تعدّ الجريمة التي تصدت محركات البحث وهي ” مقتل إلياس الحصروني“ والتي أثارت جدلاً واسعاً في بلدة عين إبل – جنوب لبنان، من التي تعد من أبرز الأحداث التي هزّت الرأي العام، فقد كان من المفترض أن تبقى ملتوية في شبكة الأمان البسيطة وأن تتساقط تلك الأحداث تدريجياً في مهدها، ولكن ما كشفته كاميرات المراقبة المثبتة في البلدة قد غيّر الكثير من التصورات، تابع معنا المقال لتتعرف على كافة التفاصيل.
تفاصيل مقتل إلياس الحصروني القيادي بالقوات اللبنانية
في البداية تم تقديم وفاة إلياس الحصروني كحادث سير عادي، وهو ما قبله أهله وأقاربه بقلوب مؤمنة بصدق تلك النسخة، ومع ذلك بقيت الشكوك تحوم حول الحادثة وتكاثرت الشائعات التي تشير إلى وجود تفاصيل غامضة وملفات مريبة تتعلق بالأمر.
اقرا أيضا: بالفيديو.. اعترافات صادمة في قضية مقتل الطفل موسى
بعد مغادرته المطعم تلاشت آثار إلياس الحصروني عندما اكتشفوا جثته الهامدة في سيارته، التي كانت متروكة في موقف على جانب طريق مؤدي إلى بلدة حانين، تجدر الإشارة إلى أن الطبيب الشرعي لم يكتشف أثرًا واضحًا للضربات على جسمه، باستثناء إصابة غير قاتلة في الرأس، وكسور في الأضلاع.
ويذكر ان السيارة كانت مفتوحة والوسائد الهوائية قد انفجرت، مما يشير إلى عدم ارتداء الحصروني لحزام الأمان أثناء القيادة، وهذه التفاصيل أثارت الشكوك حول نوع الحادث الذي أودى بحياته.
وبقيت التساؤلات مطروحة في البلدة حول ما حدث، لاسيما وأن الحصروني لم يكن لديه أي سبب ليتوجه إلى المكان الذي عثر فيه على سيارته، وفقا لـ رئيس البلدية، الذي يؤكد أن ” أحدا لم يكن مقتنعا أنه حادث سير أبدا، لا من عائلته ولا من أبناء البلدة، فالمكان الذي عثر فيه على السيارة لا يرتاده أبدا وليس له أي توجه عليه”.
ويتابع أن: “كل أهالي البلدة كانوا يسألون ما الذي أوصله إلى تلك الطريق، وما الذي يفعله هناك الساعة التاسعة والنصف ليلاً؟” من هنا بدأت الشكوك”.
اقرا أيضا: فيديو مقتل الشاب الاردني “بسام الخطيب” في امريكا
وقد كشف مصدر مقرب من العائلة، أن: “طريقة حصول الحادث ومكانه الذي ليس ضمن روتين تنقلات الحصروني، إضافة إلى عدم وجود أضرار في السيارة توحي بوقوع حادث، أثارت الكثير من الشكوك وجعلت فرضية الحادث مستبعدة جدا”.
وأضاف “نحن كعائلة كنا مشغولين بالدفن وتقبل التعازي، وكان شباب من البلدة مع البلدية يتابعون هذه التفاصيل”.
ووفقًا للمعلومات الأخيرة ذكر رئيس بلدية عين إبل، “السيد عماد الّلوس” أنّ: “الشكوك تحوم حول وفاة الشخص المعروف بالحصروني، والذي وُجِدَ جثّته بطريقة غامضة في سيارته، تاريخ الحادث يعود إلى يوم الثاني من أغسطس، حينما كان الحصروني في مطعم محلي برفقة عائلته، ولم يكن يشير أي شيء في تلك اللحظات إلى أن مأساة مروّعة ستلوح في الأفق”.
اقرا أيضا: مقتل الطفلة حنين البكري في عدن.. اليك تفاصيل الحادث
الكشف عن مقطع فيديو مقتل الياس الحصروني
لقد قام بعض الشبان في بلدة الحصروني بالبحث المكثف في مقاطع كاميرات المراقبة المتواجدة في المناطق المحيطة بمكان الحادث، وذلك بعد انتباه ابنة شقيق أحد الضحايا إلى تواجد سيارات غامضة في مكان الحادث، وهو الأمر الذي أثار فضولها ودفعها لحفظ أرقام تلك السيارات، وقد قدمت هذه الأرقام في إفادتها للجهات الأمنية المختصة.
على إثر هذا البحث المكثف تمكن أحد أقارب الضحايا من العثور على مقطع فيديو قيم في كاميرا DVR توثّق لحظات الحادث بدقة، ويظهر الفيديو لحظة اعتراض سيارتين للسيارة التي كان يستقلها الضحية على طريق الحصروني، حيث تم إجباره على التوقف.
وتظهر أشخاص من هذه السيارتين وهم يخرجون منها، ثم ينتقلون بسرعة نحو سيارة الضحية ويتمكنون من الصعود إلى سيارته، بعد ذلك انطلقت السيارات الثلاث متجهة نحو وجهة مجهولة.
اقرا أيضا: فيديو صادم لـ تعنيف الأطفال في حضانة في لبنان (شاهد الأن)
ووفقًا للمقاطع المسجلة يظهر إلينا صورة تختلف تمامًا عن النسخة الأولية المقدمة، حيث يبدو أن وفاة إلياس الحصروني لم تكن نتيجة حادث سير عادي، بل كانت نتيجة لـ”كمين أمني” محكم التنفيذ.
فيديو يوثق عملية خطف القيادي في القوات اللبنانية #الياس_الحصروني والذي وجدت جثته في احد الاحراش القريبة.
? الواضح انو الكمين محكم وملابس الخاطفين الموحدة بتدل على الجهة الخاطفة والقاتلة. pic.twitter.com/CAzjXRsOHe
— طوني بولس (@TonyBouloss) August 9, 2023
وتوحي المعطيات بوضوح بأن هناك جهات مجهولة قامت بتدبير هذه الجريمة، وربما تكمن الدوافع وراءها في الخلفيات السياسية أو الاقتصادية.
وبناءً على ما توضحه لقطات الفيديو، يعود اللوم إلى الضحية نفسه بعدم اتخاذ أي احتياطات تجاه الموقف الخطير الذي واجهه. فبدلاً من محاولة الهروب أو التصدي للخاطفين، ظهرت عليه ملامح الاستسلام وعدم وجود أي نوع من التخوف أو الشك فيما يمكن أن يحدث له.
اقرا أيضا: اللبنانية انجي الخوري تشعل غريزة الرجال
وبعد تحليل لقطات الفيديو واستشارة مصادر محلية، اتضح أن العملية لم تكن مقتصرة على السيارتين المذكورتين فقط. فقد أشار أهالي البلدة إلى وجود سيارات أخرى تم توزيعها على مفارق الطرق المؤدية إلى مكان الحادثة.
وتلك السيارات حاولت تعطيل حركة المرور وإحداث ازدحام بهدف التعويق على وصول الدوريات الأمنية إلى موقع الحادثة.
تبيّن في اليومين الماضيين، أنّ وفاة رفيقنا الياس الحصروني في عين ابل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأوّليّة.
إذ تبيّن ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصّة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أنّ كميناً محكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره…— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) August 9, 2023
التأثير السياسي لحادث مقتل الحصروني
منذ لحظة وقوع الحادث بدأت الأمور تتجه نحو الأبعاد السياسية والسياقات المحيطة به، هوية الضحية السياسية كانت سبباً رئيسياً في تصاعد هذه الأبعاد، حيث أدى ذلك إلى استقطاب اهتمام واسع من قبل الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، وزاد من تداول الموضوع بشكل كبير.
رحم الله المقاوم البطل #الياس_الحصروني الذي قضى غدرا في عملية ميليشياوية في بلدته #عين_ابل التي أحب وأحبته.
لن نستنكر ولن نطالب بمعرفة الحقيقة، فهي واضحة وضوح الشمس في منطقة أمنية معروفة الهوى.
بالأمس في المجدل واليوم في عين ابل وغدا في أي منطقة من لبنان!
الوطن مخطوف واللبنانيون… pic.twitter.com/o0Tuom52RJ— Samy Gemayel (@samygemayel) August 9, 2023
اقرا أيضا: فيديو.. تنقيط شيخ في عزاء بـ مصر يثير الجدل
من الواضح أن التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي كان ملحوظاً جداً بخصوص هذا الحادث، وتناول المستخدمون الموضوع من جوانب متعددة، مثل الجانب السياسي، والجانب الأمني، والجانب الإنساني، وهذا التنوع في النقاشات أسهم في زيادة تداول المحتوى وانتشاره على نطاق واسع.
