تحقيقات وتقارير

ما قصة المنزل في درنة الليبية؟ هل هو حقيقة ام فبركة

المنزل في درنة الليبية ثار منزل في مدينة درنة، شرقي ليبيا، التي اجتاحتها سيول مدمرة، جدلاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، وأثار روايات متعددة حول حقيقة ما وصفه البعض بـ”المنزل المعجزة”؛ لكونه بدا أنه لم يتأثر أبداً بالسيول المدمرة التي دمرت أجزاءً واسعةً من المدينة الساحلية.

بدأت قصة هذا المنزل في الانتشار بعد نشر صورة له على مواقع التواصل، تظهر المنزل صامداً، فيما دُمرت معظم الأبنية في محيطه جراء السيول، وعلّق البعض بالقول إن الفيضانات لم تعرف طريقها إلى هذا المنزل، إذ لم يتضرر أي جزء منه، كما ظلت ألوانه بيضاء ولم تتغير بسبب الأتربة التي جرفتها المياه.

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصحف، صورة لمنزل في مدينة درنة المنكوبة يبدو أنه لم يتأثر بالفيضانات العارمة التي اجتاحت المدينة وخلفت آلاف القتلى والجرحى.

اقرا ايضا : العاصفة دانيال كارثة تهدد مصر “اليك التفاصيل”

ويظهر في الصورة المنزل بطلائه الأبيض ويبدو كأنه حديث البناء، بينما تبدو آثار الدمار على البنايات القريبة منه، وهو ما أُثار استغراب رواد مواقع التواصل الذين شكك بعضهم في صحة الصورة، فيما وصف البعض الأمر بـ”المعجزة”، إذ لم تصب جدران المنزل أو أبوابه ونوافذه بأي أضرار، رغم أن بقية المنازل من حوله تأثرت بشدة.

وتظهر صورة ملتقطة بالأقمار الصناعية، نشرتها رويترز نقلا عن خدمة “ماكسر”، المنزل وقد بدا فعلا بحالته الطبيعية.

ولكن، وعلى خلاف ما ذكرته مصادر عدة أخرى، فإن تلك الصورة الملتقطة من أعلى تظهر بيوتا أخرى حول البيت الذي وصف بـ”المعجزة” صمدت في وجه الفيضان وبقيت قائمة، وإن كانت تأثرت بدرجات متفاوتة.

كما يظهر أحد المنازل المجاورة وقد بقي محتفظا بنخلة سليمة يبدو ظلها واضحا على سطحه.

ما قصة المنزل في درنة الليبية؟ هل هو حقيقة ام فبركة
ما قصة المنزل في درنة الليبية؟ هل هو حقيقة ام فبركة
المنزل الناجي

وتسببت الفيضانات الناجمة عن انهيار سدين تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة “دانيال” في وفاة ما يقرب من 3338 شخص وفقا لآخر حصيلة رسمية مؤقتة أعلنها وزير الصحة في الشرق الليبي عثمان عبد الجليل.

ويتصاعد الغضب بين الليبيين الذين يعتبرون الفيضانات رمزا لسوء الإدارة في البلاد، وذلك لأن السدين اللذين انهارا لم تتم صيانتهما منذ أكثر من 20 عاما، رغم تخصيص أموال حكومية لذلك، وفقا للصحيفة.

وأعلنت الشركة الليبية للاتصالات، الثلاثاء، عن انقطاع كوابل الألياف البصرية الرابطة لأكثر من مسار في المنطقة الشرقية، ما أدى لانقطاع الاتصالات عن درنة.

شاهد المزيد : مسؤول ليبي يؤكد تسجيل 20 ألف حالة وفاة جراء الإعصار

مفاجأة عن سكانه.. قصة المنزل المعجزة

قال الطبيب الليبي محمود شامي: «”طوفان بعد انهيار السد، أغرق أكثر من ربع مدينة درنة، مسح مبان من 10 أدوار دون بقاء أثر لها،  بقى هذا المنزل صامدا ولم يتأثر سبحان الله، بالرغم من أن السيول جرفت جميع المباني اللي جنبه، منزل الشيخ عادل أبو دراعة كان يكفل ويربي 4 أيتام“.

وفي سياق متصل،نشرت إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تفاصيل أخرى عن المبني وصاحبه، مضيفة: «بالبحث والتحري عن البيت الذي نجا بأعجوبة من الطوفان ودون أن تظهر عليه حتى آثار الطين مثلما هو واضح سواء في الصور الثابتة أو الفيديوهات، المنزل يقع في قلب مجرى الفيضان وتحديدا في شارع البحر”.

وتابعت الصفة بشأن المنزل المعجزة: “المنزل في منطقة غير مرتفعة مقارنة بالحي الموجود فيه ومستوى ارتفاع الأرض تحته وحوله 3 متر فوق سطح البحر، لم تكن تحيط بالمنزل أي عمارات عالية تحجب عنه الطوفان أو تعمل كساتر له، المبنى يعتبر حديث وأحدث من معظم المباني المجاورة له، وربما يعود سبب عدم انجراف المنزل لحداثة البناء وجودته، أما عدم اتساخ الجدران بالطين لأن المطر غسلت الجدران”.

ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة
ما قصة المنزل في درنة الليبية؟ هل هو حقيقة ام فبركة

وفي إطار الحديث عن بقاء المنزل صامدا  وسط مدينة درنة الليبية  رغم أن بقية المنازل من حوله سويت بالأرض انقسمت ردود الأفعال بين من يتحدث عن “معجزة” بإن أفعال صاحب البيت الجيدة ساعدته في الحفاظ على ممتلكاته وبين مشككين في حقيقتها لكن عدد من سكان المنطقة  قالوا أيضا بإن صور الأقمار الصناعية وخرائط جوجل  بينت أن المنزل موجود بالفعل في مدينة درنة، ويبعد عن الشاطئ مسافة 400 متر فقط.

من خلال فحص صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة “Maxar” للأقمار الصناعية وخرائط غوغل، وجدنا أن المنزل موجود فعلاً في مدينة درنة، ويبعد عن الشاطئ مسافة 400 متر فقط، وبالفعل ظل المنزل صامداً، فيما تضررت أو دُمرت بالكامل معظم الأبنية والمنازل المحيطة بهذا المنزل.

اقرا ايضا : معجزة ام تزييف وسط فيضانات ليبيا… العثور على رضيع بحبله السري

ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة
ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة

ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة
ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة
مكان المنزل في مدينة درنة – خرائط ماكسر، خرائط غوغل – عربي بوست

أجرينا مقارنة لموقع وجود المنزل قبل حدوث السيول يوم 10 سبتمبر/أيلول 2023، وبعدها، وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الفيضانات غيّرت من شكل معالم المنطقة بالكامل، إذ اختفت العديد من الأبنية والمنازل، وقضت المياه على مساحات خضراء في المنطقة.

ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة
ما قصة المنزل في درنة الليبية هل هو حقيقة ام فبركة
منطقة المنزل في درنة قبل حدوث السيول وبعدها – خرائط ماكسر، خرائط غوغل – عربي بوست

كثير من الضحايا والدمار بدرنة

كانت مياه الفيضانات قد جرفت مناطق بأكملها في درنة، التي يقدَّر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة على الأقل، أو غطتها بالوحل، وأفادت وسائل إعلام رسمية أن ما لا يقل عن 891 بناية دُمرت في المدينة، فيما قال رئيس البلدية إن 20 ألف شخص ربما يكونون قد لقوا حتفهم جراء هذه الكارثة.

وخلّف “إعصار دانيال”، الذي تسبب بانهيار سدين في درنة بوفاة 11 ألفاً و470، و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقاً لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء الجمعة 16 سبتمبر/أيلول الحالي 2023.

شاهد المزيد :مخاوف من انهيار سد الموصل وتكرار كارثة درنة الليبية بالعراق

الليبيون الذين جرفت الفيضانات منازلهم، وجدوا أنفسهم محاصرين يوم الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023 بين البقاء في المدينة واحتمال إصابتهم بالعدوى بسبب جثث الموتى، وبين الفرار من المدينة عبر مناطق جرفت الفيضانات ألغاماً أرضية إليها.

وصفي، وهو أحد السكان في درنة، قال في تصريح لوكالة رويترز: “ما زلنا لا نعرف أي شيء… نسمع شائعات… البعض يحاول طمأنتنا والبعض الآخر يقول إما أن تغادروا المدينة أو تبقوا هنا. ليس لدينا مياه ولا موارد”.

كانت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة قد دعت، يوم الجمعة الماضي، السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ وقوع الكارثة.

أضافت المنظمة أن جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل “على الإطلاق تقريباً” أي تهديد صحي، وأن الاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب الفضلات منها.

في موازاة ذلك لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث عن موتى أو ناجين، وسط تضاؤل الآمال في العثور على أحياء بعد مرور 8 أيام على الكارثة.

 المصدر : وكالات متعدده

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights