعودية، حيث اتهمت المنظمة السعودية بـ قتل مئات المهاجرين الإثيوبيين خلال محاولتهم عبور الحدود خلال الفترة من مارس/آذار 2022 حتى يونيو/حزيران 2023.

وكشفت هيومن رايتس ووتش عن تفاصيل هذه الانتهاكات من خلال صور تم التقاطها من قبل المهاجرين الإثيوبيين على طول الحدود بين اليمن والسعودية، والتي تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

تلك الصور أظهرت جرحى يتم نقلهم على متن شاحنة، بالإضافة إلى جثة ملقاة على الأرض، مما يشير إلى تعرض المهاجرين للانتهاكات والتجاوزات من قِبَل حرس الحدود السعودي.

هيومن رايتس ووتش السعودية تقتل اللاجئين الاثيوبيين بدم بارد
هيومن رايتس ووتش السعودية تقتل اللاجئين الاثيوبيين, الحدود بين اليمن والسعودية,

اقرأ أيضا: المنصة الالكترونية لـ جواز السفر السوري

وأدانت هيومن رايتس ووتش في تقريرها هذه الأفعال القاسية والمشينة من قبل حرس الحدود السعودي، حيث أكدت المنظمة أن: “القوات السعودية قامت بقتل مئات المهاجرين الإثيوبيين واللاجئين الذين حاولوا العبور خلال الفترة المشمولة بالتقرير. ولفتت إلى أن هذه الأفعال تتعارض مع القوانين الدولية وتُشكّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان”.

وقامت هيومن رايتس ووتش خلال ستة أشهر بالتحقيق والبحث الواسع، حيث أجرت مقابلات هاتفية مع 42 من المهاجرين الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود أو أقاربهم.

ومن خلال هذه المقابلات تم توثيق العديد من الشهادات التي تفيد بتعرض المهاجرين لإطلاق النار واستخدام أسلحة متفجرة من قِبَل حرس الحدود السعودي، حتى من بينهم النساء والأطفال.

وطالبت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الحكومة السعودية باتخاذ الإجراءات الفورية للتحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

اقرأ أيضا: بالفيديو فضيحة نائب زعيم حركة طالبان ” الملا أحمد أخوند “يمارس المثلية مع حراسه

كما دعت المنظمة المجتمع الدولي للتدخل والضغط من أجل وقف هذه الأفعال البشعة والمشينة، والعمل على ضمان حقوق وكرامة المهاجرين واللاجئين.

هيومن رايتس ووتش السعودية تقتل اللاجئين الاثيوبيين بدم بارد
هيومن رايتس ووتش السعودية تقتل اللاجئين الاثيوبيين, الحدود بين اليمن والسعودية,

هيومن رايتس ووتش: السعودية تقتل اللاجئين الاثيوبيين

“حمدية” الفتاة ذات الـ 14 عامًا، شهدت بوحشية على مأساة إعدام جماعي في الحدود السعودية، بدأت شهادتها لصالح منظمة هيومن رايتس ووتش بكلمات مفجعة قائلة: “تم رشقنا بالرصاص بشكل متكرر، لقد رأيت أشخاصًا يتم قتلهم بطرق لم أتخيلها من قبل، شهدت مأساة إعدام 30 شخصًا دفعة واحدة”.

وأضافت الشاهدة الشابة: “كنت مختبئة تحت صخرة ونمت هناك، شعرت بوجود أشخاص ينامون حولي، ولكنني اكتشفت لاحقًا أنهم كانوا جثثًا باردة،استفاقت لأجد نفسها وحيدة في تلك اللحظة المرعبة”.

اقرأ أيضا: مقتل المغربي جمال دومان في تركيا

مثل “حمدية” أفاد العديد من الشهود العيان بأنهم أصبحوا ضحايا هجمات القذائف والانفجارات التي أطلقها حرس الحدود السعودي خلال محاولتهم الوصول إلى الأراضي السعودية، وكان لتحديد هويات القتلى دورًا كبيرًا في هذه الحالات، حيث اعتمدوا على وصف دقيق للزي العسكري للمهاجمين.

ووفقًا للتقرير صرح أحد الشهود بأنه: “كان يتواجد في مجموعة مكونة من 170 شخصًا، وتم قتل 90 منهم بالقذائف والهجمات، وتم تحديد هذا العدد من خلال جمع الناجين الذين عادوا لاحقًا لاسترجاع جثث القتلى”.

وقال شاهد عيان آخر: “من بين 150 شخصًا، نجا سبعة فقط منهم. وكانت هناك بقايا بشرية متناثرة في كل مكان”.

اقرأ أيضا: القرار النهائي بشأن تدخل جيوش إيكواس في النيجر

وأشار آخر إلى تجربته في البحث عن جثة فتاة من قريته، حيث قال: “كان جسدها ملقى فوق جثث عشرين شخصًا آخرين”، وأضاف بشكل صادم: “مستحيل تقرير عدد القتلى بسبب الوضع المأساوي والصعوبات التي تواجهناها”.

دعوة إلى تحقيق دولي في “جريمة ضد الإنسانية”

تنشد المنظمات الحقوقية تحقيقًا دوليًا فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة ضد المهاجرين على الحدود بين اليمن والسعودية منذ العام 2014، ووفقًا لتقرير المنظمة غير الحكومية هذه الجرائم تجعل من الضروري بدء تحقيق دولي فيما يتعلق بهذا الأمر.

اقرأ أيضا: طائرة الكنز في زامبيا وعلاقة سياسين ورجال اعمال عرب

تقول منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” إن هناك تصاعدًا ملحوظًا في مستوى العنف على الحدود بين اليمن والسعودية، بالإضافة إلى ذلك هناك تقارير تشير إلى وجود اغتيالات تتم بشكل ممنهج ضد المهاجرين.

رغم الاستثمارات الواسعة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة لتحسين صورتها في مجال حقوق الإنسان، إذ استضافت العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى، إلا أنها تواصل ممارسة العنف على الحدود بشكل مقلق.

اقرأ أيضا: بعد الإعلان عنه رسميا.. أبرز أعراض متحور كورونا الجديد EG.5

قي النهاية إن الدعوة إلى تحقيق دولي في “جريمة ضد الإنسانية” على الحدود بين اليمن والسعودية تبدو واجبة وضرورية، فـ العالم لا يجب أن يتجاهل مثل هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، ويجب أن يكون هناك إجراءات دولية فعّالة للتحقق من الأمور والعمل على وقف هذا العنف المروع.

 

هدي محمد

كاتبة محتوي في مختلف المجالات ومحررة مقالات، درست في قسم نظم المعلومات والتوثيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights