بروتوكول هانيبال، ذكرت تقارير إعلامية أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت موقع “إيريز” العسكري الذي يتبع لجيش الاحتلال شمال قطاع غزة، وذلك بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي كتائب القسام وجنود إسرائيليين في المنطقة، ويعد هذا الهجوم من الأحداث النادرة التي تستهدف إسرائيل أحد مواقعها الخاصة، حيث يشتبه بأنها تحاول منع أسر أو اختطاف أحد جنودها من قبل المقاومة.
بروتوكول هانيبال: الإجراء العسكري الإسرائيلي المثير للجدل
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الاشتباكات مستمرة في 22 نقطة داخل المستوطنات المحاذية لغزة، بين قوات الجيش ومقاتلي القسام، مما يثير احتمال تكرار سيناريو قصف إسرائيل لمواقعها داخل حدودها كما حصل في معبر إيريز.
ويرجع سبب هذه الخطوة الإسرائيلية إلى تطبيق بروتوكول “هانيبال”، وهو تعليمات عسكرية تسمح لجيش الاحتلال باستخدام كل أنواع الأسلحة لمنع سقوط جنوده في أسر المقاومة، حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم، وصاغ هذا البروتوكول الجنرال أوري أور عام 1986، وطوره رئيس هيئة الأركان السابق جابي أشكنازي، والجنرال عمرام ليفين، والجنرال يعقوب عامي درور.
اقرأ المزيد: تردد قناة الأقصى الفضائية
في ظل تزايد عدد الأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة الفلسطينية، تتصاعد التساؤلات حول مصيرهم والموقف الإسرائيلي منهم، فهل سيكون الأسرى عاملاً رادعاً للتصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة أو حتى اندلاع حرب شاملة؟ أم سوف يستخدم جيش الاحتلال بروتوكول هانيبال، الذي يسمح بقتل الجنود المخطوفين لمنع تبادلهم مقابل أسرى فلسطينيين؟.
إطلاق سراح أسرى فلسطينيين
بروتوكول هانيبال، أو “حنبعل” بالعبرية، هو توجيه عسكري يطبقه جيش الاحتلال منذ عام 1986، وهو ينص على أن “عملية الاختطاف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا وإلحاق الأذى بها”، وقد صاغ هذا التوجيه لجنة من كبار ضباط الجيش، بعد صفقة تبادل أسرى مع “الجبهة الشعبية – القيادة العامة” بقيادة أحمد جبريل في عام 1985.
ويرى جيش الاحتلال أن هذا التوجيه يحافظ على ردعه وقوته، ويرفض التفاوض مع المقاومة على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وهو يستخدم هذا التوجيه في كل المواجهات مع المقاومة، سواء في لبنان أو في غزة، وفقًا لإحصاءات إسرائيلية، فإن 16 جنديًا إسرائيليًا قتلوا خلال تطبيق بروتوكول هانيبال منذ عام 1986.
اقرأ المزيد: غلاف غزة.. ما هو وما أهم المستوطنات الإسرائيلية فيه؟
ولكن هذا التوجيه يثير انتقادات شديدة داخل إسرائيل نفسها، من قبل جنود وضباط ومؤسسات حقوقية. فهم يرون أن هذا التوجيه يخالف القانون الدولي والأخلاق الإنسانية، وأنه يضع حياة الجنود في خطر دائم، كما أنه يؤدي إلى استشهاد المقاومين والجنود المأسورين في بعض الحالات، مما يزيد من حدة الصراع ويقلل من فرص التهدئة والسلام.
وفي عام 2018، أصدر مجلس مدققي الحسابات الحكومية، وهو هيئة رقابية إسرائيلية، تقريرًا ينتقد بروتوكول هانيبال ويطالب بإعادة النظر فيه، وأشار التقرير إلى أن هذا التوجيه لا يحترم مبدأي القوة المتناسبة والتمييز بين المدنيين والعسكريين، وأنه يعرض إسرائيل للمساءلة القانونية والسياسية.
اقرأ المزيد: استشهاد محمد الصالحي الصحفي الفلسطيني على حدود غزة
وبالرغم من كل هذه الانتقادات، فإن جيش الاحتلال ما زال مصرًا على استخدام بروتوكول هانيبال في حالات الأسر، معتبرًا أنه الإجراء الأمثل لحماية أمنه وسيادته، وهو يعتبر نفسه الجيش الوحيد في العالم الذي يمتلك هذا الإجراء، دون أن يكترث للآثار المدمرة التي يخلفها على كل من يتعرض له.
