اخبار العراق

سقوط يورغن هابرماس في مبادئ التضامن

يورغن هابرماس فيلسوف ووريث مدرسة فرانكفورت النقدية، وصاحب المقولات المتعلقة بالفضاء العام والفعل التواصلي العقلاني، والذي تعتبر فلسفته تواصلاً لــ “فلسفة الأنوار”، التي أشادت بالعقل كأفق كوني لتحرر الإنسانية وبناء الديمقراطية على قاعدة التداول والتواصل العقلاتي.

من هو يورغن هابرماس ؟

يورغن هابرماس فيلسوف وعالم اجتماع ألماني معاصر يعتبر من أهم علماء الاجتماع والسياسة في عالمنا المعاصر. ولد في دوسلدورف، ألمانيا وما زال يعيش بألمانيا.يعد من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية له ازيد من خمسين مؤلفا يثحدث عن مواضيع عديدة في الفلسفة وعلم الاجتماع وهو صاحب نظرية الفعل التواصلي.

اقرا المزيد.. ازاحة الستار عن صاروخ فرط صوتي ايراني جديد بمدى 1400 ‬كم

موقف يورغن هابرماس كان في شكل رسالة موقعة مع 3 مثقفين آخرين، وهم أستاذة العلوم السياسية في جامعة غوته الألمانية نيكول دايتلهوف والحقوقي كلاوس غونتر والفيلسوف راينر فورست.

رسالة يورغن هابرماس “مبادئ التضامن” ..!!!

الرسالة التي حملت عنوان “مبادئ التضامن”، كانت بمثابة بيان تضامن صريح وشديد الوضوح مع جرائم الاحتلال في غزة، والتي اعتبرها مبررة. وهو موقف يتقاطع مع عتاة اليمين العالمي الصهيوني.

سقوط يورغن هابرماس في مبادئ التضامن

ومما جاء في الرسالة: “إن الوضع الحالي الذي تسببت فيه وضعية الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس” ورد فعل إسرائيل عليه، أفضى إلى سلسلة من المواقف الأخلاقية والسياسية والتظاهرات الاحتجاجية، ونعتقد أنه في خضم كل وجهات النظر المتعارضة التي تم الإعراب عنها، فإن بعض المبادئ لا يجب أن تكون محل خلاف، وهي مبادئ تشكل أساساً لتضامن مفكر فيه ومتعقل مع إسرائيل واليهوديات واليهود في ألمانيا”.

ويضيف يورغن هابرماس في رسالته: “إن المجزرة التي ارتكبتها “حماس” والمصحوبة بنيتها المعلنة لإبادة الحياة اليهودية بشكل عام، كانت سبباً لدفع إسرائيل إلى الانتقام بهجوم مضاد، المبرر من حيث المبدأ، وحظيت بمناقشة اتسمت بكثير من الجدل (…)، وعلى الرغم من كل القلق بخصوص حياة السكان الفلسطنيين، فإن معايير الحكم تزيغ عن الطريق تماماً عندما تعزي نوايا الإبادة الجماعية إلى التصرفات الإسرائيلية”.

اقرا ايضا.. تعرف على اسباب اغلاق قناة اورينت السورية

ولم يفت يورغن هابرماس التذكير بما سماه “صعود معاداة السامية في ألمانيا” و”التهديد المحتمل للروح الديمقراطية”، مثلما يتصورها العقل التواصلي للفيلسوف الألماني.

وتقول الرسالة أيضاً: ”(…) كيف ما كان الحال، فإن تصرفات إسرائيل لا تبرر ردود الفعل المعادية للسامية، وخاصة في ألمانيا، فأن يتعرض اليهود واليهوديات في ألمانيا مرة أخرى لتهديدات تحدد حياتهم وأجسادهم، وتجبرهم على الخوف من العنف الجسدي في الشوارع، فهذا أمر لا يطاق وغير مقبول إطلاقاً، والروح الديمقراطية لجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تقوم على أساس الإعتراف باحترام الكرامة الإنسانية، ترتبط بثقافة سياسية تعتبر الحياة اليهودية وحق إسرائيل في الوجود عنصرين أساسيين، خاصة مع استحضار الجرائم الجماعية التي ارتكبت سابقاً في الحقبة النازية”.

وتنتهي الرسالة بالتذكير بمبادئ حقوق الإنسان التي يتوجب احترامها من قبل المقيمين في ألمانيا، أي المهاجرون والمناهضون للاحتلال، الذين يرى فيهم هابرماس أنهم “يبثون الكراهية ومعاداة السامية”.

الامتداد التاريخي للقضية

قفز يورغن هابرماس، ومن معه في الزمن، وتجاهلوا الامتداد التاريخي للقضية الفلسطينية، وكأنه ليس هناك احتلال لفلسطين جلبه الغرب منذ 75 عامًا، فلا حقّ، في معاجمهم ومفاهيمهم، لمن احتُلَّت أرضه في الدفاع عنها، والسعي إلى تحريرِها، طال الزمان أمْ قَصُر.

ولا يخفي يورغن هابرماس، ومن وقعوا معه، دافعهم للدفاع عن إسرائيل وتبرير جرائمها في غزة، فهو ليس إلا الخوف من الاتّهام بمعاداة السامية، ويقولون في بيانهم: “فالروح الديمقراطية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، والتي تقوم على أساس الاعتراف بالكرامة الإنسانية، ترتبط بثقافة سياسية تعتبر الحياة اليهودية، وحق إسرائيل في الوجود عنصرين أساسيين يستحقان حماية خاصة، مع استحضار الجرائم الجماعية التي ارتكبت سابقًا في الحقبة النازية”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights